تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني، أبرزها ضرورة التركيز على مجابهة فيروس كورونا وترك كل الخلافات جانبا والتساؤل حول مدى امكانية تطبيق قرارات رئيس الحكومة في ظل استهتار واضح من المواطنين الى جانب التطرق الى صورة المؤسسة التشريعية بعد مرور سنة كاملة على انتخاب نواب الشعب وتسليط الضوء على نتائج انتخابات رئيس كتلة حركة النهضة وأبعادها والرجوع على القرار الحكومي القاضي بمنع التظاهرات الثقافية.
في ضرورة مجابهة الجائحة
جريدة (الصحافة)
“ان حربنا ضد الكورونا لا يجب أن يكون لها الا شعار واحد احتواء العدو ومن ثمة الانتصار عليه، أما بقية الشعارات فتصلح زمن الرخاء، زمن الوفرة، زمن العز، لا تصلح الان والخلافات يمكن تأجيلها والخصومات يمكن حسمها بالمصالحات والتوافقات، والسياسيون يجب أن يصمتوا قليلا ويتركوا الجميع يعمل كل في مجاله حتى نحقق على الاقل القدر الادنى من مقومات الوقوف في وجه الجائحة وحصرها والتخفيف قدر الامكان من هولها، ثم نأتي للمحاسبة ولفظ بقية الخلافات التي لا تنتهي ولن تنتهي”.
“نحن في حالة حرب ولا يجب أن نكون خصما سهلا ولا طرفا سلبيا يتلقى الضربات دون أن يرد الفعل، بل علينا الاحتماء للتمكن من الاحتواء أولا ولتحقيق النصر ثانيا وكان بامكان رئيس الحكومة أن يعطينا خطابا يزرع فينا مقومات الصمود أكثر بكثير من كلمته التي قالها آخر الليل وعلى عجل”.
“من يضمن تطبيق قرارات الحكومة؟”
جريدة (الشروق)
“أمام مظاهر الانفلات العارمة يبقى من الضروري أن تعيد الدولة الامور الى مسارها الطبيعي بالحرص على تطبيق الاجراءات المعلن عنها بقوة القانون اذ أن التعويل على وعي المواطن أصبح غير كاف في ظل احساس جزء من الرأي العام بضعف مظاهر السلطة وارتباكها وتراجعها عن بعض القرارات تحت ضغط لوبيات معينة علاوة على شعور التونسيين باستقالة الاحزاب وتوابعها من النواب عن دورهم الحقيقي في معاضدة جهود الحكومة في هذه المرحلة الصحية الحرجة وانصراف الرئاسات الثلاث الى ادارة معاركها وهو ما يعزز القطيعة بين المواطن والدولة”.
سنة على انتخاب نواب الشعب … هل تحسنت صورة المؤسسة التشريعية؟
جريدة (الصحافة)
“سنة اذن مرت على انتخابهم ويطرح السؤال اليوم عن خراجهم ويبدو أن الاسوأ مما تقدم هو استحالة التعويل على صحوة نواب الشعب أو المراهنة على جنوحهم الى مراجعات ولو طفيفة لسلوكهم وأدائهم فقد دشنوا الدورة البرلمانية الجديدة قبل أيام فقط على وقع نفس المنهج ونفس الاخطاء ونفس الاعتمادات على الشرعية وحتى على الذوق العام”.
“دون الدخول في التفاصيل فقد فشل نواب الشعب في تحقيق تعهداتهم للسنة الاولى بل للاشهر الاولى فجميعهم أكد على هامش القسم على ضرورة استكمال المؤسسات الدستورية وتمرير القوانين العالقة ذات الاولوية في مطلع 2020 على أقصى تقدير…”.
“جناح الشيخ ينتصر في أولى المعارك”
صحيفة (المغرب)
“قد تكون نتائج انتخابات رئيس كتلة النهضة أمرا غير مثير للانتباه، متنافسون من ذات الكتلة كل منهم يمثل شقا أو تيارا انتصر أحدها على الاخر دون أن يعني ذلك أي تغيير في موازين القوى داخل الكتلة أو الحركة فالنهضة وطوال سنواتها في البرلمان كانت تعيش على وقع خلافات داخلية في الحركة وفي البرلمان ورغم ما بلغته تلك الخلافات من حدة الا أنها كانت تنتهي بمحاولة منع الانفجار”.
“لكن حقيقة الامر تختلف هذه السنة، فحركة النهضة التي خاضت ندوة كتلتها السنوية في نهاية الاسبوع الماضي هي اليوم في أشد محنها التنظيمية بعد صعود الصراع المكتوم منذ 2011 الى الواجهة منذ أشهر وتكرر المنحى الذي اتخذه الصراع ليصل الى رسالة ال100 وما تبعها من تطورات شملت ردا منسوبا لراشد الغنوشي على الرسالة وتصعيد في الخطاب ضد القادة ال100 والتلويح بالذهاب الى الاستفتاء لحسم الصراع”.
“ان النتائج المعلن عنها وان أبرزت تفوق شق الشيخ في الكتلة الا أنها تكشف أيضا عن أن التيار المعارض للتمديد يحظى بمقبولية صلب الحركة وخاصة في صفوف قادتها التاريخيين الذين يبدو أنهم سيتعاطون مع الامر على أنه اختبار أول لباقي مراحل الصدام مع جناح الشيخ”.
عندما تضحي الدولة بالثقافة …
جريدة (الصباح)
“نحن من المفروض ازاء حكومة اصلاحات ومهمتها اصلاح ما خربته الحكومات السابقة واعادة الامور الى السكة. ولسنا بحاجة الى التأكيد على أن الثقافة هي من المجالات الاكثر تضررا بسبب السياسات الخاطئة التي زادت في حجم التصحر الثقافي وفي عزوف الناس عن الثقافة وزادت بطبيعة الحال في غربة الفنان والمثقف وعزلته في بلده فاذا بها، أي حكومة المشيشي، لا تتجاهل آلام أهل الثقافة ومشاكلهم فحسب بل تزيد الوضع تعقيدا بقرارات جديدة تعسفية”.
“فلو كانت الدولة تسعى فعلا الى التصدي للوباء لكانت أغلقت المقاهي والحانات والملاهي والمطاعم والمحلات التجارية الكبرى التي تعج بالمواطنين دون أن يكون جميعهم ملتزمون بالتباعد أو وضع الكمامات في حين أن منظمي التظاهرات الثقافية أثبتوا أغلبهم أنهم يطبقون البروتوكولات الصحية بحزم شديد”.
“ولو كانت الدولة تريد فعلا تجنب التجمعات البشرية لكانت أوقفت عمل المصانع التي يتكدس فيها العمال بالمئات في مساحات صغيرة ولكانت وجدت حلا جذريا لمشاكل النقل العمومي ولكانت حالت دون تنظيم الاحتفالات الرياضية وغيرها ولكانت راقبت الفضاءات العمومية التي تكتظ بالناس والتي لا يقع فيها الالتزام بأبسط شروط الوقاية. غير أن الحل السهل على ما يبدو الذي تعتمده جل الحكومات هو التضحية بالثقافة وبالمثقفين ما داموا أقل الناس مطلبية وأكثرهم صبرا على وضعهم البرئ”.