“الغنوشي يدعو للمصالحة الشاملة مع الدساترة … هل النهضة تبحث عن تموقع أفضل أم تستعد لسيناريوهات قادمة” و”تداعيات الكورونا على القطاع السياحي … الغاء كل الحجوزات والتظاهرات الكبرى” و”تونس … الجميلة…” و”فيروس كورونا يدفع بالاقتصاد العالمي الى اسوا أزمة منذ 2009 …. فماذا عن تأثيراته في تونس … انعكاسات سلبية على السياحة والنقل والعمرة …وايجابية على النفط والميزان التجاري والشركات المنتجة”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الخميس.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في ورقة خاصة أن حركة النهضة، التي “قبلت بالمشاركة في حكومة الفخفاخ في الدقائق الاخيرة والتصويت لها، قد غلبت مصلحتها الخاصة لا غير وذلك لتجنب سيناريو المرور الى حل البرلمان عن طريق اجراء انتخابات تشريعية مبكرة” مشيرة الى أنها “تسعى اليوم الى توسيع حزامها السياسي الشئ الذي فشلت فيه في مشاوراتها في تشكيل حكومة الفخفاخ من خلال دعوة رئيس الحركة، راشد الغنوشي، الثلاثاء الماضي الى مصالحة وطنية شاملة مع الدساترة وطي صفحة الماضي”.
وأشارت الى أن “لقاء الغنوشي بمحمد الغرياني، القيادي الدستوري وعضو حزب المبادرة يبعث بعديد الرسائل السياسية أبرزها سعي حركة النهضة الى تقوية تحالفاتها في المستقبل استعدادا لمختلف السيناريوهات الممكنة في الفترة المقبلة وفي صورة التصادم مع مكونات الائتلاف الحكومي أو مع رئيس الحكومة نفسه أو أيضا تواصل الصراع الخفي المعلن بين رئيس الحركة ورئيس الجمهورية قيس سعيد” معتبرة أن “اختيار هذا التوقيت بالذات لبحث عديد المسائل مع القيادي الدستوري، محمد الغرياني، يؤكد سعي حركة النهضة الى تعزيز تموقعها في الخارطة السياسية خاصة في ظل هشاشة تموقعها في المسار الحكومي والبرلماني الذي فرضته عديد التطورات الميدانية والتحالفات الجديدة بعد انتخابات 2019 وخاصة بعد فشل النهضة في تشكيل حكومتها التي قاد مشاوراتها الحبيب الجملي وأسقطت في البرلمان”.
وأشارت الى أن “تساؤلات عديدة تطرح نفسها خلال هذه الفترة خاصة مع اقتراب مؤتمر حركة النهضة وبداية تحركات الشيخ للبحث عن تحالفات جديدة تضمن له سيطرته وتحكمه في المستقبل في المشهد السياسي بمختلف تفرعاته ومساراته” متسائلة “هل سينجح الشيخ في حشد أحزاب جديدة وتكوين حزام سياسي يضمن له تغول حزب حركة النهضة في المستقبل وسيطرته على المشهدين البرلماني والحكومي خاصة في ظل الصراع الخفي مع رئيس الجمهورية والتباعد الظاهر للعيان في الرؤى والتوجهات بين الطرفين؟ وهل سيكون التحالف الاستراتيجي بين الدساترة والحركة هو المخرج واعلان مصالحة شاملة مع الدساترة وغيرهم من الاحزاب الاخرى التي تبحث عن موطئ قدم في المشهد السياسي التونسي؟ وهل يتقارب الدساترة مع النهضة وابرام هذه المصالحة ستطوى صفحة الحزب الدستوري الحر ومشاكسة رئيسته ومحاربتها لحركة النهضة ولشيخها؟”.
وتطرقت، ذات الصحيفة، الى “تأثير فيروس كورونا على الاقتصاد العالمي خاصة وأنه يهدد المورد البشري بصورة واضحة ومباشرة ومن ثم فان تداعياته تعد الاخطر على الاقتصاد العالمي وتتطلب سياسات مختلفة لمواجهتها” مشيرة الى أن بلادنا ليست بمعزل عن العالم والى أن أزمة الاقتصاد العالمي لها تداعيات مباشرة على الاقتصاد ببلادنا.
وأشارت الى أن “أثر هذا الفيروس سيكون مباشرا على الاقتصاد ببلادنا باعتبار أنها ليست بمعزل عما يحدث في العالم من تغيرات وسيكون لها تأثير مباشر خاصة على مستوى القطاع السياحي” حيث أكدت عضو المكتب التنفيذي للجامعة التونسية للنزل، منى بن حليمة، أنه “رغم الميكانيزما المعتمدة وبطريقة حرفية للتوقي من فيروس كورونا الا أن بلادنا ستتأثر بتداعياته على مستوى العالم فهي ليست منعزلة عن التغيرات التي تحدث اليوم على المستوى العربي والعالمي”.
وبينت، ذات المتحدثة، أن “القطاع السياحي يعرف تأثيرات ملموسة من حيث الغاء الحجوزات منذ شهر فقد توقفت بصفة فعلية بعدما كانت متواصلة وبصفة يومية على اختلافها قبل بروز فيروس كورونا كما أن المجموعات الكبرى للشركات العالمية التي كانت تقوم بحجوزات بهدف القيام بتكوين لموظفيها قد ألغت كل سفراتها لتونس وكذلك بقية دول العالم”.
كما حاورت الصحيفة، الخبير الاقتصادي، جمال العويديدي، الذي اعتبر أن “القطاع السياحي يعرف عديد الصعوبات منذ سنوات وسيتأثر بصفة مباشرة بما يحدث في العالم خاصة أنه لا وجود لتطمينات ولا استعداد قوي لمثل هذه الازمات الى جانب أن بلادنا تعرف هشاشة شاملة للمجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي” معتبرا أن “القطاع السياحي قطاع هش لا يمكن الاقتصار عليه لبناء اقتصاد قوي بل لا بد من اعادة الاعتبار للقطاعات المنتجة ومقاومة التصحر الصناعي واعادة الاعتبار أيضا للقطاع الصناعي حتى تتمكن البلاد من مجابهة الكوارث على اختلاف أنواعها (أمراض، ارهاب) وحتى لا يكون اقتصادنا رهين قطاع بعينه”، وفق ما جاء بالصحيفة.
وفي سياق متصل، أفادت جريدة (الصباح) في مقال بركنها الاقتصادي، “أن انتشار فيروس كورونا قد سبب أزمة اقتصادية عالمية ومس بشكل كبير الصين التي تعتبر المحرك الاقتصادي الاول للتجارة العالمية ” مبينة “أن تراجع النشاط التصنيعي بهذه البلاد الاسياوية قد تراجع الى ادنى مستوى بعد أن اتخذت الحكومة اجراءات وقائية لمنع تفشي الوباء منها فرض قيود على حركة النقل والتنقل واغلاق العديد من المصانع الى جانب فرض الحجر الصحي على عدة مدن وعشرات الالاف من الاشخاص”.
وأشارت “الى أن تونس لم تكن في منآى عن هذا الفيروس حيث أعلنت السلطات يوم الاثنين الماضي عن ظهور أول اصابة بالفيروس والتي تم الاعلان عنها أول أمس لتنطلق المخاوف من تداعياته السلبية على الاقتصاد التونسي الذي يشهد أصلا أزمة منذ فترة طويلة كما تنامت المخاوف من ضرب القطاع السياحي بعد أن بدأ في استرجاع عافيته”.
وبينت في سياق متصل، “أن عديد القطاعات الحيوية تضررت منها النقل والسياحة بسبب الغاء عديد الرحلات الجوية والبحرية والغاء حجوزات لعدد من الوفود الاجنبية وخاصة منها الصينية التي تحبذ هذه الفترة بين الشتاء والربيع لقضاء عطلها في الجنوب التونسي وخاصة توزر وجربة “.
وأبرزت الصيحفة، “أن تأثيرات كورونا على الاقتصاد التونسي فيها كذلك جانب ايجابي يتعلق أولا بالنفط وانعكاساته على الميزانية العامة حيث أدى انتشار الفيروس الى انخفاض الطلب العالمي على النفط وانخفاض أسعار البرميل الى مستويات دنيا وصلت حدود 50 دولار فيما يرجح أن تكون فرضية ميزانية الدولة للبرميل الواحد لسنة 2020 في حدود 75 دولار وهو ما سيجعل التأثيرات كبيرة على مستوى الدعم المخصص للمحروقات والكهرباء والمقدر في ميزانية 2020 ب1880 مليون دينار ودعم النقل العمومي المقدر ب500 مليون دينار”.
وأفادت جريدة (الشروق) في افتتاحيتها، “أن تونس اختارت منذ حوالي أسبوع عبر مجلس نوابها حكومة جديدة بعد حوالي أربعة أشهر من الانتخابات التشريعية ” مضيفة “أن الديمقراطية ليست مجرد شعارات بل مسار وطويل وقاس يحتاج الى سنوات من العمل والمثابرة حتى تصبح الحقيقة متاحة للجميع لانه من حق كل التونسيين الاطلاع حتى على التفاصيل البسيطة”.
وأضافت “أن تونس اليوم تحتاج الى المصالحة الوطنية وتحتاج لمن يؤمن بالنشاط الجماعي حتى نتجاووز الثغرات المرتبطة بالاحزاب والجمعيات التي لها حسابات خاصة” مشيرة الى أن “بلادنا لم تعد تتحمل مثل هذه المواجهات التي تسببت في الكثير من المشاكل للذين يعتبرون أن الاسلام السياسي لعنة على مسار الانتقال الديمقراطي”.
كما بينت “أن تونس اليوم تواجه هذه المحنة التي تتتناقض مع وضعها الاقتصادي والاجتماعي والشعب في حاجة الى مصالحة حقيقية تغلق باب الجراح والخلافات بين الدساترة والاسلاميين وعند غيابهما لا أحد سيضمن هذه المصالحة باعتبارها السبيل الوحيد لتجاوز الوضع الذي تعيشه هذه الاطراف”.