عودة على غير العادة، توجس وتخوفات من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، لم يخفها عدد من الأولياء بين حامل للكمامة وومستغن عنها، التقتهم (وات) صباح اليوم الثلاثاء على أبواب بعض المدارس ابتدائية والا عدادية والثانوية بباردو ومنوبة، في أول عودة مدرسية إثر انتشار كوفيد 19 الذي تسبب في انهاء السنة الدراسية الماضية بشكل استثنائي منذ مارس 2020.
رنت أجراس الثامنة إيذانا بانطلاق الحصة الأولى لسنة الدراسية 2020-2021 ، سنة اعتبرها عدد من الأولياء والمربين على حد السواء غير عادية بكل المقاييس، فالأطفال حسب قولهم مجبورون على احترام التباعد الجسدي والالتزام بمقتضيات النظافة وحفظ الصحة غير أنه من بين حشود التلاميذ المتدافعين على أبواب المؤسسات التربوية التي تستقبل اليوم نحو 550 ألف تلميذ من مستويات السنة الاولى ابتدائي والسابعة أساسي والأولى ثانوي، غاب، في أحيان عدة اللالتزام بمقتضيات البروتكول الصحي.
عودة اليوم الى مقاعد الدراسة اصطبغت بكورونا ولم تشمل مختلف المدارس والمعاهد والاعداديات عبر ولايات الجمهورية حيث تم تاجيها في عدد من المناطق بسبب تفشي الوضع الوبائي كخيار للحفاظ على سلامة الاطار التربوي والتلاميذ واسرهم.
وتسارعت خطى ريماس المتأنقة في أول يوم لها في السنة الأولى ابتدائي، حثيثة نحو قسمها بمدرسة حي الأمل بمنوبة الوسطى للظفر بالمقعد الأول، موضحة لموفدة (وات)، أنها كلها شوق لمقاعد الدرس ولأصدقائها وبسؤالها عما إذا كانت ستعانقهم ردت ” بابا قال لي ما يلزمش نبوسو بعضنا ولا نقربو من بعضنا ولا نعطيو حاجة ولاناخذو حاجة غيرنا، على خاطر ننجمو نضروا بعضنا ونعيدو بعضنا بالكورونا، وكي نروحو موش لازم نبوس ماما وعزيزتي “، لتواصل خطواتها.
على الجانب المقابل من باب المدرسة استند الأولياء أباء وأمهات ممن رافقوا فلذات أكبادهم يودعونهم بأعينهم، وهم بين من تسلح بكمامته وغير مبال بأي إجراء من إجراءات البرتكول الصحي خاصة على مستوى احترام مسألة التباعد الجسدي، يودعونهم وكلهم أمل بالحفاظ على سلامتهم وعلى أن ينجوا من جائحة كورونا متمنين أن يحظوا بمدرسين يحبونهم ويبلغون قلوبهم قبل عقولهم حتى يتسنى للطفل مهما كان سنه تقبل المعلومة بكل حب، آملين أن تمر السنة الدراسية دون مشاكل خاصة صحية قد تعكر مسار العام الدراسي على غرار ما حصل في السنة الدراسية الماضية.
وبين هؤلاء الأولياء المتراصين وبعض تلاميذ السنوات الأولى المتلكئين في الدخول الذين أبوا توديع أولياهم حتى أن البعض أجهش بالبكاء متمسكا بأمه، يشق أصحاب البزة البيضاء كل تلك الضوضاء لتجديد الموعد مع قصة عشق بنوها على مدى سنين العمر مع السبورة والكتاب والقلم والأطفال الصغار، وانشغل.
وتقول المدرسة ليلى شوشان من المدرسة الابتدائية العمارية حي الزهور أن عشقها لهذه المهنة، جعلها تحاول التأقلم مع جائحة الكرورونا وتأخذ مختلف المحاذير الممكنة لمنع انتشار العدوى والمحافظة على هذه الأمانة التي بين يديها، مؤكدة أنه على الرغم من أن مهنة التدريس تعد من المهن الشاقة على حد تعبيرها إلا أن أسعد لحظات حياتها تقضيها بين أبنائها التلاميذ تتقاسم معهم لذة النجاح والتميز في مختلف المدارس التي جابتها ريفا ومدينة شمالا وجنوبا.
وتضيف زميلتها، ليلى الغولة، من المدرسة الابتدائية نهج البرتقال بباردو أن مهنة التدريس تستوجب الكثير من الحب والعطاء وينضاف لها هذا العام الحذر والدقة في تطبيق البرتكول الصحي معبرة عن بعض الاشكاليات التي قد يطرحها نظام تدريس بالأوفاج على مستوى انهاء المنهج الدراسي خاصة أن برنامج الثلاثية الثالثة لم يتم انهاؤه مؤكدة أنها استعدت بدورها إلى العودة المدرسية من خلال إعداد مذكرات التدريس وبرنامج العمل والدعم والتقاييم وكذلك من خلال مواكبة المستجدات في مختلف المجالات العلمية.
ولم يخف عدد من أعوان النظافة بأغلب المؤسسات التي زارتها موفدة ( وات ) تخوفاتهم جراء عدم توفر مستلزمات النظافة التي تساعد على تطبيق البرتكحول الصحي من مواد تنظيف بالاضافة إلى وجود صعوبات في اجبار التلاميذ على تطبيق التباعد الجسدي.
الاستعداد للعودة المدرسية لا يقتصر على التلميذ والأسرة والمعلم فقد وإنما يشمل كذلك الإدارة والمؤسسة التربوية بشكل عام، حسب ما افاد به مدير المدرسة الإعدادية خزندار الدندان بمنوبة، منير العبيدي، الذي بين أن الاستعداد للعودة انطلق مبكرا من خلال إعداد جداول الأوقات للتلاميذ والمدرسين على حد السواء وكذلك تنظيم العمل واستقبال التلاميذ الجدد وحل الاشكاليات العالقة لطالبي النقلة القاصدين هذه المؤسسة التربوية التي تحظى بسمعة جيدة حسب قوله حيث ورد عليها نحو 100 مطلب التحاق بها مقدرا أنه لا يمكن الاستجابة لها.
ويجدد خلال السنة الدراسية الحالية، أكثر من مليونين و215 الف تلميذ، العهد مع مقاعد الدراسة بشكل تدريجي بعد انقطاع دام لستة اشهر، وفي وقت تشهد فيه البلاد ظرفا صحيا استثنائيا بسبب تفشي العدوى بفيروس كورونا المستجد
وقد اقرت الوزارة جملة من الاجراءات الصحية للتوقي من هذا الفيروس من بينها اعتماد نظام الأفواج حتى لا يتجاوز عدد التلاميذ الحاضرين بقاعة الدرس الواحدة 18 تلميذا بعد ان كان معدل عددهم يصل الى 38 تلميذا وتوفير مستلزمات الوقاية من أجل حماية صحة التلاميذ والاطار التربوي. وسيتم قسمة الفصل إلى فوجين واعتماد نظام الدراسة يوما بيوم عبر التناوب بين الأفواج، على ان يتم التقليص من أيام العطل المدرسية بثلاثة أيام من عطلتي نصف الثلاثي الأول ونصف الثلاثي الثاني وبأربعة أيام من عطلتي الشتاء والربيع، لتنتهي السنة الدراسية يوم 30 جوان 2021. وستخصص فترة تتراوح بين 4 و6 أسابيع للتدارك بالنسبة لجميع المستويات الدراسية باستثناء السنة الأولى ابتدائي التي سيقع الدخول مباشرة في البرامج المخصصة لها.