أقدمت منظمة الصحة العالمية على شرح كيف أسيء تفسير ادعاء بأن الأشخاص عديمي الأعراض نادرا ما ينقلون عدوى “كوفيد-19” للآخرين، وبأنه يستند إلى “سوء الفهم”.
وحاولت ماريا فان كيروف، المتخصصة في الأمراض الطارئة المعدية بمنظمة الصحة العالمية، يوم الثلاثاء، توضيح الجدل حول ادعائها السابق بأن انتقال المرض بدون أعراض كان “نادرا جدا”، وأصرت على أنها كانت تتحدث بناء على نتائج “دراستين أو ثلاث” فقط. وأوضحت أن الادعاء بأن انتقال العدوى دون أعراض نادر على مستوى العالم، هو عبارة عن “سوء فهم”.
وقالت ماريا: “لقد كنت أرد فقط على سؤال، لم أكن أذكر سياسة منظمة الصحة العالمية أو أي شيء من هذا القبيل”، موضحة أن تقديرات انتقال العدوى بدون أعراض تأتي من نماذج دقيقة مشكوك فيها.
وأوضحت، مستشهدة بدراسات، أن زهاء 16% من المصابين قد يكونون عديمي الأعراض، بينما تزعم بعض النماذج العلمية أن 40% من انتقال العدوى في العالم قد يأتي من أفراد لا تظهر عليهم أعراض. وبالنظر إلى أن نمذجة الأمراض كانت مسؤولة عن بعض أكثر التفاعلات الكارثية للوباء، فإن إحجام فان كيروف عن تضمين هذه التكهنات العلمية المفترضة في موجز اليوم السابق يمكن أن يُسامح، ولكن مدير الطوارئ في منظمة الصحة العالمية مايك رايان، أقر بأن كلمات زميلته تعرضت “لسوء التفسير” على الأرجح.
وقالت كيروف: “من البيانات التي لدينا، ما يزال من النادر أن ينقل الشخص غير المصاب بأعراض، العدوى إلى شخص ثانوي”، موضحة أن البلدان “التي تجري تتبعا تفصيليا للغاية للاتصال” لم “تجد انتقالا ثانويا” من الأشخاص الذين لا يطورون أعراضا. ومع ذلك، حتى ذلك الحين، شددت فان كيروف على أنه لا ينبغي الخلط بين “بدون أعراض” و”ما قبل ظهورها” – أي المرضى الذين ينقلون الفيروس خلال الأيام القليلة قبل أن يبدأوا في إظهار الأعراض، ويقال إنهم في بداية فترة العدوى.
ورفض معهد الصحة العالمي بجامعة هارفارد قبول ادعاء فان كيروف، معلنا أن “أفضل الأدلة تشير إلى أن الأشخاص الذين ليس لديهم أعراض يمكن أن ينشروا فيروس SARS-CoV-2بشكل سريع”، في بيان يوم الثلاثاء. وحذر المعهد من أن “توصيل البيانات الأولية بدون سياق، يمكن أن يكون له تأثير سلبي هائل” على ردود العامة والحكومة على الوباء، وبالفعل، فإن تعليقات كيروف أثارت رد فعل متسلسل للانتقال الثاني، والأزمات الوجودية العامة بين مؤيدي الإغلاق حيث يستمر عدد حالات “كوفيد-19” المؤكدة في الارتفاع.
ووفقا للبيانات التي جمعتها جامعة جونز هوبكنز، أصيب أكثر من 7.1 مليون شخص بفيروس كورونا، بينما توفي أكثر من 407000 بسبب الفيروس. وفي حين أن العديد من البلدان التي تم إغلاقها في البداية لمنع انتشار الفيروس، إما خففت هذه القيود جزئيا أو كليا، إلا أن العلم ما يزال غير مؤكد بشأن مقدار المساعدة التي قدمتها عمليات الإغلاق ومدى إلحاق الضرر بالصحة العامة.
وتتصدر الولايات المتحدة العالم في حالات الإصابة بـ “كوفيد-19″، مع ما يقرب من مليوني حالة، وفقًا لجونز هوبكنز، بينما تحتل البرازيل المرتبة الثانية، مع أكثر من 707000 حالة حتى يوم الثلاثاء.