شهدت مدينة أريانة، اليوم الاثنين، حركية مكثّفة في أول أيام الحجر الصحي الموجّه الذي تمّ اقراره في مرحلته الاولى من 04 الى 24 ماي الجاري في اطار التوقي من انتشار فيروس “كورونا” المستجد، حيث فتحت أغلب المحلات التجارية أبوابها، فيما كانت الحركة المرورية على أشدها لاسيما وسط المدينة والانهج الرئيسيةـ وفق ما عاينته صحفية “وات”.
وكان للتخفيف من الحجر الصحي الشامل الوقع الطيب على المواطنين الذين استغلوا الفرصة للخروج الى الشارع دون الخشية من المنع او المساءلة الذي اعتمدته الوحدات الامنية في الاسابيع الماضية كاسلوب للحد من التجمعات، حيث كانت الحركة عادية مع تسجيل تجمعات للبعض، منهم امام مراكز البريد والمؤسسات البنكية وايضا الادارت العمومية على غرار الشركة التونسية للكهرباء والغاز، ومقرات الولاية والمعتمديات، الى جانب المحكمة الابتدائية باريانة التي شهد محيطها الخارجي تجمّع عددا لاباس به من المواطنين للاستفسار وطلب الخدمة.
واللافت للانتباه في خضم خروج الناس الى الشارع وجود التزام نسبي من قبل المواطنين باتباع اجراءات الوقاية والسلامة من خلال التباعد الجسدي سواء في طوابير الانتظار او خلال التبضع، مع ارتداء اغلبهم للكمامات الصحية في مشهد يبدو غير معتاد لكنه معبر عن مدى وعي المواطن بدوره في حماية نفسه وحماية الاخرين من خلال اتباع اجراءات الوقاية خوفا من العدوى.
وفي هذا الإطار، أعربت، عبير فرزة، (طالبة) لـ”وات”، عن أملها في أن تعود الحياة إلى طبيعتها في أريانة، لاسيما خاصة وان طوابير الانتظار أمام المغازات او الادارات العمومية بات مقلقا ومتعبا للجسد في ايام الحجر.
من جهته، اعتبر الشاذلي الربعي (موظف متقاعد) ان “الوباء عرّى الواقع المرير الذي نعيشه على مستوى تردي الخدمات المسداة للعموم، وافتقار اغلب الادارات الى آليات تيسير قضاء شؤون الناس من خلال غياب الرقمة والموارد البشرية اللازمة بما زاد من معاناة المواطنين في قضاء شؤونهم في احسن الظروف”.
هذا وقد شهدت شوارع مدينة اريانة على غرار الحبيب بورقيبة، والطيب المهيري، وفرحات حشاد، اكتظاظا مروريا لافتا بعد ان عمّ الهدوء الشوارع والساحات خلال الفترة الماضية، فيما هرع العديد من التجار والحرفيين الى فتح محلاتهم في محاولة لتعويض خسارتهم، حسب ما افاد به “وات” عدد من الناشطين في مجالات النجارة، والحدادة، والميكانيك، وبيع المواد الحديدية والدهن والبناء.