تفاقم أزمة البلاد ومنظومتها السياسية والفوضى في المشهد البرلماني الى جانب تحذير جديد من صندوق النقد الدولي من أن التدابير الاجتماعية في دول شمال افريقيا ستزيد في استنزاف موارد الدولة وتسليط الضوء على تداعيات طلب تونس تسديد ديونها الخارجية، مثلت أبرز اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة.
تفاقم أزمة البلاد ومنظومتها السياسية
جريدة (المغرب)
“وحده رئيس الجمهورية، يملك القدرة والمشروعية لاقناع أهم الكتل البرلمانية والاحزاب السياسية بضرورة التنازل لبعضها البعض وبضرورة هدنة سياسية وكذلك اجتماعية (وهنا الدور المحوري للمنظمات الوطنية)، وبأنه من الضروري خلق الظروف الملائمة لامكان قيام حكومة قوية ذات كفاءة عالية لانقاذ اقتصاد البلاد ولحسن الاستعداد للتسونامي الاجتماعي مع ضبط أمننا الداخلي والخارجي وحشد كل الدعم لاقتصادنا وبأقصى سرعة ممكنة”.
جريدة (الصحافة)
“الحقيقة الثابتة اليوم هو وصولنا الى مأزق حكم حقيقي يتطلب مراجعة شاملة أو تصحيحا لبناء الجمهورية الثالثة والذهاب الى مراجعة النظام السياسي والانتخابي وطبيعة الديمقراطية وطرق ممارستها وتكريسها على أرض الواقع. فبعد فشل تجربة النظام السياسي المعتمد في بلادنا بعد الثورة والذي يقوم على النظام البرلماني المعدل أو شبه البرلماني، وبشهادة الخبراء في القانون الدستوري والمتابعين للشأن السياسي، فان الانظار تتجه حاليا الى الذهاب نحو تغيير النظام السياسي بشكل حضاري وديمقراطي باعتبار أن الازمة الراهنة هي أزمة عميقة وهيكلية بالاساس للوصول الى بناء مشتركات وطنية وارساء ديمقراطية قاعدية تشاركية ومنظومة تنموية تستجيب لانتظارات الشعب لا لبيع الوهم الانتخابي وذلك ضمانا لاستكمال نجاح المسار الديمقراطي والحفاظ على السيادة وأسس الدولة المدنية”
صحيفة (الشروق)
“اليوم ينتظر التونسيون من رئيس الجمهورية أن يحسن هذه المرة الاختيار ويسلم أمانة تكوين الحكومة القادمة وقيادتها الى شخصية تكون في مستوى الانتظارات وتتوفر فيها مواصفات النجاح أولا لتشكيل الحكومة في الاجال الدستورية وفي أجواء هادئة بعيدة عن التجاذبات والمعارك السياسية وثانيا في قيادة الفريق الحكومي بكل نجاعة وحنكة ونظافة يد خاصة في المرحلة القادمة التي تتميز بصعوبات اقتصادية وتقلبات اجتماعية حادة”.
جريدة (الصباح)
“ولئن كان الفخفاخ يتحمل الجزء الاكبر من المسؤولية في الازمة، لانه لم يتصرف كما ينبغي أن يتصرف رئيس حكومة في دولة تشهر حربا مباشرة على الفساد، ولم يكن حذرا وربما لم يكن واعيا بخطورة المسألة، فان كل الطبقة السياسية هي من منظورنا مدانة بدورها. فهي لم تتعامل مع الازمة باسلوب راق وبالحكمة اللازمة ولم تراع ظروف البلاد وانما غلبت لديها المصالح الحزبية والطموحات الخاصة. جميعهم تصرفوا بانتهازية واضحة وبعنجهية وتصلف، وكل طرف ساهم بقسط يزيد أو ينقص في مزيد تعفين الاجواء والنتيجة ها أن بلادنا تحولت الى عبارة عن سفينة تائهة”.
فوضى عارمة في البرلمان
جريدة (الشروق)
“عاش البرلمان أمس الخميس، فصلا جديدا من مسرحية الفوضى العارمة واحتدت المناوشات داخله بين نواب الدستوري الحر وائتلاف الكرامة وحركة النهضة على خلفية تمسك عبير موسي ونواب كتلتها باحتلال منصة قاعة الجلسة العامة. وفي صورة مشابهة لجلسة الثلاثاء اعتلت موسي وعدد من نواب كتلتها منصة البرلمان لمنع رئيسه، راشد الغنوشي، من تسيير جلسة انتخاب أعضاء المحكمة الدستورية بينما كان باقي أعضاء كتلتها يرددون شعار (لا للارهاب في البرلمان)”.
صحيفة (المغرب)
“لا حلول على ما يبدو لمنع كتلة الدستوري الحر من احداث الفوضى وما يزيد في حدتها دخول نواب ائتلاف الكرامة وعدد من نواب حركة النهضة على خط الشتائم وتبادل التهم والتشابك بالايدي وقد حصل ذلك يوم أمس، فوضى تعكس المشهد السياسي في البلاد وتنبئ بأن كل الاحتمالات ممكنة بعد استقالة رئيس الحكومة، الياس الفخفاخ، وتوجيه عريضة سحب ثقة من الغنوشي”.
استقالة الفخفاخ … صندوق النقد الدولي يحذر
جريدة (الصباح)
“خفض صندوق النقد الدولي مرة أخرى من توقعات النمو في دول شمال افريقيا الى 7ر5 بالمائة سلبي مرجحا أن تنكمش اقتصاديات دول تشهد نزاعات بنسبة 13 بالمائة سلبي. وتونس تعد من بين البلدان التي تشهد نزاعات سياسية في الاونة الاخيرة ستزيد في ارباك خطط انقاذ الاقتصاد خاصة مع استقالة رئيس الحكومة الياس الفخفاخ، والتي زادت في قتامة المشهد الاقتصادي”.
“صندوق النقد الدولي حذر في تقريره الاخير من أن التدابير الاجتماعية في دول شمال افريقيا ستزيد في استنزاف موارد الدولة خاصة مع تعطل خطوط الانتاج والعجلة الاقتصادية بفعل جائحة كورونا التي مازالت تسيطر على العالم”.
تونس تطلب ارجاء تسديد ديونها الخارجية
جريدة (الصحافة)
“حسب وكالة رويترز، تطلب تونس ارجاء تسديد ديونها من عدة دول وهي تتفاوض مع أربع دول المملكة العربية السعودية وقطر وايطاليا وفرنسا، وفي الواقع فان هذا الخبر ليس مستغربا أو أمرا مفاجئا رغم أن تونس تعمد الى ذلك لاول مرة. فنسبة التداين فاقت كل الحدود والمؤشرات الاقتصادية بطبيعتها متدهورة جدا وزادت أزمة كورونا الطين بلة. وكان من المفروض في ظل ذلك العمل على الخروج من هذه الوضعية الاقتصادية الصعبة بأقصى سرعة”.
“يبدو أن مصيبة تونس تكمن في سياسييها الذين انشغلوا عن جل مشاكلها بمعاركهم وتطاحنهم، ومبدئيا فان طلب ارجاء تسديد تونس لبعض الدول سيكون له تأثير سلبي اذ من المعروف أنه يضرب مصداقية البلاد وصورتها وترقيمها السيادي ويؤثر حتى على ثقة المستثمرين الاجانب وثقة المؤسسات المالية المقرضة كما يجعل من مهمة الحصول على قروض أخرى أكثر صعوبة واجحافا”.