عقدت ” اللجنة الإعلامية لحملة “لا لسجن توفيق بن بريك ” ، اليوم الأربعاء ندوة صحفية بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين خصصتها لكشف تفاصيل قضية الكاتب والصحفي توفيق بن بريك الذي تم إيقافه الأسبوع المنقضي على خلفية انتقاده للجهاز القضائي خلال الانتخابات الرئاسية لسنة 2019
وقد حضر هذه الندوة العديد من الشخصيات الحقوقية والسياسية على غرار الأمين العام لحزب العمال حمة الهمامي ، ونقيب الصحفيين ناجي البغوري والصحفي سليم بوخذير والمحامي عبد الناصر العويني وشقيق توفيق بن بريك جلال الزغلامي ،والأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي
وكانت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس قد أصدرت حكما قضائيا يوم 23 جويلية 2020 يقضي بسجن بن بريك عاما واحدا مع النفاذ العاجل بتهمة التشهير وازدراء موظف عمومي على اثر تصريحات في برنامج تلفزي بقناة “نسمة” الخاصة
وقال المحامي عبد الناصر العويني أن هناك “استعداء لحرية الراي من قبل بعض القضاة ،ومرض عضوي في القضاء التونسي هو عدم تحمل الرأي الآخر وعدم احترام المرسوم 115 المتعلق بحرية الصحافة والطباعة والنشر، مؤكدا بأن الالتجاء الى القوانين الجزائية القديمة (مجلة 1916) هو “مناف للذوق السليم ”
وبين أن اللجنة تقدمت بمطلب افراج ، متمنيًا أن تستجيب الهيئات القضائية للإفراج عن توفيق بن بريك قبل عيد الاضحي الموافق ليوم 31 جويلية مضيفا أن ما قاله توفيق بن بريك لا يتعدى مجرد الرأي الذي لا يجب أن يكون محل إدانة ،كما لا يجب أن تتحول تونس إلى جمهورية القضاة يتحول فيها التونسيون الى شخصيات في حالة سراح مؤقت ، معتبرا أنه من غير المقبول أن يتم استعجال الحكم بدون بحث شاف.
وأكد في هذا السياق بأنه كان على المحكمة أن تتأنى في إصدار الحكم ،ويكون هناك رأي للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري ،قائلا “هناك “ماكينة” غير مرئية للعودة الى التسلط والاستبداد مضيفا ان عديد القضاة يشتغلون في ركاب بعض السلط السياسية ”
واضاف العويني ان العديد من القضاة لهم “نهم وحب كبير في ادخال الناس للسجن ” ، مستغربا من عدم مطالبة جمعية القضاة التونسيين بتغيير المجلة الجزائية التي تأسست زمن البايات
من جهته أكد نقيب الصحفيين التونسيين ناجي البغوري أن توفيق بن بريك “ليس عابر سبيل ،وهو ملح الصحافة وأول من أعطى إشارة للتونسيين أن بن علي هو نمر من الورق ،وهو كاتب من النوع الرفيع” قائلا أن بن بريك ليس من دعاة العنف وتواجده في السجن هو حالة عبثية”
وأشار الى ان بن بريك يواجه الان زمن ما بعد الديكتاتورية “أعداء الحرية “، وأن رأيه ليس كمن دافع عن معتقل الرقاب كما أنه لم يسء الى وكيل الجمهورية بسيدي بوزيد مثلما فعل غيره ، مشيرا الى أنها رسالة خطيرة جدا لاستعمال القضاء لضرب الحريات وهناك 40 منظمة تونسية ودولية تدافع و تقف الى جانب القضية العادلة لتوفيق بن بريك .
ودعا البغوري القضاء الى أخذ مسافة بعيدا عن الضغوط ، وأن تكون جمعية القضاة الى جانب المدافعين عن الحريات والحقوق ، معتبرا سجن بن بريك هو شوكة في خاصرة الثورة ،لانها تهدد حرية التعبير
من جهته أكد الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي أنه لا بد من وقفة جديدة للدفاع عن منجزات الثورة من حرية التعبير ، وبين بأنه لا يمكن الحفاظ على هذه المنجزات دون الوقوف الى جانب فرسان الكلمة الحرة ، قائلا “إن اعتقاله هو اعتقال للكلمة الحرة ”
وعبرالشفي عن استياء المنظمة الشغيلة من التوظيف السياسي للقضاء ، محذرا من العودة إلى مربع الاستبداد ومطالبا الجمعية التونسية للقضاة إلى الوقوف الى جانب توفيق بن بريك وكل الأقلام الحرة
من جانب آخر أوضح الصحفي سليم بوخذير بأنه ليس هناك شيء مقدس في الدنيا اسمه قضاة و إنما المقدس الوحيد هو الدستور ، داعيا جمعية القضاة الى التحرك للدفاع عن بريك الذي يعاني من مرض مزمن
وبين في هذا الصدد أن بيان هيئة السجون والإصلاح هو مغالطة للرأي العام ، وأن السكوت على اعتقال بن بريك هي خطوة أولى نحو انتكاسة حرية التعبير ،وعودة الى الوراء لان هناك عقول مازلت سجينة للعقل البائد.