“لاءاته الثورية تتكسر في حضرة الشيخ … الفخفاخ يدخل بيت الطاعة…” و”الغنوشي يجمع بين الفخفاخ والقروي في بيته … لا كلمة تعلو فوق كلمة الشيخ” و”بعد طول تعطيل خبراء وأولياء يجمعون … اصلاح التعليم أولوية مطلقة” و”تونس الافقر … الفضيحة”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن “تحذير، راشد الغنوشي، للفخفاخ كان بمثابة التذكير للقصرين، قصر قرطاج وقصر دار الضيافة بأن النهضة ما تزال على رأس الحكم وهي الماسكة به برلمانيا وأن الفخفاخ مكلف لا لكفاءاته أو عبقريته وانما هو من اختيار الرئيس، قيس سعيد، وهو مكلف لا شرعية له سواء كانت انتخابية أو شعبية وأن أكله من الجسد الانتخابي لرئيس الجمهورية لا يعطيه الحق في التحول الى سيد على المشاورات الحكومية والى مايسترو يوزع الادوار على أحزاب الحكم وأحزاب المعارضة”.
وأضافت أنها “نقطة نظام حاسمة أعلنها الغنوشي أعادت الفخفاخ الى حجمه والى رشده بل وان الغنوشي الحاكم بأمره والذي صرح أول أمس بأن الفخفاخ لم يكن الاكفأ من بين الاسماء التي تم اقتراحها على الرئيس دعا اليوم رئيس الحكومة المكلف الى بيته في لقاء حضره، نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس لوضع النقاط على الحروف كما يقولون وأول النقاط تشريك قلب تونس في الحكومة وفي مشاورات تشكيلها وما عدا ذلك فلا أحد سيمر” مشيرة الى أنه “لا خيار أمام الفخفاخ المطالب بالكف عن خطابه الثوري الدعي وأن يتأمل الواقع ومعطياته وهي أمامه لا تستدعي انتباهات كبرى وانما تستدعي اقرارا بها كأمر واقع ان أراد لحكومته أن تمر بالفعل وأن تعمل بأريحية بعد مرورها”.
ورأت أن “تونس أهدرت كل ما لديها من وقت ولم يعد للبلاد متسع للذهاب أكثر في متاهات ومزايدات النفس الثوري.. فلتكن تحت مسمى حكومة الوحدة الوطنية ولا ضير في أن يعيد الفخفاخ صياغة خطابه من خطاب رجل الثورة الى خطاب رجل دولة”، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (المغرب) في تحليل اخباري، أن “المشهد السياسي، يوم أمس الخميس، يدفع الى شئ من الدهشة وبعض من الضحك، اللاءات المتكررة والصارمة للمكلف بتشكيل الحكومة الياس الفخفاخ تحطمت على جدار الرفض النهضوي يوما واحدا بعد الظهور الاعلامي اللافت لراشد الغنوشي في اذاعة موزاييك في الصباح وفي قناة حنبعل في المساء فتلاشى الخط الاول للدفاع الذي وضعه الياس الفخفاخ … لا للتشاور مع قلب تونس في هذه المرحلة فحصل تشاور لم يرده وفي ميدان لم يختره”.
وأضافت أن “ما حصل أمس أكد أن مالك اللعبة وصاحب الوقت هو، راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب وأنه قادر على فرض ارادته على المكلف بسرعة فائقة، ساعات قليلة بعد حضوره الاعلامي الثاني” لافتة الى أن “هذا اللقاء الثلاثي سرعان ما أسفر عن دعوة رسمية من، الياس الفخفاخ، المكلف بتشكيل الحكومة الى رئيس قلب تونس للقاء تشاوري هذا اليوم بدار الضيافة”.
وأضافت أن “بيان قلب تونس الصادر بعد هذه الدعوة أكد أن الحزب قرر ارسال وفد يترأسه رئيسه، نبيل القروي، لحضور هذا اللقاء التشاوري الرسمي الاول” معتبرة أن “ما حصل يوم أمس هو تراجع الفخفاخ عن اعلانه الاول الواضح والصريح حول عدم تشريك حزب قلب تونس في مرحلة المشاورات اذ لا يمكن توصيف ما حصل الا بكونه تشاورا مفروضا من قبل رئيس حركة النهضة واجبارا لرئيس الحكومة المكلف على حد العبارة الرائجة على التحادث المباشر مع رئيس قلب تونس تحت وصاية ورعاية الشيخ وهذا اعتراف واضح بأن الشرط النهضاوي قد قبل وتبقى بعد ذلك كيفية ادماج قلب تونس في حكومة الفخفاخ مسألة تقنية المشهدي فيها أهم بكثير من مضمونها الحقيقي”.
وأبرزت أن “لقاء اليوم في دار الضيافة سيكون العنصر الابرز في هذه المشهدية اذ يمثل تحولا جذريا في موقف، الياس الفخفاخ، وانصياعا كليا لرغبة، راشد الغنوشي، مهما حاول الياس الفخفاخ، وفريقه التقليل من وقع هذا النكوص الكلي على ما تم اعلانه وتأكيده بكل قوة في الندوتين الصحفيتين للمكلف بتشكيل الحكومة”، حسب ما جاء بالصحيفة.
وأفادت جريدة (الشروق) في افتتاحية عددها اليوم، أن تصنيف “تونس أفقر دولة عربية وافريقية” الذي ورد مؤخرا بتقرير البنك الدولي ظل طوال الايام الاخيرة يجوب مختلف وسائل الاعلام العربية والغربية” مروجا “فضيحة مدوية في حق تونس والتونسيين”.
وأشارت الى “أنها فضيحة بكل المقاييس واهانة كبرى كان من المفروض أن تدفع بالاطراف السياسية وبالحكومات المتداولة على السلطة منذ 2011 الى اليوم الى الخجل من نفسها ومن سياساتها ومن أدائها المهزوز والكارثي الى طلب الاعتذار من الشعب الذي تسبب في تفقيره”.وأضافت “أنها ليست المرة الاولى التي تحتل فيها تونس منذ 2011 الى اليوم مراتب متأخرة في مجالات مكافحة الفقر والبطالة وجودة الحياة والمناخ الاقتصادي والتعليم والصحة والنظافة وذلك استنادا الى ما تم ملاحظته في بلادنا في السنوات الاخيرة من فوضى وتفاقم نحو الاسواق في مختلف هذه المجالات التي تهم الشأن المعيشي للمواطن والشأن الاقتصادي بشكل عام”.
وأبرزت الصحيفة ، “أن كل سياسي وحكام المرحلة دون استثناء يتحملون مسؤولية هذه الفضيحة التي ما كان لها أن تتصدر العناوين الاعلامية الكبرى في العالم لو كانوا في مستوى المسؤولية” مبينة “أن أي تونسي لم يعد يتحمل مثل هذه الفضائح والاهانات في حقه وأصبح يتوق كغيره من الشعوب الى وضع أفضل معيشيا واقتصاديا واجتماعيا وأمنيا يعيشه على أرض الواقع ويكون له صدى في التقارير الدولية”.
وتطرقت، نفس الصحيفة، في ورقة أخرى، الى “النظام التربوي في تونس الذي يحتاج بصفة عاجلة الى اصلاحلات تربوية أمام تعطله لسنوات مما تسبب في انهيار المنظومة التي أصبحت تنتج الفشل لا النجاح”.
ونقلت عن عدد من الخبراء قولهم “ان مواضع الضعف في النظام التربوي التونسي معروفة وتم تشخيصها منذ سنوات ولم تؤثر فيها التغيرات التي طرأت على المجتمع التونسي اضافة الى ضرورة التكوين المستمر للمربين الذي يجب أن تتكفل به وزارة الاشراف ويهتم به المربي ليكون فعلا محترفا في مهنته”.
واعتبر رئيس جمعية جودة التعليم، سليم قاسم، “أن نجاح أي مشروع جديد لاصلاح المنظومة التربوية يبقى رهين كسبه لثلاثة تحديات جوهرية هي اعادة هيكلة التعليم المدرسي عبر ارجاع منظومة التعليم المهني بصورة مجددة تراعي واقع العصر وتحدياته واعادة تأسيس منظومة عصرية لادارة الموارد البشرية على أساس علمي صارم يتدارك ما طال هذه المنظومة من عبث طيلة السنوات الفارطة واعادة بناء جذرية للتعليم الابتدائي على أساس مرافقة الطفل في مراحل نموه واحترام خصوصيات كل مرحلة”، حسب تقدير الصحيفة.