من بين المقترحات العمل عن بعد وجلسات عامة بحضور رؤساء الكتل … كيف سيواصل البرلمان عمله؟” واطلبوا من المواطن … المستطاع” و”على هامش التيليتون ومجهود التبرعات … مؤسسات تسجل مواقف فقط … وغياب تام لمليونيرات ما بعد الثورة” و”الكورونا عدو شرس وفعلها واضح … الحرب تلزمها قيادة فاعلة وواضحة”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الاحد.
تطرقت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها الخامسة، الى ما يتردد في اليومين الاخيرين عن أن مجلس النواب قد يوقف نشاطه ويقتصر على بعض الاجتماعات الضيقة والعمل عن بعد “خاصة وأن طبيعة العمل فيه تتطلب اجتماعات بين عديد الاشخاص في مكان واحد، وهو ما أثار بعض المخاوف من عدم قدرة الدولة على سن نصوص تشريعية استثنائية قد تتطلبها المرحلة في ظل تعطل عمل المجلس اضافة الى مخاوف أخرى من عدم قدرة النواب على لعب دور بارز في هذه المرحلة الدقيقة على غرار تقديم المقترحات ومعاضدة عمل الحكومة وتوفير الغطاء السياسي اللازم لها لتنفيذ ما تقرره ومراقبتها والتنبيه من بعض القرارات غير الصائبة التي قد تتخذها السلطة التنفيذية”.
ونقلت الصحيفة، عن عدد من المراقبين قولهم ان “عمل البرلمان يجب أن يتواصل حيث أن الفترة شبيهة بزمن الحرب وبالتالي يجب أن تتجند كل السلطات من تنفيذية وتشريعية وغيرها للعمل في سبيل استنباط الحلول واتخاذ القرارات المناسبة لتأمين حياة الناس ولتوفير متطلباتهم المختلفة مهما كانت المخاطر القائمة وخاصة لمنع الارتباك على مستوى سلطة القرار وعلى مستوى النظام السياسي ككل مؤكدين على ضرورة تواصل انعقاد المجلس بطرق مختلفة ووفق آليات متعددة”.
وبينت أنه “في المقابل يرى لآخرون أن كل من يتولى السلطة في بلد ما لا تنطبق عليه قواعد التضييقات والحد التي تنطبق على سائر المواطنين مثله مثل العسكري زمن الحرب” مشيرة الى أن “أصحاب هذا الرأي يستحضرون تواصل عمل برلمانات بقية دول العالم بشكل ما بما في ذلك الدول التي ضربتها بقوة أزمة كورونا على غرار فرنسا وايطاليا واسبانيا”.
وأشارت (الصباح) في ركنها “صباح الخير”، الى “وجود نوع من خيبة الامل تجاه أداء الدولة وادارتها لازمة فيروس كورونا، فالمواطن الذي يدعى اليوم الى الانكفاء على نفسه والتزام بيته ليس مطمئنا حتى على توفير حد أدنى من المؤونة الضرورية بعد أن تم افراغ المغازات من المواد الغذائية الاساسية بفعل اللهفة والمضاربة حيث كان من المفروض أن يقع التحسب لمثل هذه العمليات منذ البداية وان لزم الامر استعمال القوة من أجل الصالح العام”.
وأضافت أنه “على مستوى النقل العمومي تتواصل الازمة حيث تسبب اعلان الحجر الصحي التام في تكدس المواطنين في المحطات لا سيما منها محطات ما بين المدن مع ما يرافق ذلك من ممارسات قذرة من بينها استغلال رغبة المواطن في العودة الى مدينته أو قريته داخل الجمهورية وبيعه التذاكر بأسعار أكبر من سعرها الحقيقي بكثير”.
كما أبرزت أن رداءة بعض الخدمات وأساسا خدمات الانترنيت زادت الوضع تعقيدا مشيرة الى أنه ليس من المبالغة اذا قلنا أن الحكم على الناس بالعزلة والانكفاء على أنفسهم وقطع الانترنيت أو تقديم خدمة رديئة في هذا الباب يصبح نوعا من النفي الحقيقي الذي لا يمكن أن نتوقع نوعية ردة الفعل تجاهه”.
وأكدت في هذا الصدد، على “أهمية الحجر الصحي التام مادام هو الحل الوحيد لمجابهة هذا الوباء” لافتة النظر الى أنه “كلما نجحت الدولة في القيام بدورها تجاه التونسيين وتجاه البلد كان المواطن أكثر استعدادا للتضحية وأكثر استعدادا للامتثال للمطالب”، وفق ما ورد بالصحيفة.
أما جريدة (الصحافة) فقد اعتبرت أن “المبلغ المالي الذي تم تحصيله في سهرة التيليتون، التي أقامتها القنوات التلفزية الوطنية لجمع أكبر قدر ممكن من التبرعات لفائدة وزارة الصحة لمجابهة فيروس كورونا، مبلغا زهيدا لا يتعدى بضعة أعشار بالمائة مما تحصله احدى المؤسسات الكبرى من أرباح أسبوعية فقط ولا يكفي من جهة أخرى لسد حاجيات المجهود الصحي التي قد تتضاعف، لا قدر الل،ه في الايام القادمة وتحتاج دعما حقيقيا وليس مجرد هذا الرقم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع”.
ولاحظت أن “مؤسسات ضخمة وتصنف بالمقياس المحلي مؤسسات عملاقة في عالم المال والتجارة لم تتبرع الا بشئ بسيط جدا يكاد يكون مجرد ذر للرماد في العيون ولا يقارن بما تحصله في صناديقها يوميا من ارباح فقط وليس من مداخيل”.
وأشارت الى أنها “مؤسسات ساد الاعتقاد لدى المتابعين والقائمين على التيليتون، أن مساهماتها ستكون أكبر بكثير بل ان المنشطين كانوا يحفزون المتدخلين من طرفها على أساس أنهم ينتظرون منها مبلغا أو وعدا كبير الحجم لكن هذه المؤسسات تصر دائما على منطق ربحي ثم ربحي وبعد الطوفان”.
كما رأت أن “بعض التبرعات جاءت لتسجيل مواقف سياسية ليس أكثر خاصة في علاقة مع رئيس الحكومة السابق، يوسف الشاهد، الذي “شكب” عليه مباشرة، حافظ قائد السبسي، بتبرع يعادل ضعف الذي قدمه في دليل واضح وفاضح على أن هناك طبقة سياسية فعلا لا تستحي حتى من الموت القادم ولا تعرف شيئا اسمه الانسانية ولا الوطنية الا في نطاق تسجيل اهداف على بعضها البعض”.
ولاحظت في سياق متصل، “الغياب اللافت لاثرياء ما بعد الثورة خصوصا من المليارديرات الجدد وتحديدا من جماعة الاسلام السياسي الذين أثروا بعد الثورة والذين يعرف التونسيون جميعا أنهم يتحوزن على مئات بل ربما الاف المليارات، وغيرهم من الاثرياء الذين يعدون بالعشرات خاصة في منطقة صفاقس وسوسة حيث استنكفوا في مثل هكذا معركة مصيرية أن يكونوا الى جانب شعبهم وبلادهم”، حسب ما جاء بالصحيفة.
واعتبرت، ذات الصحيفة، في ورقة أخرى أن “المجال اليوم ليس للخطاب فقط، رغم أهميته في رسم السياسات ووضع القرارات المناسبة بوضوح أمام الجميع، بل للفعل والضرب بيد من حديد على كل يد تمتد لتسرق قوت التونسيين وتتاجر بالمحنة وللبرهنة على أن مؤسسات الدولة وهياكلها المختلفة ورجالها وادارتها جاهزة برغم كل ما سجلناه فيها من وهن في ماسبق للانخرط بقوة وحزم في الحرب من أجل الانتصار ولا شئ غير الانتصار وهذا ليس عسيرا على التونسيين”.
وأضافت أن “وضوح الرؤية ووضوح القرارات ووضوح المنجز هو الكفيل بتوجيه الرسائل الايجابية للداخل والخارج وبالتالي لم يعد المجال للتردد والانتظار” لافتة الى أن “الفرز قادم عند نهاية الحرب وانكسار الكورونا مثلما انكسرت قبلها عديد الاوبئة عبر التاريخ”، وفق ما ورد بالصحيفة.