أسندت مصالح وزارة النقل رخصة نقل مسافرين بين صفاقس ومرفأ سيدي فرج بقرقنة لمؤسسة خاصة لنقل الأشخاص بواسطة سفن سريعة لصاحبها الناقل البحري محمد الكيلاني الذي أفاد في تصريح لـــ(وات) اليوم السبت أنه لا يزال ينتظر سوى موافقة وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي لاستغلال الملك العمومي البحري والتي كانت طالبته فقط بموافقة الوزارة وقد مكّنها منها وفق تأكيده.
وأكّد هذا الناقل البحري الذي سبق له أن أحدث خطّا بحريا لنقل المسافرين بين صفاقس وكلّ من قابس وجربة قبل أن تتوقف هذه التجربة منذ سنتين أنه يتوقّع أن تكون مؤسسته جاهزة للانطلاق في تنظيم أول سفرة بين صفاقس وقرقنة في غضون أسبوعين على أقصى تقدير، حسب قوله.
وأفاد أنه سيقوم بتركيز رصيفين عائمين لمرور المسافرين من اليابسة إلى ظهر السفينة في كل من المحطة البحرية المهيّأة بجوار الكازينو في صفاقس وفي مرفأ سيدي فرج وكذلك قاعة انتظار للمسافرين ، مضيفا أنه بصدد استكمال عملية صيانة الباخرتين اللتين كان اقتناهما من الصين بكلفة مالية تقدر بأربعة ملايين دينار وبقيتا راسيتين في عرض البحر دون استغلال على امتداد عامين كاملين بسبب ما أسماه بالتعطيلات الإدارية الكارثية التي حالت دون مواصلته تجربة الخط البحري مع قابس وجربة .
واعتبر الكيلاني أن المشروع الجديد سيمكّن من “المساهمة في دفع الأنشطة السياحية بجزيرة قرقنة وتعزيز مجهود الشركة الجديدة للنقل بقرقنة (صونوتراك) وتوفير حلول إضافية للنقل بين الجزيرة وصفاقس خاصة في الظروف الاستثنائية التي تعرفها قرقنة من وقت لآخر وتصبح فيها في عزلة أو عند الحاجة للنقل في الحالات الإنسانية الصعبة”.
يذكر أن أهالي جزيرة قرقنة يعانون منذ سنوات طويلة من مشكل العزلة الذي يتكرّر وتنجر عنه معاناة كبيرة ووضعيات مأسوية في كل مرة تعرف فيها الجزيرة احتجاجات اجتماعية يتم فيها منع حركة البواخر ومنع المواطنين من التنقل من وإلى الجزيرة أو عند حدوث تقلبات جوية تصبح معها حركة الملاحة البحرية مستحيلة.
وأشار الكيلاني وهو ربان من الدرجة الأولى وسبق له أن اشتغل بعدد من الشركات العمومية المختصة في النقل البحري في تونس لمدة ثلاثين سنة إلى أن موافقة السلط العمومية على إحداث هذا الخط البحري الجديد سيمكّن مؤسسته من تثمين وإعادة استغلال الباخرتين السريعتين التين تتوفر بهما كل شروط السلامة والمواصفات التقنية المطلوبة في الملاحة البحرية.
وبخصوص المعطيات الفنية الخاصة بالرحلة بين صفاقس وسيدي فرج، أوضح محمد الكيلاني أن مدّة الرحلة تتراوح بين 25 و45 دقيقة بالنسبة لمينائي الجزيرة ( سيدي فرج وسيدي يوسف) وتقدّر طاقة استيعاب الباخرة بين 57 شخصا وهي معدة خصيصا للأشخاص دون سواهم.
وذكر أن طاقة المؤسسة من حيث عدد السفرات اليومية تقدر بخمس سفرات ذهابا وإيابا وسيقع تحديد عددها حسب الحاجة.