يعاني قطاع رعاية الاطفال ذوي الاعاقة وخاصة الاطفال الحاملين لطيف التوحد من تداعيات الحجر الصحي بسبب انتشار فيروس “كورونا”، رغم الشروع في الرفع التدريجي لهذا الاجراء الوقائي، وفق المدير التنفيذي للجمعية المحلية لرعاية الاشخاص ذوي الاحتياجات الخصوصية بدوز المعروفة بجمعية ” ابتسامة للتوحد” عاطف منصور
واوضح منصور ل(وات) ان خدمات الجمعيات العاملة في مجال طيف التوحد، تشمل الرعاية النفسية والاحاطة الصحية علاوة على التاهيل المختص من اجل التحكم في السلوكات الانفعالية لدى الاطفال الحاملين لطيف التوحد والحد من ميلهم للانزواء والعزلة، واشار الى ان توقف هذه الخدمات طيلة فترة الحجر الصحي تسببت في انتكاسة كبيرة لدى الكثير من الاطفال خاصة وان عائلاتهم لا تملك لوحدها القدرات والتكوين الكافي للاحاطة بهم
كما بين ان الكثير من الجمعيات التي تنشط في مجال رعاية اطفال التوحد تؤمن لمنظوريها عيادات مستمرة في الطب النفسي والعلاج الوظيفي وفي طب العظام والتاهيل الجسماني وتقويم النطق وهي اختصاصات تتطلب الاستمرارية والمتابعة الدائمة لان توقفها قد يعيد المنتفعين منها الى مرحلة الصفر او يحدث انتكاسة عكسية قد تفاقم من ردود الفعل العدوانية لدى الاطفال ويسبب اثار سلبية كبيرة على الاسرة التي كانت تتطلب متابعة مستمرة من المختصين لتخفيف العبء عليهم وضمان المحافظة على نسبة التقدم الصحي التي تحققت لابنائهم وساعدت في دمجهم الاسري والمجتمعي
من ناحية اخرى، اكد منصور ان اغلب الجمعيات الناشطة في مجال الاعاقة عاجزة عن استئناف عملها نظرا لافتقادها للامكانيات المادية التي تخول لها اقتناء وسائل الوقاية والسلامة في ظل تاخر الوزارة في صرف المنحة المخصصة لبعض المراكز اضافة الى توقف التبرعات والمساعدات التي يقدمها الخواص لمثل هذه الجمعيات بسبب الوضع الوبائي الذي تمر به البلاد والذي اثر على المقدرة المادية لاغلب المواطنين، داعيا الحكومة الى اتخاذ اجراءات استثنائية للحد من تداعيات هذا الوضع على الجمعيات الناشطة في مجال الاعاقة وخاصة جمعيات رعاية اطفال التوحد
واشار الى ان الانتكاسة التي يمر بها بعض اطفال التوحد جراء توقف خدمات الجمعيات والمراكز المختصة تمثل خطرا على حياتهم، مبينا ان المطالبة بتطبيق التباعد الاجتماعي في بروتوكول العودة للعمل يستحيل تطبيقه في جمعيات التوحد لان الاطفال ذوي العاقة ليست لهم استقلالية ذاتية ويحتاجون الى الرعاية والمرافقة من الاسرة ومن المؤطرين وهو ما يقتضي تخصيص دعم استثنائي للجمعيات لاقتناء وسائل الوقاية
قال ان المنصة المغاربية لرعاية اطفال التوحد التي ساهمت جمعية “ابتسامة” في انجازها من اجل تقديم حصص في الرعاية والتاهيل النفسي طيلة الفترة الماضية عن طريق شبكة الانترنات، نجحت ولو نسبيا في مرافقة العائلات وارشادهم حول كيفية الاحاطة بابنائهم