استعادت اليوم جزيرة جربة جزء من حركيتها وبدات تسترجع حيوية فقدتها مع جائحة كورونا التي أصابت 63 شخصا في المنطقة وجعلت الجزيرة الاولى في عدد الاصابات بكامل ولاية مدنين ما فرض عزلها للحد من تنقل الاشخاص لمنع انتشار الفيروس .
وقد عادت تدريجيا الحركة بالجزيرة بفك كل العزلة عليها سواء على مستوى الطرقات او وسط مدنها من خلال ستئناف أحد ابرز مداخلها منذ يوم امس عبر البطاحات نشاطها الطبيعي والغاء التراخيص للتنقل عبر الطريق الرومانية التي تربط الجزيرة ببقية مدن الولاية وبولايات اخرى واقربها ولاية تطاوين بعد ان اغلقت بسبب جائحة كورونا وتدرجت في رفع العزلة عنها بما اقتضاه تحسن وتطور الوضع الوبائي بها.
رتبت اليوم المقاهي بالجزيرة على غرار بقية المدن التونسية مقاعدها مستقبلة حرفاء نال منهم الشوق لها الكثير فأقبلوا لاحتساء كاس القهوة بكل لذة وحنين فاصطحب بعضهم افراد عائلته لتناول فطور الصباح خارج البيت والبعض الاخر جدد الموعد مع رفاقه غير مكترث بشروط البروتوكول الصحي للتوقي من فيروس كورونا في تقارب جسدي ودون حمل الكمامات.
انطلاقة عمل المقاهي وحتى المطاعم حاول فيها اصحابها اعتماد اجراءات التوقي من الفيروس وفق ما جاء في البروتوكول الصحي في هذه المرحلة الثالثة من الحجر الصحي فلم تكن المقاعد المخصصة لاستقبال الحرفاء بالعدد الكبير بل في اغلبها كانت في مستى نصف طاقة الاستيعاب الحقيقية كما حرصت على فرض التباعد الجسدي وشروط النظافة وحفظ الصحة ووضع معقم الايدي وهي بعض من إجراءات بدأت تتمرّس عليها هذه المؤسسات.
وعاد سوق الربع الذي يتوسط قلب مدينة جربة حومة السوق الى العمل بحركية متواضعة في انتظار انسياب تدريجي للسواح من الداخل وهم كثيرو الاقبال على اقتناء منتوجات الصناعات التقليدية المتوفرة به الى جانب استئناف عمل محلات بيع المصوغ بما يعرف بنهج بنزرت سواء من مهنيي القطاع المسلمين او اليهود.
وصف بعض المواطنين الحركية بالمتواضعة واخرون اعتبروها مهمة بالنظر الي الوضعية الوبائية التي كانت عليها الجزيرة وهي الاكثر عددا في الاصابات بفيروس كورونا بولاية مدنين وهو ما يتطلب الحذر والانتباه ووعيا اكثر للمواطن بما يضمن السلامة للجميع حسب قولهم.
ولعل هذا الحذر ما تجسم اليوم عند صلاة الجمعة حيث غادر المساجد كل المصلين بعد انهاء صلاة الجمعة حاملين جميعهم الكمامات وبين ايديهم سجاد الصلاة في احترام لكل اجراءات البروتكول الصحي .