حذّر كاتب عام الجامعة العامة للتعليم الثانوي لسعد اليعقوبي من إمكانية أن يهجر التلاميذ والأساتذة المؤسسات التربوية بدعوى أنها غير آمنة في ظل وجود نقص في معدات الوقاية فيما أكد مسؤول بوزارة التربية بأنها تحشد كل الإمكانيات والمساعدات لاستمرار التدريس وحماية الأسرة التربوية من خطر فيروس كورونا
وأكد اليعقوبي لوكالة تونس إفريقيا للأنباء ردا على تعليق الدروس صباح اليوم الجمعة بساعة واحدة كاحتجاج على نقص مستلزمات الوقاية بأن هناك حالة ذعر وغضب في صفوف المدرسين والتلاميذ بسبب عدم إيفاء وزارة التربية بالتزاماتها في توفير معدات الوقاية لتأمينهم من عدوى هذا الفيروس
وقال “نتيجة غياب شراكة حقيقية مع وزارة التربية نفذنا هذا الاحتجاج الرمزي لنلفت انتباه الرأي العام بأن ما تسوقه وزارة التربية حول الإمكانيات التي أعلنت عنها للتوقي من خطر الإصابة بفيروس كورونا هي مجرد أرقام خالية من كل محتوى وأنها مجرد ذر رماد على الأعين وأن الحقيقة مخالفة لتصريحاتها”
وكانت وزارة التربية أعلنت أمس الخميس في بيان لها بأنها سخرت كل إمكانياتها لإنجاح العودة المدرسية، مشيرة إلى توفير 238 ألف كمامة لفائدة أكثر من 65 ألف تلميذ وتوفير 3320 لتر من السائل المعقم وتوفير 10.600 أجهزة قيس الحرارة، ورصد ما جملته 6.4 مليون دينار كاعتمادات للمؤسسات التربوية
وردا على ذلك يقول اليعقوبي إن ما تم توفيره من كمامات لا يلبي إلا حاجة 3 بالمائة من التلاميذ ابناء العائلات الفقيرة بينما تشير إحصائيات وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وجود مئات الآلاف من تلك العائلات معتبرا أنه كان من المفروض أن توفر وزارة التربية على الأقل 500 ألف كمامة لأولئك التلاميذ
وانتقد اليعقوبي ما اعتبره نقصا كبيرا في توفير السائل المعقم الذي لا يلبي الاحتياجات الدنيا، مشيرا في السياق ذاته إلى أن الاعتمادات التي وفرتها لفائدة المؤسسات التربوية (1.4 مليون دينار دفعة أولى، ثم 5 مليون دينار دفعة ثانية) لا تكفي لشراء مستلزمات الوقاية في مدارس تضم المئات من التلاميذ
وأكد بأن هناك حالة من النفور من المؤسسات التربوية في ظل ما تشهده من نقص حاد في معدات الوقاية بينما يواصل الفيروس انتشاره مدخلا البلاد في إجراءات استثنائية على غرار فرض حظر الجولان، قائلا “إذا واصلت وزارة التربية تخبطها دو ن حماية المدارس سيمتنع التلاميذ والأساتذة عن الذهاب إليها”
وقال اليعقوبي إن عددا من المؤسسات التربوية في كامل البلاد سجلت نسبا أعلى من النسب المنصوص عليها في البروتكول الصحي المتعلق بغلق المدارس في حال تم تسجيل 3 إصابات بثلاثة أقسام، مؤكدا بأن عدد الإصابات في صفوف المدرسين تجاوزت حاليا الألف الإصابة بفيروس كورونا المستجد
في المقابل أكد المكلف بالإعلام بوزارة التربية محمد الحاج طيب لوكالة تونس إفريقيا للأنباء أن الوزارة تعمل على تعبئة كل الموارد والإمكانيات قصد مجابهة ضمان استمرارية التدريس في مناخ آمن، مشيرا إلى أنها دعت في عديد المناسبات منظمات المجتمع المدني والشركاء الاجتماعيين لدعم جهودها في هذا الإطار
واقر محمد الحاج طيب بمحدودية الإمكانيات المسخرة حاليا في سياق التوقي من انتشار فيروس كورونا داخل المؤسسات التربوية رغم ما بذلته من مجهودات بتوفير اعتمادات مالية وتوفير جزء من معدات الوقاية وبعض المساعدات العينية، مرجعا ضعف الإمكانيات إلى الأزمة المالية التي تمر بها الدولة
وعبر عن تفهمه للمخاوف المنتشرة في صفوف الأولياء والتلاميذ والأساتذة بسبب خطورة فيروس كورونا الذي أودى بحياة المئات منذ بداية انتشاره، لكنه شدد على أن الوزارة حريصة ومواصلة عزمها على إنجاح الموسم الدراسي وتوفير كل الاعتمادات اللازمة التي تتماشى مع تطورات الوضع الوبائي في البلاد
من جهة أخرى نفى هذا المسؤول غلق أي مؤسسة تربوية في البلاد بسبب تسجيل إصابات بفيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أنه لم يتم تسجيل حاليا سوى 707 اصابة في صفوف الاسرة التربوية موزعة على 300 مؤسسة تربوية في كامل البلاد وأكد حرص وزارة التربية على تنفيذ البروتوكول الصحي