تواصل عجلة بطولة الرابطة المحترفة الاولى لكرة القدم نهاية هذا الاسبوع الدوران باقامة مقابلات الجولة الحادية والعشرين التي اصبح خلالها التشويق منحصرا بالخصوص في سباق المراكز المؤهلة للمشاركة في المسابقات الافريقية والعربية بعدما حسم الترجي الرياضي بشكل كبير حوار المنافسة على اللقب وكذلك في صراع البقاء في ظل الفارق الضئيل الذي يفصل كوكبة اندية اسفل الترتيب.
على ملعب رادس وفي دربي العاصمة الصغير، يستضيف الترجي الرياضي المتصدر بفارق 10 نقاط كاملة عن اقرب ملاحقيه جاره الملعب التونسي صاحب المركز السابع بمجموع 28 نقطة بغاية مزيد تدعيم موقعه في طليعة الترتيب وقطع خطوة اضافية على درب المحافظة على لقبه للعام الرابع على التوالي. وبعد سلسلة من ثلاثة تعادلات متتالية، يامل فريق باب سويقة في تجديد العهد مع الانتصارات وتقديم اداء مقنع يقلص من حدة الضغط الذي اصبح مسلطا على مدربه معين الشعباني قبل المواجهة المرتقبة وسط الاسبوع المقبل امام الغريم الازلي النادي الافريقي.
في المقابل، يسعى الملعب التونسي الى كسر سلسة النتائج السلبية التي رافقت الفريق خلال الجولات الست الفارطة بعدما اكتفى خلالها بجمع نقطة واحدة من مجموع 18 ممكنة وهو ما تسبب في حصول القطيعة مع المدرب جلال القادري وتعويضه بابن النادي انيس البوسعايدي. ولئن يبدو فريق باردو في مأمن من حسابات تفادي النزول فانه سيعمل على تحقيق انتصار معنوي يضرب به اكثر من عصفور بحجر واحد اذ سيمكنه من الابقاء على اخر اماله في الظفر بالمركز الرابع الذي قد يخول لصاحبه المشاركة في مسابقة خارجية من جهة والحاق اول خسارة بمنافسه في سباق بطولة هذا الموسم من جهة اخرى.
صاحب المركز الثاني النادي الصفاقسي ب40 نقطة سيكون في تنقل محفوف بالمخاطر الى الجنوب الشرقي حيث سيلاقي اتحاد بنقردان الذي يحتل المرتبة السادسة ب31 نقطة. وتبدو المواجهة صعبة للفريقين على حد السواء، فالنادي الصفاقسي يطمح الى تحقيق انتصار ثان على التوالي لتعزيز وصافته من اجل كسب رهان العودة الى اجواء رابطة ابطال افريقيا التي تغيب عنها منذ سنة 2014 في حين يرنو اتحاد بنقردان الى تحقيق فوزه الثالث على التوالي ومتابعة مسيرته الوردية في البطولة التي لم يتذوق خلالها طعم الخسارة خلال الجولات السبع الاخيرة ب4 تعادلات و3 انتصارات وهو ما ساهم في انعاش حظوظه في احراز مرتبة متقدمة مؤهلة لمنافسة افريقية او عربية.
ولا يختلف الوضع كثيرا لصاحب المركز الثالث الاتحاد المنستيري الذي يملك في رصيده 39 نقطة باعتباره سيشد الرحال الى عاصمة الاغالبة لمواجهة شبيبة القيروان التي تكافح من اجل ضمان البقاء بمرتبة محيرة الثانية عشرة ب16 نقطة. وبعد اكتفائه خلال الجولة الفارطة بنقطة واحدة من تعادل مخيب على ارضه امام نجم المتلوي كلفه التراجع الى الصف الثالث، يراهن الاتحاد المنستيري الى تدارك تلك العثرة واستغلال الوضع النفسي الهش لمنافسه للعودة الى سكة الانتصارات والمضي قدما في موسمه المتميز نحو الحصول على المركز الثاني وملامسة حلم المشاركة للمرة في تاريخه في رابطة ابطال افريقيا لكنه سيصطدم بفريق جريح يبحث بشتى الوسائل عن طوق النجاة مع مدربه الجديد القديم سفيان الحيدوسي بعد فك الارتباط مع ابن الجمعية نورالدين النابلي خصوصا وان الرزنامة تخدم مصلحته بخوضه اربع مقابلات على ارضه مقابل تنقلين فقط خارج الديار.
غير بعيد عن صاحبي المركزين الثاني والثالث، لايزال النجم الساحلي الرابع ب34 نقطة متشبثا بالدفاع عن حظوظه في انتزاع المركز الثاني الذي يتطلب منه العودة بالعلامة الكاملة من تنقله الى سليمان في مواجهة مستقبل المكان الذي ينتمي لدائرة الفرق المعنية بتفادي النزول بمرتبة تاسعة ب21 نقطة. ومنذ استئناف نشاط الرابطة المحترفة الاولى اثر رفع قرار التعليق بسبب فيروس كورونا، يقدم ابناء المدرب نوفل شبيل مردودا محترما بعدما تم تطعيم الفريق بعناصر واعدة وهو يراهن على هذه المباراة للبقاء في ديناميكية النتائج الايجابية ورفع منسوب الثقة لدى اللاعبين الشبان خلافا لمستقبل سليمان الذي لم يهتد بعد منذ عودة البطولة الى طريق الفوز مكتفيا بنقطة واحدة في لقاءاته الثلاثة الاخيرة وهو ما يحتم عليه ردة فعل قوية لتفادي مزيد التدحرج في سلم الترتيب والاقتراب اكثر من منطقة الخطر.
قمة اخرى لا تقل اهمية عن دربي العاصمة الصغير تلك التي ستجمع بين النادي البنزرتي صاحب المركز قبل الاخير ب15 نقطة وضيفه النادي الافريقي الخامس ب33 نقطة. المباراة سيكون خلالها ابناء قيس اليعقوبي امام حتمية الانتصار للخروج من عنق الزجاجة في مسعاهم نحو انقاذ الفريق من شبح النزول. ولئن لم يتكبد النادي البنزرتي خلال مقابلاته الاربع الاخيرة الهزيمة فانه لم يتوفق ايضا في تحقيق الفوز الغائب عنه منذ 24 نوفمبر الماضي لذلك ومع دخول البطولة منعرجها الاخير لم يعد مسموحا للفريق بمزيد التعثر واهدار النقاط لاسيما على ارضه غير ان المهمة لن تكون يسيرة امام النادي الافريقي الذي سيحاول بدوره انتزاع النقاط الثلاث لتدارك تعادله المخيب امام ضيفه اتحاد تطاوين في الجولة الفارطة والضغط على كوكبة الطليعة.
ومن جهته، يستضيف اتحاد تطاوين صاحب المرتبة العاشرة ب18 نقطة هلال الشابة الذي يحتل المركز الثامن ب24 نقطة في مواجهة متكافئة. واذ يعول ابناء المدرب حمادي الدو على اسبقية الميدان للاطاحة بمنافسهم وتاكيد صحوتهم في الفترة الاخيرة بفوزهم داخل القواعد على الملعب التونسي ثم تعادلهم خارج الديار مع النادي الافريقي بما يمكنهم من مزيد الهروب عن فرق اسفل الترتيب فان كتيبة المدرب برتران مارشان تدخل المقابلة بمعنويات مرتفعة اثر انتصارها العريض في الجولة الاخيرة على شبيبة القيروان برباعية وهي ستسعى جاهدة لتفادي الخسارة والعودة على الاقل بنقطة التعادل لقطع خطوة اضافية نحو البقاء.
قمة اسفل الترتيب ستضع وجها لوجه نجم المتلوي الحادي عشر ب17 نقطة ونادي حمام الانف متذيل الترتيب ب14 نقطة في مباراة لا تقبل القسمة على اثنين. فريق المناجم سينزل بكل ثقله من اجل حصد العلامة الكاملة وتاكيد الوجه المتميز الذي ظهر به في الجولتين الاخيرتين امام هلال الشابة والاتحاد المنستيري لكسب جرعة هامة من الاكسيجين في هذا الظرف الدقيق بينما يدرك فريق الضاحية الجنوبية ان خسارة ثالثة على التوالي قد تعقد وضعيته اكثر في اسفل الترتيب وتعصف باماله في المحافظة على مكانه ضمن اندية النخبة.