تركزت اهتمامات الجرائد التونسية الصادرة ، اليوم الجمعة ، على عدة مواضيع من ابرزها الانتقادات التي تطال بعض اعضاء التشكيلة الحكومية الجديدة والجدل الحاصل اثر اعفاء الوزير المقترح لحقيبة وزارة الثقافة وليد الزيدي اضافة الى تسليط الضوء على ملف التعليم عن بعد واهمية تطويره خاصة في ظل الوضع الوبائي الراهن .
انتقادات وتشكيك في بعض اعضاء التشكيلة الحكومية الجديدة
(جريدة الصباح)
“حكومة المشيشي الذي اختار ان تكون “تكنوقراط ” وادارية بامتياز وبعيدة عن الاحزاب والسياسيين بدات تتلقى في الصفعات قبل موعد الفاتح من سبتمبر الحاسم والذي ستعرض فيه امام مجلس نواب الشعب لنيل الثقة ….حيث انطلقت الانتقادات والتشكيك في بعض عناصرها حتى من قبل حيث ابدى البعض منذ البداية مساندته للمشيشي وبالطبع كانت حقيبتا الداخلية والعدل محور الجدل كالعادة ”
“حكومة المشيشي ورغم ما فيها من كفاءات في عدد من الوزارات وليس كلها فان شكوكا بدات تحوم حول امكانية نيلها الثقة خاصة وان عددا من الاحزاب والكتل البرلمانية عبرت منذ البداية عن رفضها لحكومة غير سياسية ولمحت الى صعوبة منح الثقة لحكومة ” تكنوقراط ” على غرار تصريحات قياديي حركة النهضة ليلتحق بها الرفض حتى من بارك منذ البداية خيار استبعاد السياسيين ليرفض بعض الاسماء المقترحة في حكومة “منتصف الليل” مثلما هو حال الحزب الحر الدستوري ” .
“لم تكن المؤشرات الاولية التي رافقت مسار تشكيل الحكومة المشيشي المقترحة ايجابية بل الانطباع السائد حتى في صفوف المتحمسين لها ولخيار حكومة كفاءات مستقلة حمل في طياته الكثير من خيبة الامل لا سيما بعد تسجيل ارتباك واضح كرس المزيد من المخاوف من غياب منطق الدولة واستسهال التعاطي مع شؤون الحكم ونواميسه ”
(جريدة الشروق)
“خيار الذهاب في حكومة كفاءات خالية من كل تمثيلية سياسية لن يمر دون تداعيات مرتقبة في مرحلة ما بعد نيل ثقة البرلمان عند احتكاك حكومة المشيشي ب”الماكينات ” الحزبية بما قد يحد من قدراتها على الانجاز ”
“النقاشات الداخلية وتباين اراء الاحزاب حول التصويت للتشكيلة الوزارية من عدمه لن يضعف من حظوظ الحكومة في نيل تزكية البرلمان بحكم الضرورة والخوف من سيناريو حل المجلس لكنها ستكون في المقابل حكومة عاجزة ومحاصرة من القوى الحزبية والكتل البرلمانية التي اقصاها والتي لم تتردد في اضعاف الحكومة وتقييدها وهي التي تحتاج قطعا الى سند سياسي يضمن لها الصمود خاصة مع من رافق تحركاتها الاولى من تعثر وارتباك في علاقة بلخبطة الاسماء المقترحة وما راج عن تدخل القصر لتعديل بعض المقترحات ”
“فمن المؤكد ان رئيس الحكومة لن يطمع في اكثر من نيل الثقة من المؤسسة التشريعية وسيواجه معارضة شرسة تضم كل الاطياف البرلمانية التي لن تتردد في تحريك ماكيناتها السياسية والاعلامية ضده لترذيل عمل الحكومة…وستجعله احدى ادوات الصراع ضد رئيس الجمهورية الذي اختار منذ البداية تحجيم دور الاحزاب التني ستعمل على تقييد دوره وارتهانه لمشيئتها مقابل تمرير مشاريع القوانين التي يحتاجها لتحقيق المنجزين الاقتصادي والاجتماعي الذي بدون حصولهما لن تتردد الماكينات الحزبية لحظة في شحن الشارع وتجييشه ضد حكومة الكفاءات المستقلة ”
(جريدة المغرب)
“يبدو ان الفاعلين السياسيين لم يفارقوا وقع الصدمة اذ ظلوا يتعاملون مع حدث تشكيل الحكومة من موقع الضحية التي تحاول ان تبرر عمليات الانتهاك والسطو والاعتداء….فالرئيس هو الذي سعى الى انتزاع شرعية الاحزاب ومنح فاعلين جدد فرصة ادارة المرحلة المفصلية من تاريخ الانتقال الديمقراطي ”
“اننا امام مرحلة سياسية تغيرت فيها قواعدالعمل وهوية اللاعبين اذ انتقلنا من المحاصصة الحزبية الى قواعد جديدة لتشكيل الحكومة وفق توازنات متنوعة تعكس تموقع القوى المؤثرة وانتقلنا من الفاعل السياسي المعروف الى فاعل جديد مثير للفضول وهو امر نحسب انه يرضى عموم التونسيين الذين امنوا بان تغيير الوجوه فيه راحة وهذه الديناميكية الجديدة تتطلب مزيد التفكر في التحول الدلالي لمجموعة من المعاني ..الاستقلالية والكفاءة وحكومة التكنوقراط وغيرها ” .
جدل بين القصبة وقرطاج حول مسالة اعفاء الوزير المقترح لحقيبة الثقافة وليد الزيدي
(جريدة الصباح)
“ما حصل من جدل حول انسحاب اوسحب ترشيح في علاقة بالوزير المقترح لحقيبة الثقافة من ذوي الاحتياجات الخصوصية لم تكن صورة جيدة عن خيارات واضحة وقناعات صلبة بعد مشاورات معمقة في اختيار الفريق الحكومي في مرحلة دقيقة تمر بها البلاد …ودفع ذلك الى الشعور بالاحباط والخيبة لدى المتابعين للساحة السياسية وبدا الكثير منهم يعبر صراحة عن خيبة امله رغم الامال المعلقة سابقا على حكومة المشيشي على اعتبارها الفرصة الاخيرة ربما لانقاذ المسار ولتجاوز فشل منظومة ما بعد 2011 ولعل هذا ما عبرت عنه الناشطة ام زياد ”
” من المؤكد ان تراجه هيبة الدولة ونواميس ممارسة السلطة ومنطق رجال الدولة لصالح تصفية الحسابات وصراعات مؤسسات الحكم فيما بينها على غرار معركة رئاسة الجمهورية ومجلس نواب الشعب يضاعف مشاعر الاحباط ويثير المخاوف حول استقرار البلاد والسلم الاجتماعية الداخلية في وقت تتعالي فيه عديد الاصوات محذرة من مغبة تواصل هذا العبث والاستهتار بممارسة السلطة وبان يكون الشخص رجل دولة ”
(جريدة المغرب)
“الشرح الذي قدمته الرئاسة حول ما اقدم عليه الرئيس امس من استقبال المرشح واعلان دعمه له وتثبيته في منصبه لا يخفي حقيقة ان الرئيس رسخ ما حذرت منه الاحزاب وهو ان يكون المشيشي وزيرا اولا لارئيسا للحكومة اي ان يكون منسقا في القصبة مهمته ادارة فريق يختاره الرئيس لتطيق تصوره وبرامجه ”
“اعلان ان الرئيس الفعلي في الحكومة المقترحة هو قيس سعيد عبر تثبيت مرشح اعلن المكلف انه استغنى عنه ليس الا حبة الكرز فوق الكعكة فالرجل اعلن بشكل غير مباشر على الرئيس الفعلي للحكومة في اكثر من مناسبة وعبر اكثر من طريقة لكن في الامس تجاوز التلميح الى التصريح والاقرار بان السلطة التنفيذية باتت بيد الرئيس ”
(جريدة الشروق)
“احدث ملف وليد الزيدي المقترح لمنصب وزير الثقافة لخبطة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي …هذا التناقض في مواقف الشخصيتين يكشف عن وجود ازمة بين المكلف بتشكيل الحكومة ورئيس الجمهورية ”
“اعتبر المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي استقبال رئيس الجمهورية مساء امس للمرشح لتولي وزارة الثقافة وليد الزيدي بعد ان قرر المكلف بتشكيل الحكومة هشام المشيشي تغييره صباح ذات اليوم ضربا لهييبة الدولة في العمق ومسا بمصادقية المشيشي ودليلا على وجود تضارب في المسؤوليات “.
“وشدد الحناشي ، ان ما حدث يثبت تدخل رئيس الجمهورية في ترشيح عديد الاسماء كما حصل مع وزير التجهيز ويؤكد نفوذه على رئيس الحكومة وهو ما ضرب صورته ويبرزه بمظهر العاجز عن تسمية وزرائه بنفسه وحتى اذا ما كان استقباله للزيدي من باب اظهار التعاطف فانه تصرف شعبوي لا يتماشى مع منطق تسيير الدولة ”
” التعليم عن بعد في زمن الكورونا “
(جريدة الشروق)
” في الوقت الذي حرم فيه الاف التلاميذ من مواصلة تعلمهم بسبب الجائحة في المدارس العمومية اختارت المدارس الخاصة مواصلة التدريس عن بعد عبر تطبيقات زوم وغيرها كما واصلت عدة قطاعات نشاطها عبر العمل عن بعد فهل ان بلادنا التي انطلقت باكرا في الانخراط في عالم التكنولوجيا والانترنات مقارنة بباقي الدول الافريقية جاهزة لتطوير هذه التجربة مع تواتر نسق انتشار العدوى مجددا في تونس ام انها تشكو من صعوبات ”
” لاتشير الاحصائيات بان تونس انخرطت بشكل كبير في تجربة العمل عن بعد اذ لم تشمل التجربة عدة قطاعات كبرى منها النقل والنسيج
والصناعة وبقيت مقتصرة على قطاعات محدودة ….وشمل العمل عن بعد ووفق دراسة انجزها المعهد الوطني للاحصاء لمتابعة التاثير الاجتماعي والاقتصادي لكورونا فقط من الاجراء .”
“ويرى الخبراء انه على تونس تطوير العمل والتعلم عن بعد للاستفادة من التطور التكنولوجي العالمي بالاضافة الى الاقتصاد في الطاقة واستعمال وسائل النقل وانخفاض مستوى التلوث ….واعتبروا ان تطوير العمل عن بعد اصبح ضرورة ذلك ان العمل والدراسة عن بعد يتطلب جاهزية على مستوى المنظومات المعلوماتية والشبكات الافتراضية المؤمنة لتوفير خدمات على الخط “