عبّر رئيس الجامعة الجهوية لوكالات الأسفار وسط الجنوب، وليد الزيدي، عن استنكار أصحاب وكالات الأسفار لقرار الرئيس المدير العام لشركة الخطوط التونسية، إلغاء الخطّين الجويّين الأسبوعيّين بين مطار صفاقس طينة الدولي والعاصمة الفرنسية باريس، في إطار سياسة التقشف التي ستتوخاها الناقلة الوطنية بسبب الصعوبات المالية التي تتعرض لها.
وقال الزيدي، في تصريح أدلى به، اليوم الأربعاء لـ(وات)، على هامش يوم تحسيسي نظمته المندوبية الجهوية للسياحة بصفاقس حول البروتوكول الصحي للسياحة التونسية للتوقي من فيروس “كوفيد-19″، إن هذا القرار من شأنه أن يزيد في عزل الجهة سياحيا واقتصاديا ويعمق من جراح القطاع السياحي الذي ما انفك ينزف بسبب تداعيات جائحة “كورونا”، بحسب تعبيره.
وأشار، إلى أن قرار إلغاء الخطين الجويين والذي وصفه بـ”المفاجئ”، يأتي في الوقت الذي ينتظر فيه مهنيو القطاع السياحي والمواطنون في صفاقس بشكل عام، فتح خطوط جوية أخرى نحو عديد المدن والعواصم في عديد البلدان، ولا سيما المغرب والجزائر وتركيا.
وعبّر، عن استغرابه من القرار خاصة وأن الخط بين صفاقس وباريس، يحقق مؤشرات جيدة من حيث المردودية الاقتصادية ونسبة إقبال المسافرين على رحلاته التي تتجاوز 80 بالمائة، وهي نسبة لا تحققها عديد الخطوط الأخرى التي لم يشملها قرار الإلغاء، وفق قوله.
ودعا ذات المصدر، إلى عدم الزج بجهة صفاقس وبالقطاع السياحي فيها في الصراعات والتجاذبات السياسية الحاصلة في علاقة بملف الناقلة الوطنية وسياسة التقشف التي تسعى الحكومة إلى توخيها في الفترة القادمة، بحسب تقديره.
من جهة أخرى، عبر رئيس الجامعة الجهوية، عن استغرابه من البيان الأخير للجامعة التونسية للنزل الذي أكدت فيه أنه “سيستمر إغلاق النزل” خلال شهري جويلية وأوت، والحال أن أغلب النزل شرعت في الحجوزات السياحة الداخلية وتتصل يوميا بوكالات الأسفار للترويج للسياحة الداخلية.
وقال الزيدي، إن البروتوكول الصحي لا يتضارب مع عودة النشاط السياحي المأمول وإن الجامعة الجهوية لوكالات الأسفار ستنظم، يوم الجمعة القادم، زيارة لفائدة 50 وكيل أسفار من الجهة إلى ولايتي سوسة والمنستير، استجابة لدعوة عديد النزل بغاية دفع السياحة الداخلية لهذا الموسم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الموسم الحالي. وتوقع أن يقع تنظيم زيارات مماثلة في الأيام القليلة القادمة لولايات سياحية أخرى.
من جهته، أكد رئيس الجامعة الوطنية لوكالات الأسفار، جابر بن عطوش، أن القطاع السياحي في وضعية حرجة للغاية، معتبرا أن البروتوكول الصحي من شأنه أن يحمي السائح التونسي والأجنبي ويساعد مهنيي السياحة ولا سيما وكلاء الأسفار على تخطي هذه الوضعية الصعبة الناجمة عن الظرفية الوبائية الخاصة بانتشار فيروس “كورونا”.
ودعا، إلى ضرورة استغلال الطاقة القصوى للنقل السياحي بدل نصف الطاقة، معتبرا أن إجراء كهذا يعطي دفعا قويا للقطاع ويساهم في دفع الأنشطة السياحية المختلفة.
وشدد الكاتب العام الجهوي للجامعة المهنية المشتركة للسياحة التونسية، عبد القادر المصمودي، على ضرورة إشراك هذه المنظمة المهنية الناشئة في كل ما يهم الشأن السياحي باعتبار وجودها القانوني والفعلي في المجال، علما وأنها تعد 25 وكالة أسفار منخرطة في صفاقس ومئات المهنيين السياحيين على الصعيد الوطني وتضم مختلف المتدخلين في القطاع السياحي وليس فقط وكالات الأسفار.
وتوقع والي صفاقس، أنيس الوسلاتي، أن يكون النشاط السياحي في صفاقس مختلفا وأن يكون انعكاس الوضع الوبائي عليها أقل وطأة باعتبار أن طبيعة السياحة في الجهة، ولا سيما في جزيرة قرقنة تعتمد أساسا على السياحة الداخلية.
وأكد رئيس بلدية صفاقس، منير اللومي، على الطابع السياحي للجهة والذي يجسمه النسيج السياحي الموجود في الجهة والأنشطة المكثفة المندرجة ضمن سياحة الأعمال والمؤتمرات والسياحة الصحية وهو ما يترجمه تزايد عدد النزل في الجهة في السنوات الأخيرة.
وتم خلال هذا الملتقى، عرض فيديو ترويجي حول السياحة التونسية يجسم توجهات البرتوكول الصحي وضوابطه، كما تم تقديم عرض نظري وآخر تطبيقي حول البروتوكول الصحي للسياحة التونسية للتوقي من كوفيد-19. وقال رئيس دائرة وكالات الأسفار حول البروتوكول الصحي الخاص بوكالات الأسفار، سفيان الطريقي، أن هذا البروتوكول يشمل بالأساس الاعوان والحرفاء ووسائل النقل السياحي وغيرهم.
وأثيرت بالمناسبة كذلك، مجموعة من القضايا والإشكاليات من بينها احترازات بعض المتدخلين في الشأن السياحي، من ذلك قرار فتح الحدود وما يمكن أن ينجر عنه من مخاطر لانتشار الفيروس من جديد، بالإضافة إلى بعض الوضعيات الشائكة ومنها اصطدام الحجوزات السياحية القديمة لفترة ما قبل جائحة “كورونا” بقرار الالتزام بخفض طاقة استيعاب النزل إلى 50 بالمائة وتداعياتها القانونية على أصحاب وكالات الأسفار.