قرّر المجلس البلدي لبلدية صفاقس المنعقد أمس الأحد في دورة استثنائية، تأجيل المصادقة في قراءة أولى على مثال التهيئة العمرانية لمنطقة تبرورة إلى يوم 21 جويلية الجاري، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني، وعبرت مكونات من المجتمع المدني بالجهة عن عدم موافقتها على الصيغة المقترحة للمثال ورفع خبراء في التعمير والبيئة والتنمية احترازات مكتوبة للمجلس البلدي على هذا المثال فيما يتعلق بخيارات التهيئة.
ويأتي قرار تأجيل النظر على هذه القراءة الأولى التي ستليها مصادقة على قراءة ثانية ونهائية في غضون شهرين من المصادقة الأولى بسبب “عدم اكتمال النصاب القانوني حيث حضر 20 مستشارا بلديا فقط من مجموع 42 مستشارا” وفق ما أفاد به رئيس البلدية منير اللومي (وات)
ورجّح اللومي أن يكون ضعف مستوى الحضور وعدم بلوغه النصاب القانوني إلى “تزامن الجلسة مع فترة الاصطياف وليس لأسباب مبدئية ضد المثال”، وفق تقديره.
في المقابل، وجه رئيس جمعية التنمية المستديمة بولاية صفاقس ومنسق منتدى صفاقس 2050 عبد المجيد خماخم رسالة مفتوحة إلى رئيس لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية في بلدية صفاقس دعاه فيها الى تأجيل موعد المصادقة على مثال التهيئة العمرانية لمنطقة تبرورة، ضمن مراجعة جزئية لمثال التهيئة لمدينة صفاقس كما هي مقترحة من طرف اللجنة وقال انها “لا تتوافق مع متطلبات تنمية المدينة وستخل بتطوير المنطقتين الشمالية والجنوبية شكلا ومضمونا وتوقيتا” بحسب نص الرسالة التي تحصل مكتب (وات) بصفاقس على نسخة منها.
واعتبر خماخم أن الدعوة إلى تأجيل موعد المصادقة هو بغاية أن “يتسنى للجنة ولأعضاء المجلس البلدي تحليل واعادة تقييم بعض الملاحظات الجد هامة لعدد من الخبراء وذوي الاختصاص من غير المنتفعين المحتملين من هذه المراجعة حول هذا الموضوع والتي لم يتم تقديمها واعتبارها بالوجه الأكمل”.
كما ترمي هذه الدعوة إلى “إشراك فعلي لعدد إضافي من الناشطين في المجتمع المدني في الجهة من ذوي المعرفة وعدم المجازفة في التسرع في المصادقة على مثل هذه التعديلات وإقحامها ضمن المواضيع المدرج دراستها في مناظرة المراجعة الشاملة لمثال تهيئة المدينة المبرجة من طرف اللجنة خلال الشهر الحالي”، وفق قوله .
وفي رده على دعوات تأجيل المصادقة، قال رئيس بلدية صفاقس منير اللومي إن المجلس البلدي “لا يمكن أن يبقى في موضع المتفرج إلى ما لا نهاية له على محاولات التأجيل المتكررة والإطالة في الاستشارات التي أخذت وقتها أكثر من اللازم”، مذكرا بأن عملية المراجعة الجزئية لمثال التهيئة العمرانية “تواصلت منذ جويلية 2018 وانعقدت في شأنها عديد الجلسات بحضور عديد مكونات المجتمع المدني والخبراء في التعمير بمن فيهم الأطراف التي رفعت احترازات على المثال وطلبت تأجيل المصادقة”.
وعبر اللومي عن استغرابه من “تكرر محاولات التأجيل دون أسباب مقنعة أو اقتراح لآجال” رغم اقتناع الجميع بأهمية وثيقة مثال التهيئة العمرانية على حلحلة مشروع تبرورة ودفعه نحو الإنجاز الفعلي الذي تأخر كثيرا، معتبرا أن “الأطراف التي تدعو إلى التأجيل قليلة وقد تكون لها مصلحة ضيقة في التعطيل” بحسب تعبيره.
وتابع قائلا إن “مواضيع الاحترازات يمكن التعبير عنها في المرحلة تعليق المثال بعد المصادقة الأولى لمدة شهرين كاملين والأخذ بها إن كانت جدية ودون تعطيل مسار المصادقة على المثال”.
وكانت صفاقس لجنة التهيئة والتراخيص العمرانية برئاسة محمود قدورة انعقدت في 26 جوان 2020 بقصر بلدية تحت اشراف منير اللومي رئيس البلدية وحضور المدير العام لشركة تهيئة السواحل الشمالية وسيم الزواري ومجموعة من اعضاء المجلس البلدي والمصالح البلدية وممثلي مكتب الدراسات، ونظرت في المراجعة الجزئية للأحكام العامة لكراس التراتيب العمرانية، ومشروع مثال التهيئة العمرانية لمنطقة تبرورة وافقت على الوثيقة العمرانية في انتظار عرضها على المجلس البلدي للمصادقة.
كما اجتمع مكتب المجلس البلدي (المتكون من رئيس المجلس ومساعديه ورؤساء الدوائر ورؤساء اللجان) بتاريخ 9 جويلية وقرر بأغلبية الحاضرين إحالة هذه الوثيقة على المجلس البلدي والمصادقة عليها في قراءة أولى.