أكد الخبير في البيداغوجيا الرقمية، نور الدين بن حميدة، اليوم الأربعاء، أن أزمة فيروس “كورونا” كشفت تآكل منظومة التعليم في تونس التي أثبتت عجزها عن استثمار التكنولوجيات الحديثة في التعليم عن بعد.
واعتبر الخبير، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن كل محاولات التعليم عن بعد سواء كانت عبر المنصات أو مواقع التواصل الاجتماعي أو القناة الوطنية التلفزية المخصصة لذلك “اعتباطية و فوضوية” من ناحية الشكل والمضمون، مرجحا أن لا تقدم الإضافة المرجوة للمتعلمين.
وأوعز الخبير “هذا الفشل” الى غياب استراتجية وطنية شاملة تراهن على ادماج التكنولوجيات الحديثة في المناهج التعليمية، معتبرا أن كل محاولات ادماج هذه المواد في عدد من المستوايات التعليمية “شكلية وغير جادة”، فيما عدا بعض المبادرات الناجحة في هذا الصدد والتي شملت قلة قليلة من المدارس الخصوصية التي راهنت على أهمية ادماج الوسائط والوسائل الرقمية في مناهيجها التعليمية، وفق تقديره.
واعتبر الخبير أن جهل المعلمين والمتعلمين استعمال وتوظيف الوسائط والأدوات الرقمية أمر “مخجل” في بلد يدعي انفتاحه على الحضارات الأخرى ومواكبته للتطورات العلمية والتكنولوجية على مستوى العالمي ، قائلا : “إن هذه الأمية التكنولوجية تحول دون تألق الموارد البشرية التونسية المعروفة بكفئاتها العالية في مختلف الاختصاصات”.
وشدد الخبير على ضرورة استخلاص العبرة من تجربة الحجر الصحي في علاقة مع التعليم عن بعد وإصلاح مناهج التعليم في تونس عبر المراهنة على التكنولوجيات الحديثة وايلائها المكانة التي تستحقها، مؤكدا على ضرورة اخضاع جميع المدرسين في مختلف المستويات الى دورات تدريبية في هذا المجال وادماج هذه المواد كمواد أساسية تدرس بجميع الجامعات وجعلها شرطا أساسيا من شروط الموافقة على الانتداب.
ودعا الخبير الى ضرورة تدريس مواد تكنولوجيات الحديثة منذ سنوات التحضيري بطريقة بيداغوجية ملائمة لا تعتمد على التلقين وتجعل المتعلمين يتعلقون بها ويحبونها، قائلا : “إن ما يتم تدريسه بالمؤسسات التربوية حاليا من مواد تتعلق بمجال تكنولوجيات الرقمية تجاوزته الشعوب المتحضرة بأشواط كبيرة فهو غير مواكب مطلقا لآخر مستجدات هذا المجال ومحتواه هزيل جدا.”
وشدد على أن الاعتماد على منهجية “التعليم المهجن” في المناهج التربوية والمقصود به هو الجمع بين الدروس الحضورية في الأقسام والدروس التي تقدم عن بعد عبر الوسائط الرقمية من شأنه أن يحد من كلفة التعليم على الدولة وعلى الأسرة على حد السواء.