يتواصل تعطل أشغال مشروع تحويل الكنيسة الكاثوليكية بصفاقس إلى مكتبة رقمية حديثة والذي تم إقراره في إطار تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية في سنة 2016 وخصصت له الدولة استثمارات مالية تقدر ب19 مليون دينار، دون تسجيل أي مؤشرات لتجاوز المشكل من قبل سلطة الإشراف
وأفاد والي صفاقس أنيس الوسلاتي في رده على سؤال (وات) بشأن هذه الوضعية، أن الولاية طلبت منذ ثلاثة أسابيع بشكل رسمي من وزارة التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، باعتبارها المسؤولة على تنفيذ هذا المشروع لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع مختلف المتدخلين ولا سيما المقاول ومكاتب الدراسات ومكتبة المراقبة ووزارة الثقافة.
وبين الوالي أن الطلب الموجه إلى وزارة التجهيز يتضمن الدعوة “للنظر في الحلول الممكنة لحلحلة هذا المشكل واستئناف الأشغال أو فسخ الصفقة مع المقاول وإعادة إجراءات طلب العروض من جديد إن لزم الأمر” واضاف انه “لم يتلق أية إجابة إلى حد الآن”.
ولم يتسن ل(وات) الحصول على معطيات توضح وضعية تعطل مشروع المكتبة الرقمية في صفاقس من وزارة التجهيز والإسكان رغم الاتصال عديد المرات بمسؤوليها ولا سيما مدير عام البناءات المدنية ومكتب الإعلام الذي وعد بتوفير إجابة واضحة في غضون 3 أيام الأمر الذي لم يحصل حتى بعد انقضاء هذه المدة بأسبوع كامل.
يذكر أنه لم تسجّل أشغال مشروع المكتبة الرقمية أي تقدم ملموس منذ يوم 20 جانفي الفارط، تاريخ عقد جلسة عمل بمقر الولاية جمعت والي الجهة والمدير الجهوي للتجهيز والإسكان والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية وممثلين عن وزارة الشؤون الثقافية بالمقاول المكلف بإنجاز المشروع ومكتب الدراسات والمصممين.
وكان المدير الجهوي للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية رجب عرعود أكد في تصريح ل(وات) أنه تم خلال هذه الجلسة حث المقاول على ضرورة بذل مجهودات إضافية للوفاء بتعهداته في هذا المشروع، مؤكدا أنه “لا توجد صعوبات من حيث التمويل وقد وفرت مصالح الدولة المعنية ولاسيما التجهيز والثقافة والمالية ما يجب توفيره غير أن المقاول لم يحرز تقدما يذكر في حظيرة الأشغال وانحصرت أعماله في مستوى الدراسات التنفيذية” بحسب تعبيره.
واضاف أن المقاول تعهد بإعداد المخطط التنفيذي للمشروع، مشيرا في نفس الوقت الى “الطبيعة الخصوصية لهذا المنجز بالنظر الى طابعه الثقافي والفني المميز” والذي يتعلق بتحويل معلم ثقافي بخصوصيات دقيقة تستوجب عديد المحاذير والحذق والجودة في الأشغال، وفق تعبيره.
يشار الى انه سبق لمشروع المكتبة الرقمية أن عرف تعطيلا في الإنجاز لعدة أسباب منها إشكاليات مع مكتب الدراسات الأول وخلاص مستحقاته وتجاذبات بين عديد مكونات المجتمع المدني حول صيغة المشروع قبل أن تستأنف الأشغال من جديد بصفة تدريجية وتدخل فيما بعد من جديد في حالة التأزم الحالية.
وكانت الأشغال انطلقت بتهيئة الساحة الخارجية للكنيسة إبان تظاهرة صفاقس عاصمة الثقافة العربية بكلفة مالية قدرت بمليون دينار.
وتتمثل مكونات المكتبة الرقمية بصفاقس التي تعد الأولى من نوعها في تونس من حيث المساحة المغطاة (6450 مترا مربعا) ومن حيث حجم بنك المعلومات الذي يؤمل أن يوضع على ذمّة الباحثين على اختلاف مجالات بحثهم، في مكتبة متعددة الوسائط وقاعة اجتماعات وقاعة عروض فنية ومدرج لاحتضان أنشطة ثقافية متنوعة وفق الطرق العصرية والتكنولوجية الحديثة.