الحجر الصحي أثر سلبا في التلاميذ المقبلين على الامتحانات الوطنية

طبعت فترة الحجر الصحي الشامل التلاميذ المقبلين على الامتحانات والمناظرات الوطنية، بحالة من التوتر الشديد والحيرة والخوف ما يستوجب مرافقتهم والاعداد الجدي حتى لاتكون العودة فجئية حسب افاد به المستشار الأول في التوجيه المدرسي والجامعي مصطفى الهمامي، في حوار مع وكالة تونس افريقيا للأنباء.

وقال ان هذه الفترة تتطلب السعي إلى تطوير صورة الذات ومعرفتها والمرجعيات التي ننطلق منها وكذلك تطوير خطاب أكثر إيجابية تجاه الطفل وتحميل المسؤولية في عملية التعليم فضلا عن تنظيم الوقت والتحكم في العلاقات، الى جانب توفير مرافقة خاصة لهؤلاء التلاميذ وتأطيرهم نفسيا بما يساعدهم على تذليل الصعوبات والعودة إلى الذات، حسب ما أوصى به المتحدث.

وأوضح في علاقة بتطوير صورة الذات لدى التلميذ أنه كلما كانت هذه الصورة إيجابية عن ذاته ستكون دافعيته قوية في الامتحان، مبينا أنه إذا كانت الصورة المرتسمة عن الذات لدى التلميذ سلبية فيجب العمل على جعلها إيجابية وذلك عبر الكلمة الإيجابية أولا وأخيرا والابتعاد عن النقد المحطم والمقارنات.

كما نصح بضرورة وضع الحدود وجدولة الوقت عبر وضع برنامج محدد للمراجعة مقدرا أن التلميذ يفقد الساعة البيولوجية للتركيز ويتضاءل عنده التركيز المتواصل بعد مرور من 35 إلى 45 دقيقة مسترسلة موصيا بضرورة أخذ قسط من الراحة بعد هذه الفترة حتى يعود ذلك للمراجعة.

كما تستدعي هذه الفترة ضرورة العمل على تغيير مجال الفضاء والتخلي عن كل مصادر التشويش حتى من الأدوات الموجودة على مكتبه وتغيير الديكور بما يعطيه نظرة أخرى وشعورا بالتغير ويدفعه إلى المزيد التركيز وانشراح وصورة أخرى عن الذات ولا يترك له المجال للضجر والملل والرتابة.

كما يمكن العمل على تطوير العلاقة بالمعرفة كمكون أساسي في التركيز معتبرا أن خطاب الأولياء الموجه للأطفال فيه الكثير من العنف ومقارنات لا يجب مهما كانت الظروف وخاصة في الظرف الحال، القيام بها.

وأبرز أهمية تجزئة الصعوبة بما يساعد التلميذ على المراجعة والحفظ ويمكنه الإضافة عليها وتحويل المراجعة إلى لعبة ملىء الفراغات وتعويده على الانتقاء في المعارف الأساسية التي يتلقاها على اعتبار أن المسألة ليست تلقينا.

وأكد الهمامي أن مرحلة الحجر ا لصحي الشامل وحتى الموجّه، أثّرت سلبا على نفسيّة التلاميذ ما جعلهم يعيشون حالة في التوتر الشديد تستوجب أخذها بعين الاعتبار عند الدخول معهم في علاقة تواصلية وإجادة التحكم في هذا التوتر الذي يعيشونه حاليا بسبب انقطاعهم عن محيطهم المدرسي والاجتماعي وتفهم ردود أفعالهم وتشنجاتهم والتحكم فيها.

كما يعانون لذات السبب، بالإضافة إلى التوتر، من الخوف بعد حرمانهم من حياتهم الخاصة وسط أترابهم بسبب جائحة كورونا ما يستوجب حسب قوله تمكينهم من جانب من حريتهم المعهودة في حياة الأصدقاء ومجال العلاقات الخاصة بهم حتى يعيدوا تأسيسها.

كما أصبح المقبلون على الامتحانات يشكون من الحيرة في ما يتعلق بالمستقبل وثبات دافعية الفرد من الاقبال على الامتحان والنتيجة المنتظرة منه بمعنى هل أنه واثق من نفسه وسيجتاز الامتحان بكل ثقة في النفس ويتجاوز كل المعوقات التي يعانيها من خوف وحيرة وتوتر متأكدا من النجاح ( ينطبق على النوابغ) في حين هناك ملمح التلميذ المتردد ( أحيانا مقدام وأخرى متردد) وهي فئة في حاجة إلى المرافقة أما الملمح الثالث وهو غير المستقلين بأنفسهم.

وفي التعامل مع كل ملمح أكد المتحدث أن الأمر لا يطرح مشكلا بالنسبة للنوابغ الذين يتمتعون بثقة في أنفسهم وفي النجاح غير أن العمل ينصب أساسا على المترددين الذين يستحقون المرافقة وتحميلهم المسؤولية في التعامل مع الشأن الدراسي وعن أفعالهم وتمدرسهم وعن تعلماتهم فيما يستحق غير المستقلين بذاتهم تشخيصا لوضعياتهم

وبين أن المشاكل الأصلية للتلاميذ المقبلين على الامتحانات هي في فهم النظريات وفي الفهم العام للغة على اعتبار أن هناك نقصا لغويا كبيرا في التحصيل العلمي في تونس يقتضي إعادة النظر في صياغة البرامج إلى ما هو إجرائي وناجع في التعلمات
ولاحظ أن المعطى الزمني خلال فترة الحجر الصحي على المراهقين والشباب انقلب رأسا على عقب فأصبح الليل نهارا و العكس بالعكس وهو ما له انعكاسات على خلايا المخ والأعصاب وعلى نظام التغذية وعلى الجسد بشكل عام، ما يستوجب تعديل المعطى الزمني لديهم.
بهج

اترك تعليقاً

Time limit is exhausted. Please reload CAPTCHA.