دعا المشاركون في ملتقى، انتظم اليوم الأربعاء بمدينة العلوم بالعاصمة، بمناسبة إحياء “اليوم العالمي للزهايمر”، الموافق لـ21 سبتمبر من كل سنة، لإدراج مرض “الزهايمر” في سلم الامراض طويلة الامد، وتمتيع المرضى به بالحق في استرجاع مصاريف العلاج على غرار بقية الأمراض المزمنة الأخرى.
وشدّد المشاركون على وجوب ايلاء مرضى الزهايمر العناية التي يستحقونها، من الناحية النفسية والاجتماعية والمادية على وجه الخصوص، نظرا لارتفاع تكلفة علاجه الذي تتكبد العائلة وحدها مصاريفه، معتبرين ان مرضى الزهايمر لم يأخذوا حظهم بعد في المنظومة الصحية، رغم ارتفاع عدد المصابين به في تونس خلال السنوات الاخيرة.
واكد طبيب الاعصاب فيصل الهنتاتي، خلال هذا اللقاء، على خصوصية التعامل مع مرضى الزهايمر، لفقدان المريض لذاكرته وعدم القدرة على النطق وصعوبة التفاعل الذهني، والتحول التدريجي على مستوى السلوك، الذي قد يصل في بعض الأحيان الى درجة القيام بأفعال غير لائقة لا شعوريا.
واعتبر أن العناية بشكل مكثف بالمريض من قبل العائلة وحسن الإحاطة به، هو الحل الوحيد بالنسبة لهذا النوع من الامراض المستعصية والدقيقة، مع ملازمة الحذر بشكل دائم واتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المريض من أي ردة فعل قد تضعه تحت طائلة القانون، داعيا عائلات المرضى الى المداومة على تلقينهم حول كل ما يحيط بهم مع التزام السلاسة في التعامل معهم.
من جانبها، أقرت رئيسة “جمعية الزهايمر بتونس” ليلى علوان، بان انتشار وباء “كوفيد-19” قد عمق صعوبة التعامل مع مرضى الزهايمر من قبل عائلاتهم، مقابل تعنت المرضى الراغبين دوما في مغادرة المنزل والتنقل بشكل دائم، وصعوبة اقناعهم بخطورة الوضع الوبائي مع تفشي الفيروس، اضافة الى الخوف من اصابتهم بنوبات فزع في حالة تفسير مدى خطورة المرض الذي من الممكن أن يتسبّب في الوفاة.
ودعت علوان عائلات المرضى، الى الحرص على عدم ترك المريض بمفرده في المنزل وملازمته عند الخروج، وتبسيط المعلومات المتعلقة بالحماية الصحية من وضع الكمامة وتعقيم اليدين بشكل دائم والالتزام بمسافة الامان الاجتماعي، مقترحة ان تخصص الادارات العمومية اماكن لمرضى الزهايمر طيلة فترة انتشار الفيروس وحتى بعده، في اطار مزيد الاحاطة بهذه الفئة التي تحتاج الى المرونة في التعامل نظرا لخصوصية هذا المرض.
كما اقترحت المتحدثة، صنع اقنعة تبين ملامح مرضى الزهايمر لسهولة التعرف عليهم خاصة في حال ضياعهم بالشارع، ومزيد تقنين اوقات الاكل ونوعية الاكلات المقدمة للمريض، التي يجب أن تتضمن المواد الأساسية، منبهة إلى تدهور حالة هؤلاء المرضى بسرعة اكثر من العادية منذ بداية انتشار الوباء في تونس، في مارس 2020، نظرا لعدم توفّر العناية اللازمة بهم.