حذر خبراء طب الشغل بتونس في اجتماعهم الاخير بكلية الطب بالمنستير، من غياب استراتيجية صحية وقائية استباقية بالمؤسسات الخاصة والحكومية للتوقي من فيروس كورونا (كوفيد 19) المستجد خاصة في ظل الحديث عن الاستعداد للرفع التدريجي للحجر الصحي.
واعتبروا غياب هذه الاستراتيجية الاستباقية خطرا على صحة العاملين وعلى ديمومة المؤسسات الاقتصادية خاصة.ودعوا خلال نفس الاجتماع الذي حضره ممثلون عن مخبر طب الشغل والارقونوميا بكلية الطب بالمنستير وهياكل طب الشغل بوزارة الصحة ومعهد الصحة والسلامة المهنية والإدارة العامة لتفقدية طب الشغل والجمعية التونسية للارقونوميا والجمعية التونسية لطب الشغل الي ضرورة استعجال وضع خطة عمل صحية استباقية ملزمة لكل المؤسسات في شكل كراس شروط أو دليل الطرق المثلى للتوقي من الفيروس عند استئناف المؤسسات نشاطها بما يمكن من الحد من العدوي داخل المؤسسة وخارجها.
ورأوا أن وضع مثل هذه الخطة من شأنها تحقيق معادلة حماية العامل والاقتصاد من وباء كورونا وضمان أقصى ظروف الصحة والسلامة المهنية للعامل والمؤسسة في كل مراحل الوباء.
ونبه الدكتور توفيق خلف الله استشفائي جامعي وباحث بمخبر طب الشغل والارقونوميا بكلية الطب بالمنستير ورئيس الجمعية التونسية للارقونوميا إلى ان التعامل بنفس الإجراءات الوقائية من هذا الفيروس الخطير في كل المؤسسات الاقتصادية أو الحكومية وعدم الأخذ بعين الاعتبار خصائص كل نشاط اقتصادي في وضع سياسات التوقي و الحماية من شأنه ان يشكل تهديدا لصحة العاملين فيها. كما قد يؤدي إلى تاخير فرص التعافي النهائي من هذه الجائحة العالمية لأشهر.
وأوصى في هذا الإطار، بضرورة انفراد كل نشاط أو قطاع بطرق واساليب وقائية خاصة به تراعي خصوصياته، معلنا عن انطلاق هياكل طب الشغل في تونس مدعومة بأطباء من الجمعيات العلمية المختصة في وضع خطة عمل وقائية للتوقي من الفيروس قبل استئناف النشاط الاقتصادي في قادم الأيام ستكون جاهزة في غضون اسبوع قبل عرضها على انظار المصالح المختصة للمصادقة عليها وتعميمها على كل المؤسسات قبل رفع الحجر الصحي حتى تكون جاهزة لاستئناف العمل بصورة تدريجية وفي ظل ظروف صحية وقائية حامية للجميع. وسيتم وضعها إلكترونيا على ذمة أصحاب المؤسسات للالتزام بتطبيق ماورد فيها.