تدعم، اليوم الأحد، مسار “كوفيد” بالقسم الاستعجالي بالمستشفى الجامعي شارل نيكول بممر للتعقيم الآلي وهو عبارة عن آلة (سآم)) -système anti épédimique ” منظومة ضد الوباء) ، حصل عليها المستشفى في شكل هبة من إحدى المؤسسات الخاصة، بما يتيح مراقبة حمل الكمامة، والتثبت من ارتفاع درجة حرارة جسم الوافد على القسم من عدمه، وتعقيم الجسم والأمتعة، بصفة آلية.
ويتيح هذا الممر الآلي، في جزئه الأول المتمثل قي كاميرا للتعرف عن الوجه ” Reconnaissance faciale ، التثبت آليا من ارتداء الكمامات من عدمه، من خلال ظهور إضاءة خضراء عند ثبوت ارتداء الكمامة فتسمح له بالمرور إلى قيس درجة حرارة الجسم ليفتح له، في حال كانت درجة حرارته عادية، منفذا داخل الجهاز للجزء الثاني الخاص بغسل اليدين والتعقيم بالبخار للملابس والأمتعة، أو الإنذار بالضوء الأحمر عند مرور زائر لا يرتدي الكمامة، وبالتالي منعه من المرور، حسب ما أكدته التجربة والقائمون على المستشفى.
وفي حال ثبت ارتفاع درجة حرارة جسم الزائر، يتم توجيه المريض المحتمل في مرحلة أولى إلى طبيب أول في الوحدات الخارجية في بداية مسار “كوفيد” الخارجي التابع لقسم الاستعجالي للإجابة عن بعض الأسئلة المتعلقة بوضعه الصحي، ليتم بعد مزيد التدقيق معه في الوحدة الخارجية الموالية مع بقية الطاقم الطبي وشبه الطبي، توجيهه إلى مسار الاستعجالي العادي أو إلى وحدة الحالات المشتبه في إصابتها، حسب ما فسرته المديرة العامة لمستشفى شارل نيكول، سعاد صدراوي.
وتم تركيز ممر التعقيم، وفق المتحدثة، في اطار تطوير عملية الفرز الأولي، موضحة أنه ” بعد الخروج من ممر التعقيم يمر المريض المتوجه للاستعجالي للفرز الثاني أمام طبيب لتدقيق عملية الفحص من خلال طرح بعض الأسئلة، والتحقق من وضع المريض في غرفة ثانية دائما خارج مبنى الاستعجالي وضمن مسار كوفيد، لتتم احالته في نهاية عملية الفرز الثانية سواء للاستعجالي العادي أو إلى الاستعجالي الخاص بالحالات المشتبه في اصابتها بكوفيد 19 عبر التحاليل المخبرية” .
وأفادت صدراوي أنه تم تخصيص قسم الجراحة ” ب” في هذا المستشفى، وخلال فترة انتشار كورونا في تونس في شهري مارس وأفريل، لمعالجة مرضى “الكوفيد” وأطلق عليه اسم ” الإقامة الطيبة” ، موضحة أن القسم تضمن مختلف المكونات من عيادات خارجية وقسم خاص بالإيواء بطاقة استيعاب 28 سريرا ووحدة للانعاش وغرفة للجراحة.
واستقبل هذا القسم، حسب المديرة العامة للمستشفى، أكثر من 500 مريض مشتبه في إصابته بالعيادات الخارجية، تم إيواء 66 حالة مشتبهة إلى حين التثبت من وضعيتها عبر نتائج التحاليل التي أثبتت إصابة عشر حالات منهم فقط. كما ورد على قسم الاستعجالي بمستشفى شارل نيكول أكثر 1000 حالة ادعت أنها تعاني من الكورونا.
من جانبه، أفاد وزير الصحة، عبد اللطيف المكي، في تصريح إعلامي على هامش إعطاء إشارة استغلال هذا الممر، أنه سيمكن بفضل هذه التقنية من القيام آليا ببعض المهام التي كان يقوم بها عون الصحة وبالتالي التحكم في التعامل المباشر مع المرضى المحتملين، وتسهيل العمل والتقليل من خطر العدوى.
وأضاف أنه اقترح فكرة ربط الكاميرا مباشرة بقاعدة البيانات الموجودة عند العون بما يسهل ربط المعطيات وتجميعها، مبينا أن القاعات التي توجد في نهاية ممر التعقيم، والتي وردت سابقا على المستشفى في شكل تبرع، وتم اعتمادها في مسلك كوفيد في المستشفى، تجعل منه نموذجا لافتا إلى عديد التجارب الجيدة التي قدمها أبناء تونس في هذه الأزمة.
وتابع الوزير: “مستشفياتنا رغم الوضع الصعب الذي يمر به قطاع الصحة العمومية بشكل عام، استطاعت في الكوفيد التكفل بالمرضى وخرجنا بمؤشرات تعتبر جيدة وهذا يجعلنا ندخل المرحلة التالية من مواجهة الفيروس بعد فتح الحدود بمعنويات مرتفعة وبخبرة معمقة” .
وفي رده على سؤال بشأن تعطل بعض الخدمات الصحية الأخرى لفائدة المرضى المصابين بأمراض مزمنة ، أكد وزير الصحة أن الخدمات الأساسية والاستعجالية التي تتعلق بها حياة المريض لم تتوقف من ذلك الخدمات الخاصة بتصفية الدم، والامراض السرطانية، كما لم يتم وقف صرف أدوية أصحاب الأمراض المزمنة، ولم يتضرر منها من هو في حاجة للخدمات الحياتية، مشيرا إلى أن بعض الحالات القليلة كانت ناتجة عن خوف من “الكوفيد” ما دفع الوزارة والمستشفيات إلى توجيه نداء إلى هؤلاء المرضى لمراجعة أطبائهم وأخذ الأدوية الخاصة بهم.
وأكدت سالمة كعفار ممثلة الشركة المتبرعة، من جهتها، في تصريح لـ(وات) أن هذه الآلة تعد الوحيدة الخاضعة لكل المواصفات الطبية والصحية القادرة على المساهمة في مقاومة “كورونا”، وهي مستوردة، ويمكن استعمالها في المطارات والمستشفيات والنزل والمطاعم، ومن شأنها أن تضمن على الأقل تفادي الازدحام والتقليل من خطر العدوى والتقليص من الاخطار، مشيرة إلى أن هذه التنكولوجيا العالية يقع ترويجها في اكثر من 50 بلدا، منها الدول التي نجحت في محاصرة هذا الوباء كسنغافورة وألمانيا.
ويشار إلى أن جهاز “سآم” موجود أيضا في مستشفيات الحبيب ثامر وفي قسم التوليد بشارل نيكول، وفي مستشفى البشير حمزة للاطفال، وكذلك في مستشفى الرابطة