يواجه مهنيو الصحة في المستشفيات العمومية ظروفا صعبة بعد انتهاء دوام عملهم في رعاية المصابين بفيروس كورونا خاصة في ما يتعلق بالإيواء وبتأخر حصولهم على نتائج تحاليلهم للتثبت من خلوهم من الفيروس قبل العودة سالمين لعائلاتهم، وفق عثمان الجلولي الكاتب العام للجامعة العامة للصحة التابعة لاتحاد الشغل.
ويقول الجلولي لـ(وات) إن تأخر تسلم مهنيي الصحة نتائج تحاليلهم بعد الانتظار 48 ساعة عقب استكمالهم مرحلة الحجر الصحي الذاتي طال عديد المستشفيات العمومية خاصة في العاصمة والقصرين وقبلي، ما جعل البعض يفقد صبره ويزور عائلته قبل ظهور نتائج التحاليل “وهو ما يشكل خطرا على سلامة عائلاتهم ومخالطيهم”.
وكشف أن بعض أعوان الصحة بمستشفيين كبيرين أحدهما بأريانة والآخر بالعاصمة عادوا مؤخرا إلى عائلاتهم بعد إخضاعهم للحجر الصحي لكن دون التأكد من نتائج تحاليلهم نتيجة ذلك التأخير، فيما أظهرت نتائج التحليل المخبرية لتقصي فيروس كورونا في ما بعد وجود إصابات بينهم، بحسب تأكيده.
من جهة أخرى، اعتبر المسؤول النقابي أنه “من غير المعقول” أن يمضي مهنيو الصحة أسبوعا كاملا أو عشرة أيام متتالية في العمل لرعاية المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد “ثم يواجهون في المقابل جحودا وصعوبات كبرى لتمكينهم من الإقامة بالنزل تتوفر فيها الشروط الدنيا للصحة خلال فترة الحجر الذاتي”.
ويضيف الجلولي قوله إن “الواقع الملموس يظهر أن هناك معاناة حقيقية لأعوان الصحة على مستوى الإقامة في النزل خلال خضوعهم للحجر الصحي الذاتي”، مؤكدا أنهم يواجهون صعوبات بسبب عدم التزام بعض أصحاب النزل بوعودهم في توفير أمكان إقامة لائقة “وهو ما من شأنه أن يحبط معنويات مهنيي الصحة”.
ويمضي قائلا “لقد ضاق أعوان الصحة ذرعا بأماكن الإيواء المهينة التي تنعدم في البعض منها كافة الخدمات والشروط الصحية”، مذكرا بأن مهنيي الصحة لم يدخروا أي جهد لمجابهة فيروس كورونا المستجد في الصفوف الأمامية لكنهم مع ذلك يعانون من التهميش والإهمال وغياب الإحاطة النفسية، على حد تعبيره.
يشار إلى أنه تمت دعوة كل من الكاتب العام للجامعة العامة للصحة عثمان الجلولي والكاتب العام لنقابة أطباء الصحة العمومية ونقابة الأطباء الاستشفائيين الجماعيين للاجتماع صباح غد الأحد مع وزير الصحة عبد اللطيف المكي للبحث عن حلول حول هذه الإشكاليات.