أطلقت منظمة أطبّاء العالم بالشراكة مع المعهد الوطني للصحة وكلية الطب بتونس، اليوم الجمعة، سلسلة من خمس دورات تكوينية بتونس العاصمة حول الهجرة في علاقة بالصحة العمومية، لفائدة مشاركين من الولايات التّي يكثر فيها عدد المهاجرين، تتواصل إلى منتصف أفريل 2020.
وتهدف هذه الدورات التكوينية، وفق بلاغ صادر عن المنظمة، إلى تمكين مهنيي القطاع الصحي العاملين بالخط الأول والعاملين في المجال الاجتماعي والنّاشطين في المجتمع المدني من فهم الآليات المتعلقة بموضوع الهجرة في علاقة بالصحة العمومية، وتحسين معارفهم فيما يتعلق بخصوصيات الهجرة والصحة العمومية وتحسين حصول المهاجرين على الخدمات الصحية الذي يمر عبر التعرف عن كثب على وضعياتهم وحاجاتهم الخاصّة.
وتتنزل هذه الدورات التدريبية في إطار الحرص على التوعية بضرورة تفعيل حق الإنسان في التغطية والرّعاية الصحية الذي يشمل المهاجرين الذين يتمتّعون وجوبا بالحق في تلقي العناية الصحيّة اللّازمة في البلد الذي يقيمون فيه في أي وقت كان والعلاج اللازم كل ما اقتضى الأمر ذلك دون تمييز قائم على الجنس أو العمر أو الجنسية أو الوضعية القانونية.
وسيتطرّق على امتداد فترة التّكوين، خبراء محليون ودوليون، في مداخلاتهم إلى عديد المحاور منها مسألة الصحّة النفسية للمهاجرين، والهجرة والتّحديات الصحيّة، وحقوق المهاجرين، وكيفية تعزيز استجابة الأجهزة الطبية لحاجيات المهاجرين خاصة منهم الأكثر ضعفا والأشدّ حاجة، علاوة على التطرق إلى مختلف الآليات القانونية التي تضمن للمهاجرين النفاذ للرّعاية والتغطية الصّحيّة وتطبيقها في تونس، وكيفية تحسين مستوها للمهاجرين.
وشدّدت المنظّمة على أهميّة هذا التّكوين سيّما أن عدد المهاجرين الوافدين على تونس ممن تمّ استقبالهم من طرف منظمة أطبّاء العالم وتوجيههم نحو المؤسّسات الإستشفائية قد بلغ حوالي 2000 مهاجر منذ سنة 2015، دون احتساب عدد المهاجرين الوافدين على هذه المؤسّسات ولم يتمّ تسجيلهم، أو من توجّهوا للقطاع الخاص.
واعتبرت في هذا الصّدد، أن تزايد عدد المهاجرين على تونس أصبح يشكّل تحدّيا أمام القطاع الصحّي، علاوة على صعوبة مهمّة استقبالهم ومرافقتهم والتعامل معهم طيلة فترة العلاج والتي تتجاوز أحيانا قدرات مهنيي الصحّة، وهو ما يستدعي التدخّل من أجل ضمان التكوين للعاملين في الصّفوف الأمامية في سبيل ضمان حقّ المهاجرين بحقّهم في الصحة وتفادي المشاكل التي تعترضهم على غرار الحق في العلاج وعدم درايتهم بحقوقهم.
يشار إلى أن منظمة أطباء العالم منظمة إنسانية دولية تأسست سنة 1980، و تعمل على توفير الرعاية الطبية للفئات السكّانية الأكثر ضعفا والمتضررة من الحرب والكوارث الطبيعية والأمراض والمجاعة والفقر والإستبعاد، والذين لا يحصلون على الرعاية الصحية.