جندوبة: الامطار الأخيرة انقذت موسم الزراعات الكبرى

ساهمت الامطار التي تهاطلت في شهر مارس المنقضي في عدد من مناطق البلاد وفي مقدمتها ولايات الشمال الغربي في انقاذ موسم الزراعات الكبرى على غرار الحبوب والعلف والبقول واللفت السكري، خاصة بعد ان شهدت هذه المناطق المعروفة بفصول شتاء ممطرة ولأول مرة منذ عقود فترة جفاف غير مسبوقة دفعت بمصالح وزارة الفلاحة الى تخصيص كميات مائية هائلة مخزنة في السدود لإنقاذ المساحات السقوية.

كما ساهمت هذه الامطار في تعزيز المخزون الاستراتيجي للموارد المائية في السدود والتي كادت ان تصل الى مستويات تنبئ بمخاطر دفعت بمصالح وزارة الفلاحة في ولايتي جندوبة وباجة الى اعتماد مبدا التداول لري مزارع القمح واللفت السكري والعلف الاخضر خاصة وان التوقعات المطرية لهذا الموسم لم تكن حسب راي عدد من الفلاحين متناسبة مع حالة الجفاف التي عرفتها البلاد خلال شهر ديسمبر 2019 وجانفي و فيفري 2020

واعتبر عبد الرزاق جابه (فلاح بمعتمدية بوسالم) ان الامطار الأخيرة التي تهاطلت بولاية جندوبة ساهمت في انتعاشة لافتة للزراعات الشتوية والربيعية وخاصة مزارع القمح، وقال ان الامطار التي نزلت في شهر مارس هي بمثابة “المضاد الحيوي” للنبتة باعتبارها تكون في هذا الشهر في اشد الحاجة الى الماء استعدادا لانطلاقتها في تشكيل السنابل.

واضاف ان بلوغ معدل الامطار منذ شهر سبتمبر الى موفى مارس المنقضي نحو 370 ملم “يعد مشجعا على موسم واعد”، غير ان المخاوف من ارتفاع مفاجئ وشديد لدرجات الحرارة قد يؤثر سلبا على الصابة، وفق تقديره.

وقال من جهته حاتم العيادي (فلاح مختص في زراعة القمح) ان مثل هذه الامطار تعزز قدرة مزارع الحبوب على انتاج العلف الجاف “التبن”، وكذلك انتاجية العلف الأخضر، وهي مواد هامة واساسية في الجهة التى تعد اكثر من 70 الف راس من الابقار الحلوب بجميع اصنافها، وتضمن فترة هامة من حاجياتها الغذائية، كما انها تخفف من الاعتماد على العلف المركب والمستورد.

واعتبر المندوب الجهوي للتنمية الفلاحية بجندوبة الشاذلي الغزواني ان الامطار التي عرفتها الجهة خلال شهر مارس المنقضي واليوم الأول والثاني من افريل الجاري، لئن لم تعزز المخزون المائي بشكل كبير الا انها ساهمت في تحسين نمو مزارع الحبوب وكذلك الشأن بالنسبة للفت السكري، معتبرا ان هذه الامطار تستوجب توفير مادة “الامونيتر” حتى يتمكن الفلاحين من زراعتها في الوقت المناسب.

ودعا الى ضرورة مداواة المزارع من الامراض الطفيلية التي تظل العدو الأخطر على النبتة في مثل هذه الظروف المناخية التي تشهد تناوبا طبيعيا بين الامطار والاشعاع الشمسي.

مولدي

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.