“لا يكفي أن نعلن الوباء” و”الدولة والتمويلا اللازمة لمجابهة كورونا” و”الكورونا تلهب الاسعار … هستيريا تخزين المواد الغذائية تصيب التونسيين” و”لا بديل عن المناعة الوطنية في مواجهة فيروس كورونا”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، أن “حكومة الياس الفخفاخ في وضع لا تحسد عليه فبالاضافة للازمة الاقتصادية الراهنة التي ينتظر من الحكومة أن تعمل على ايجاد الحلول لها تضاف أعباء جديدة وسلسلة أخرى من التحديات التي لم تكن منتظرة ولم تكن في الحسبان ويجب معالجتها”.
وأشارت الى أن “المنطلق كان مع الضربة الارهابية الاخيرة التي استهدفت الاسبوع الماضي السفارة الامريكية وأوقعت شهيدا من الامن، ولكن هذه العملية لم تكن لها تداعيات خطيرة أو أضرارا مباشرة وتم تجاوزها الا أن فيروس كورونا المستجد مثل التحدي الثاني الذي تجد الحكومة الحالية نفسها في مواجهة معه وضرورة الاستعداد له وأخذ كافة الاحتياطات الضرورية حتى لا يعبث هذا الفيروس بما تبقى من اقتصادنا المتداعي وحتى لا تكون له نتائج كارثية على القطاعات الاقتصادية الحيوية وخاصة منها النقل والسياحة مشيرة الى أن “عديد الدول ورغم امكانياتها المادية وتجندها لمكافحته فان هذا الوباء تسبب لها في خسائر جمة”.
وأضافت أن “تونس بامكانياتها المتواضعة تواجه الان تحديات جسيمة لكن وحتى لا يكون الخطاب قاتما أو مغرقا في التشاؤم لا بد من التشديد على أن الازمات ليست جديدة على البلاد أولا، وثانيا أثبت التاريخ أن كل أزمة تولد عديد الفرص لو تم اقتناصها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة بل لعل هذه الفرص ولو تم استغلالها يمكن أن تحقق انتعاشة اقتصادية حقيقية لم نكن نحلم بها ويمكن لها ايضا أن تعوض عن الخسائر المترتبة عن تفشي الفيروس ومصاريف مكافحته”.
وفي سياق متصل، أفادت (الشروق) أنه “يمكن للدولة الاستعانة بعديد الاليات لمكافحة كورونا على غرار نقل اعتمادات مالية من ميزانيات وزارات أخرى أو من ميزانيات رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب ورئاسة الحكومة الى ميزانية وزارة الصحة في انتظار سن قانون مالية تكميلي في الاشهر القادمة لتعديل الامور” مضيفة أنه “يمكن أيضا تفعيل اجراءات تقشف استثنائية في نفقات الدولة بشكل عام كترشيد الانفاق اليومي لبعض الهياكل وتأجيل بعض النفقات العمومية غير المستوجبة في الوقت الحالي كما يطرح البعض حل توجيه الاقتطاع الاستثنائي بنسبة 1 بالمائة من الاجور الجاري تطبيقه منذ أكثر من عام الى ميزانية وزارة الصحة فيما يقترح آخرون اقتطاع يوم عمل بالنسبة للاجراء ونسبة معينة من مداخيل المهن الحرة ومداخيل المؤسسات وتوجيهها الى اعتمادات مواجهة أزمة كورونا”.
وبينت أنه في “أوقات الشدة والازمات المفاجئة يكون التضامن بين أبناء الشعب الواحد أفضل حل للمواجهة وهو ما على الجميع الوعي بأهميته وعلى الدولة تسهيل تحقيق هذا الحس التضامني عبر الحملات التحسيسية والتوعوية ولم لا التحلي بالجرأة واالشجاعة لفرض بعض الاجراءات ذات الصبغة المالية قصد مواجهة الازمة على غرار مزيد محاصرة المتهربين من دفع الضرائب في هذه الفترة وفرض عقوبات مالية يقع توجيهها لميزانية مجابهة كورونا على كل من يحاول عبر الترفيع في الاسعار والاحتكار والمضاربة واستغلال الازمة لتحقيق أرباح اضافية على حساب الدولة والمواطن”، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في ورقة خاصة، الى السلوك الاستهلاكي الذي برز في تونس خوفا من مزيد انتشار فيروس كورونا اذ دخل بعض التونسيين في حالة هستيريا ولهفة على شراء وتخزين المواد الغذائية خاصة منها المعجنات مضيفة “أن عديد المنتوجات شهدت ارتفاعا صاروخيا في الاسعار من بينها الثوم اضافة الى بعض المواد الاخرى على غرار السميد الذي لم يعد متوفرا في الكثير من الفضاءات”.
ونقلت الصحيفة، في هذا السياق، عن رئيس منظمة ارشاد المستهلك، لطفي الرياحي، الذي أشار الى أن “هذا السلوك الذي يعتمد على شطط الشراءات يجعل المستهلك عرضة للمضاربة والاستغلال”.
وأضافت “أن قطاعات أخرى شهدت تراجعا في الاقبال على خدماتها منها المقاهي التي يفترض أن تقوم بالتعقيم العميق للطاولات بالاضافة الى تقديم طلبات الحرفاء في كؤوس ذا الاستعمال الواحد والتي منع بعضها استعمال الشيشة اضافة الى تراجع الاقبال على الفضاءات التي يتمتع فيها الكثير من التونسيين الا في وقت الضرورة من بينها الفريب”.
وقالت الصحيفة ان “الاقبال تراجع على فضاءات أخرى منها الحمام العربي ومواطن الترفيه اضافة الى وسائل النقل الجماعى التي لا يمكن تفاديها رغم مخاطرها في نقل العدوى”.
واعتبرت جريدة (الصباح) في ركنها (صباح الخير) ان “تجاوز المحنة يفترض الاستجابة لشروط لا غنى عنها وهي شروط ستضع الجميع أمام اختبار عسير وأول ما يجب الانتباه له أن الوضع مختلف عن حالات الكوراث الطبيعية التي قد تجتاح الدول”.
وقالت الصحيفة “انه لامجال للتعويل على مساعدات دولية ويتعين التعويل على أنفسنا كتونسيين وتوفير المناعة الوطنية والحصانة لهذا الوطن وشعبه” مضيفة “أن المهم حتى هذه المرحلة التطلع الى التجربة الايطالية غير البعيدة والانتباه الى التداعيات الخطيرة على هذا البلد الذي انتهى الى اعلان الحجر الصحي على ستين مليون ايطالي لانه لم يتم التعامل مع التحذيرات منذ البداية بالجدية المطلوبة”.
وأكدت الصحيفة “أنه ليس أمام التونسين الا الاصرار على الصمود في المعركة القادمة لاحتواء الخطر ودرء الاسوا والتعاطي مع الاحداث ومغالبة النفس والصمود والتخلي عن الانانية المفرطة وتخليص النفس من الكثير من العقد والشوائب التي استبدت بها ” مبينة “أن تونس ستطوي كابوس كورونا وستتجاوز المحنة اذا ما جعلت مناعة الوطن أولوية”.