أقر عضو اللجنة العلمية لمجابهة “فيروس” كورونا المستجد الحبيب غديرة، اليوم الخميس، أن تونس قد وصلت، حاليا، إلى مرحلة التزايد السريع للحالات الحاملة للفيروس، إلا انه لا يزال هناك هامش كبير لإمكانية التفاعل مع الحالات المرضية.
ورجّح غديرة في تصريح لـ(وات)، إمكانية الوصول، خلال الأسابيع القادمة، إلى تسجيل حالات مرضية “مستعصية” بأعداد قد تفوق طاقة استيعاب المستشفيات، في حال تسارع نسق ارتفاع حالات العدوى خاصة المحلية منها، معتبرا أن تلك المرحلة تشكل تحديا كبيرا للمنظومة الصحية وللإمكانيات المتاحة.
ولفت إلى أن مرحلة تزايد نسق حالات العدوى، وهي المرحلة الثالثة في سلم ترتيب درجات خطورة تفشي الفيروس، والمسجلة حاليا في صفوف المسنين وحاملي الأمراض المزمنة ، لا تشكل تهديدا للمنظومة الصحية في تونس فقط، بل وبالنسبة للمنظومات الصحية في العالم، أيضا، نظرا لصعوبة إنقاذ الأرواح البشرية بسبب تهرّؤ المنظومة الصحية.
وأعرب، في هذا الإطار، عن أمله في أن يتم تفادي الوصول إلى هذه المرحلة التي تسبق المرحلة الرابعة والأخيرة والأكثر خطورة نظرا لارتفاع عدد الوفيات.
ونبّه عضو اللجنة العلمية إلى حساسية الفترة القادمة مع اقتراب موعد النزلة الوافدة، خلال شهر نوفمبر القادم تحديدا، والتي يرتفع معها عدد حالات العدوى بهذا الفيروس والحالات التي يتم ايواؤها في المستشفيات.
واعتبر أن الحل يكمن في تطبيق إجراءات التوقي المتمثلة، أساسا، في الالتزام بارتداء الكمامات بالفضاءات العامة والمواظبة على غسل اليدين واحترام مسافة الأمان الاجتماعي، وتجنب الاختلاط قدر المستطاع، علاوة على احترام ما تنصّ عليه البروتوكولات الصحية الموضوعة للحد من تفشي الفيروس.
ودعا، في هذا الصدد، المواطنين إلى وجوب القيام بتلقيح النزلة الموسمية تفاديا للإصابة بالفيروس، بما من شأنه أن يقلّل من الضغط على المستشفيات ويمكّنها من حسن الاستعداد عبر تخصيص أماكن لاستقبال مرضى “كوفيد-19”.
وفي ظل الارتفاع غير مسبوق للحالات المرضية بفيروس “كورونا” المستجد وإمكانية حصول عجز بأقسام الانعاش، أكد غديرة أن أقسام الإنعاش قادرة على استيعاب المرضى في المرحلة الحالية، غير مستبعد إمكانية أن تصل الى مرحلة العجز التام مع تراكم الحالات المرضية، حاثا جميع الأطراف المعنية على تحمل مسؤوليتها لمواجهة هذه الجائحة وتدارك الأمر قبل تعمّق الخلل في المنظومة الصحية.
يشار إلى أن تونس قد سجّلت، أول أمس الثلاثاء، أعلى عدد للمصابين بفيروس “كورونا” المستجد، منذ ظهوره في تونس بداية شهر مارس 2020، حيث بلغ عدد الإصابات الجديدة 233 إصابة، منها 225 حالة محلية.
ويتّسم الوضع في المرحلة الراهنة ببروز حلقات عدوى في عديد المناطق على غرار ولايات بن عروس وسوسة والكاف، نتيجة عدم احترام تدابير الوقاية خلال تجمعات عمالية أو حفلات زفاف، وفق ما كشفت عنه، امس، المديرة العامة للأمراض الجديدة والمستجدة نصاف بن علية، خلال مؤتمر صحفي بمقر وزارة الصحة بالعاصمة، حول مستجدات الوضع الوبائي.