كشف وزير البيئة شكري بن حسن، ان الاتحاد الدولي لصون الطبيعة سيساعد تونس على انجاز دراسة حول القائمة الحمراء للاصناف المهددة من طيور ونباتات برية في الوقت الذي تفتقر فيه تونس لقائمة وطنية في الأصناف المهددة بالإنقراض
واضاف خلال اللقاء الافتراضي المنتظم، امس الثلاثاء، بمناسبة اليوم العالمي للتنوع البيولوجي (يوم 22 ماي)، أنه سيتم في مرحلة لاحقة توسيع نطاق هذه القائمة لتشمل مجموعات الثدييات والزواحف والفطريات وغيرها
يشار الى ان التنوع البيولوجي في تونس يشهد عديد الضغوطات والتهديدات والاعتداءات الخطيرة والمتكررة سواء منها الطبيعية أو البشرية مثل ردم السباخ والصيد الجائر البري والبحري وقطع الأشجار واخرها الاعتداءات التي طالت غابات الزان بمنطقة عين دراهم
كما أن أغلب المناطق المصنفة أو بصدد التصنيف (17 حديقة وطنية و27 محمية طبيعية و41 موقع رامسار) وبعض المناطق المهددة بالخروج من قائمة التصنيف تفتقر إلى أمثلة تصرف محينة لحمايتها
وكشف وزير البيئة، في هذا الاطار، ان وزارته ستعمل على احداث منظومة معلوماتية تعتمد على التكنولوجيات الحديثة للرصد والإبلاغ الحيني عن كافة التجاوزات التي تستهدف المنظومات الإيكولوجية والثروات الطبيعية لتمكين الوزارات والسلط الجهوية والمحلية المعنية من التدخل في أسرع الأوقات لردع المخالفين
كما تعمل وزارة البيئة على إدماج التنوع البيولوجي في التخطيط التنموي من خلال مشروع ”تقييم رأس المال الطبيعي” الجاري تنفيذه بالتعاون مع مرصد الصحراء والساحل والوكالة الفرنسية للتنمية وهو مشروع نموذجي جديد على الصعيد العالمي يهدف إلى استخدام نظم المحاسبة الإيكولوجية لرأس المال الطبيعي لكل مشروع ويمكن من تقييم تأثير الاستثمارات على المنظومات الطبيعية
علما انه تم إعداد قانون حول السلامة الإحيائية لتنطلق الوزارة قريبا في إعداد وبلورة إطار تشريعي للتنوع البيولوجي
ولتقليص الضغوطات البيئية والحد منها، ويتضمن البرنامج الوطني للتنوع البيولوجي في أفق 2030 حوالي 48 مشروعا من بينها 12 لحماية واستعادة النظم الإيكولوجية وعناصر التنوع البيولوجي بالغابات والمحميات الطبيعية والمناطق الرطبة البرية والبحرية والواحات والمناطق الجافة والصحراوية والأراضي الزراعية. وتمثل حماية واستعادة المنظومات الإيكولوجية والبيئية المهددة حلا من الحلول القائمة التي تمكن من التخفيف من تغير المناخ والتكيف معه والحد من فقدان التنوع البيولوجي وتحقيق الأمن الغذائي
وحسب الوزير، يتم حاليا استكمال المرحلة الأولية لمشروع جديد (واحة) سيمول عن طريق قرض من البنك الدولي بقيمة 50 مليون دولار، والذي يعنى بإعادة تأهيل وتنمية 126 واحة تقليدية بالجنوب التونسي
وشدد بالمناسبة على النهوض بالجوانب التشريعية والمؤسساتية وتطوير البرامج وتحقيق تحولات في فهم خصائص الطبيعة ومزاياها ودمجها في جميع القطاعات التنموية كالفلاحة والسياحة والتهيئة الترابية والعمرانية والصناعة والطاقة والمناجم والصحة
يذكر ان موقع تونس البيوجغرافي مكنها من التوفر على خصائص طبيعية ومناخية جعلت منها خزانا هاما للتنوع البيولوجي على المستوى الدولي والمتوسطي، اذ تضم 7 منظومات إيكولوجية كبرى وهي النظم البحرية والساحلية والجزر والجبال والغابات والصحراء والواحات والأراضي الرطبة والمنظومات الزراعية
وتختزن هذه المنظومات تنوعا بيولوجيا ثريا يضم حسب المعارف الحالية ما يزيد عن 7500 نوعا، منها 800 3 نوعا من النباتات والحيوانات البرية و700 3 نوعا بحريا بالإضافة إلى 32 مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة تتوزع على 22650 سلالة