أعلن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الإثنين بقصر الإيليزيه، خلال ندوة صحفية مشتركة مع رئيس الجمهوريّة، قيس سعيّد، عن تخصيص 350 مليون أورو (حوالي 1122 مليون دينار)، في إطار تعهّد فرنسا بمساعدة تونس بما قدره 1.7 مليار دولار خلال الفترة بين 2016 و2022، وستخصص لدعم مشاريع ستقام في ولايات القيروان وقفصة والقصرين وتتعلق بقطاع الصحة والشباب، فضلا عن دعم مشاريع البنية التحتية.
من جانبه أكد الرئيس قيس سعيّد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرا إلى “وجوب وضع مفاهيم جديدة لآليات عمل سياسي غير تلك التي كانت معتمدة في الماضي وفتح آفاق أرحب لتجاوز الماضي”. وقال في سياق متصل: “لقد آن الأوان لتضميد الجراح التي عانت منها الإنسانية طويلا وذلك من أجل بناء مستقبل جديد”، وفق بلاغ لرئاسة الجمهورية.
وبعد أن ثمّن الدعم الذي قدمته فرنسا إلى تونس، أشار رئيس الدولة إلى أنه “سيتم أيضا تركيز سكة حديدية تربط شمال تونس بجنوبها”، حسب ما جاء في نص البلاغ ذاته، دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وبعد تأكيدهما على عمق علاقات الصداقة التونسية الفرنسية والاستعداد المشترك لمزيد تعزيزها والإعلان عن استعداد فرنسا لمساعدة تونس على مجابهة كل التحديات، “أجمع الرئيسان على وجوب وقف النزاع في ليبيا والدفع نحو إيجاد حل ليبي ليبي دون أي تدخل أجنبي، مشدّدين في الآن ذاته على رفض تقسيم ليبيا وعلى وجوب توفير كل الظروف التي تتيح لها الخروج من الوضع الحالي”.
وبخصوص مشروع القرار التونسي الفرنسي المعروض على مجلس الأمن الدولي، أكد الرئيسان على “وجوب التعاون بين أعضاء الأمم المتحدة وتجاوز الخلافات الحاصلة، حتى لا يتم إجهاض المشروع، باعتباره يهم الإنسانية جمعاء”.
وكان الرئيسان قيس سعيد وإيمانويل ماكرون، أجريا محادثات على انفراد وأخرى بحضور وفدي البلدين، تم خلالها التطرق إلى عدة مسائل تتعلق بالتعاون الثنائي، فضلا عن التطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ومنها بالخصوص القضية الليبية ومشروع القرار التونسي الفرنسي المعروض على مجلس الأمن والمتعلق بمكافحة جائحة كورونا.
وفي ختام اللقاء أقام الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون وحرمه بريجيت ماكرون، مأدبة عشاء على شرف الرئيس، قيس سعيّد والوفد المرافق له. وقد حضرها إلى جانب أعضاء من الحكومة الفرنسية، عدد كبير من المثقفين وأهل الفكر والأدب والفن والرياضة وممثلي المجتمع المدني.
يُذكر أنّ رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، الذي يؤدي زيارة صداقة وعمل بيومين إلى فرنسا، كان حلّ بعد ظهر اليوم الإثنين بباريس، أين كان في استقباله بقصر الإيليزيه، الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.