أسند مساء أمس الثلاثاء مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة “الكريديف” 4 جوائز، وذلك خلال احتفالية تقديم جائزة “زبيدة بشير” للكتابات التونسية لسنة 2019.
وأقيم هذا الحدث في إطارالاحتفال بالعيد الوطني للمرأة التونسية الموافق لتاريخ 13 أوت من كل سنة، واحتفاء بثلاثنية تأسيس الكريديف، تحت شعار ” الكريديف 30 سنة لتحيا حقوق النساء”.
وأسندت جائزة الإبداع الأدبي باللغة العربية لـسوسن عوري عن روايتها “فندق نورماندي” صنف جريمة وغموض ، صادرة عن دار نقوش عربية للنشر سنة 2019 في 429 صفحة.
وأكدت الكاتبة في تصريح لـ”وات” أنها مولعة جدا بالروايات البوليسية رغم غياب طرح هذا الصنف في الأدب التونسي، وهو ما حمسها لكتابة أول رواية بوليسة لها.
وأشار رئيس لجنة إسناد هذه الجائزة مبروك المناعي أن رواية “فندق نورماندي” توفرت فيها أبرز مقومات الرواية البوليسية على غرار عنصر “اللغز وغموضه وتخفيه الشديد علاوة على حسن حبك خطط التقصي وحيل البحث عن اللغز ومحاولات الكشف عنه”، وهو ما خلق عنصر التشويق والمتابعة وفق تعبيره.
وأكدت وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السّن أسماء السحيري في كلمتها، على الدور المهم الذي تلعبه مثل هذه الجوائز في التشجيع على الإبداع النسائي الأدبي والعلمي، مشيرة في الوقت ذاته إلى ضرورة إحداث جوائز “تتسم بالشفافية” مشابهة لجائزة “زبيدة بشيرة” للكتابات النسائية التي أُحدثت بمقتضى نصوص قانونية.فيما منحت جائزة الإبداع الأدبي باللغة الفرنسية للكاتبة أمال شريف عن روايتها “Derriére la ligne bleu ” الصادرة عن دار نقوش عربية للنشر سنة 2019 ، في عشرات الصفحات.وتسلط الكاتبة في روايتها الضوء، على قصة حب تدور مختلف أحداثها في سياق سياسي اجتماعي قبل اندلاع الثورة التونسية، موظفة فيها جملة من الشهادات والمعطيات التاريخية في رواية “ثرية المحتوى ومميزة في الاسلوب” كما وصفتها رئيسة لجنة جائزة الإبداع الأدبي باللغة الفرنسية علياء بكار. أما جائزة البحث العلمي باللغة العربية، أُسندت للباحثة والكاتبة ألفة يوسف عن كتابها من صنف فكر ديني “وجه الله ، ثلاثة سبل إلى الحق”، فيما حجبت هذه السنة الجائزة نفسها باللغة الفرنسية.
ويعد مؤلف “وجه الله ، ثلاثة سبل إلى الحق” لألفة يوسف الصادر عن دار مسكلياني للنشر سنة 2019 في 226 صفحة ، “أثرا فكريا وظفت فيه الكاتبة جزء من التراث الديني والصوفي بأساليب واضحة ودقيقة مستعينة بقدرتها العلمية على التأويل ونفسها الحجاجي المقنع الذي اكتسبته من دراسة اللغة والبلاغة والمنطق الفلسفي”، حسب ما عبرت عنه رئيسة لجنة جائزة البحث العلمي باللغة العربية سهام الميساوي.
وكانت جائزة البحث حول المرأة التونسية أو اعتماد مقاربة النوع الاجتماعي من نصيب الكاتبة ومديرة معهد تونس للترجمة زهية جويرو عن كتابها من صنف فكر ديني “الوأد الجديد، مقالات في الفتوى وفقه النساء” الصادر عن دار مسكلياني للنشر ودار الرافدين في بيروت سنة 2019.
وأكدت رئيسة لجنة هذه الجائزة سهام الميساوي أن هذا الكتاب يبين مدى التزام الكاتبة بقضايا عصرها وحرصها على تغيير العقليات السائدة في قراءة أخرى للنص القرآني بلغة عربية جميلة، فضلا عن محاولة الكاتبة برهنة حقوق النساء وتكريس مبدأ المساواة.
وكرم الكريديف في نهاية الاحتفالية الأستاذة في علم الاجتماع والتي شغلت لسنوات عديدة منصب مسؤولة عن العمل الثقافي ببلدية تونس فاطمة الجلولي بن بشر .
و يشار أن بهو مقر الكريديف، زُين بمعرض فوتوغرافي يوثق أهم أنشطة المركز الثقافية بمختلف فضاءات المكتبات الجهوية للتعريف بالرمز الأدبي الوطني زبيدة بشير التي انتظمت هذه السنة بالشراكة مع إدارة المطالعة العمومية ضمن تظاهرة “نقرأ من أجل غد أفضل”.
وتخللت هذه الاحتفالية فواصل موسيقية، أثثتها الفنانة وعازفة الكمان ياسمين عزيز التي عبرت عن فخرها لانتمائها لهذا الوطن كامرأة تونسية. كما تم عرض شريط قصير يوثق مجموعة من الشهادات عن كاتبات وشاعرات تحصلن في الماضي على جائزة “زبيدة بشير” للكتابات التونسية على غرار الكاتبة والمحللة النفسية رجاء بن سلامة والشاعرة نجاة الورغي.
ونقل هذا الوثائقي الذي يحمل عنوان “ذوات إبداعية”، وقائع توثيقية من المسيرة الأدبية لكل كاتبة علاوة على كفاحهن وبدايتهن الصعبة من أجل أن يصبحن كاتبات وباحثات في المجال الأدبي والعلمي.جائزة “زبيدة بشير” هي جائزة سنوية يسندها مركز البحوث والدراسات والتوثيق والإعلام حول المرأة منذ سنة 1995، للكاتبات والباحثات والباحثين التونسيين المتميزين سواء كن في تونس أو خارجها.
وتقام احتفالية هذه الجائزة يوم 8 مارس من كل سنة بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، لكن هذه السنة اختار الكريديف عدم إقامة الاحتفالية في موعدها الأصلي توقيا من انتشار فيروس “كورونا”.