أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال، يوسف الشاهد، الخميس، في افتتاح “مبادرة حول ازدهار افريقيا”، ان التوجه الجديد للدبلوماسية التونسية ينبني على اطلاق شراكة متميزة مع البلدان الافريقية، سيما في ميادين الصحة والتكوين والتعليم العالي والسياحة والاسكان وتكنولوجيا المعلومات والبناء والاشغال العامة والربط الكهربائي بالمناطق الريفية والفلاحة.
وقال الشاهد، ان هذه التظاهرة تنسجم مع هذا التوجه، الذي يعطي البعد الافريقي مكانة الصدارة، باعتبار ان هذه القارة اصبحت تمثل مستقبل العالم الاقتصادي والتنموي نظرا لحجم ثرواتها الطبيعية خصوصا في مجال الطاقة والطاقات المتجددة بالاضافة الى الاستثمارات ذات المردودية العالية وانخفاض كلفة الانتاج لتوفر اليد العاملة المختصة.
ولاحظ، انه رغم تطور حضور تونس في افريقيا خلال السنوات الاخيرة الا انه يبقى غير كاف ولابد من تعزيزه في كل العواصم الافريقية مشيرا، في هذا السياق، الى افتتاح سفارتين لتونس في واغادودو ونيروبي والشروع في تامين رحلات جوية نحو كل من كونوتو وكوناكري فضلا عن تركيز 5 بعثات تجارية في افريقيا جنوب الصحراء.
كما أفاد، ان اختيار تونس، اليوم، من بين العواصم الافريقية لاحتضان هذه المبادرة لتطوير التجارة والاستثمار بين امريكا وافريقيا وتونس، نظرا لموقعها الهام باعتبارها بوابة للقارة الافريقية ، قائلا “لابد من استغلال الفرصة وبناء شراكة مهمة في اطار العلاقات بين تونس وبقية البلدان الافريقية”.
وسلط الشاهد الضوء على الامكانات الضخمة المتاحة في افريقيا، مؤكدا ضرورة استغلالها انطلاقا من هذه المبادرة والسعي الى ان تتلوها تمويلات للاستثمار ومبادرات اخرى لتطوير التجارة، و بالتالي خلق مواطن شغل في تونس واستغلال تموقعنا كبلد له قدرة تصديرية كبيرة تستدعي تعزيز التوجه نحو القارة الافريقية.
وبين رئيس حكومة تصريف الاعمال، ايضا، ان هذه المبادرة تترجم الثقة العالية في تونس ودورها الفاعل في افريقيا، مؤكدا أهمية دفع الاستثمار في البلاد وتنمية تجارتها الخارجية وتوطيد علاقاتها الاقتصادية وتدعيم انفتاحها على الاقتصاد العالمي الذي تعد أمريكا قاطرته.
وأشاد بالمستوى المتميز الذي بلغته علاقات التعاون والشراكة بين تونس والولايات المتحدة الامريكية والنقلة النوعية التي شهدتها بعد الثورة في اتجاه انخراط الجانبين في مقاربة جديدة للتعاون والتشاور تهدف الى ارساء شراكة استراتيجية لمرحلة جديدة في مسيرة العلاقات الثنائية.
وذكر في هذا الصدد، بالزيارة التي أداها الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في 2015 والتي توجت بتوقيع مذكرة تفاهم حول اقامة شراكة استراتيجية جديدة تهدف الى تدعيم العلاقات الثنائية على المدى الطويل من خلال ارساء اليات جديدة للتعاون ، في مقدمتها الحوار الاستراتيجي التونسي الامريكي واللجنة الاقتصادية المشتركة
وأكد الشاهد، ان اقتران تنظيم هذه التظاهرة الاقتصادية ذات البعد الاقليمي في تونس، بعقد الدورة الثالثة للجنة الاقتصادية المشتركة التونسية الامريكية يعكس الرغبة الواضحة في الارتقاء بنسق التعاون الاقتصادي الى مستوى الشراكة الاستراتيجية الحقيقية.