تصدر خبر مقتل المواطن، عبد الرزاق الخشناوي، تحت أنقاض كشك تم هدمه في سبيطلة اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حيث حاولت مختلف المقالات تحديد المسؤولية الفعلية وراء هذا الحادث الاليم والوقوف على ظاهرة توالي الاحداث المؤلمة على تونس وذلك الى جانب تسليط الضوء على حالة الارتباك التي دخل فيها البرلمان نتيجة ارتفاع عدد الاصابات بكورونا في صفوف النواب والتساؤل حول السبب الذي يجعل عددا من الوزراء يكشفون عن تجاوزات خطيرة، حصلت خلال فترة توليهم المسؤولية، بعد خروجهم من الحكومة.
“مقتل مواطن اثر هدم كشك مخالف في سبيطلة … من المسؤول؟”
جريدة (المغرب)
“المسؤولية الفعلية لمقتل عبد الرزاق الخشناوي، ومن قبله مقتل الطفلة أمل وباقي ضحايا ‘الاستهتار’ وغياب الكفاءة لمسيري المرفق العام، هي مسؤولية مشتركة لكل الفاعلين وان بالصمت المتواطئ وتجنب الافصاح عن أن البلاد تمشي الهوينا الى الهاوية وتجرنا معها الى هلاكنا اما غرقا أو حرقا أو تحت أنقاض البنايات ان لم نقتل غما وحسرة على ما نعيشه في ظل ثقافة سادت وهي تشجع على كل ما هو هو سئ وردئ وفاسد”.
“مسؤولية تتحملها الطفلة السياسية التونسية بدرجات متفاوتة لاغفالها القضايا الحقيقية للبلاد والغوص في المشاحنات والتجاذبات السياسية وترسيخ ثقافة الغنيمة في البلاد والتي باتت عامة وتبناها المواطن الذي بات يسابق السياسيين على انتزاع نصيبه من الكعكة”.
“مسؤولية تتحملها أجهزة الدولة التي عجزت بعد 10 سنوات على أن تتغير على أن تتبنى عقيدة جديدة عنوانها الانسان لا خدمة السلطة والحاكم وتشييئ البقية واعتبارهم خسائر ثانوية/هامشية في حرب الطواحين بين الطامعين في الحكم والجاه والمال والشهرة”.
“مسؤولية يتحملها الفاعلون في المشهد العام، أحزابا ومنظمات وجمعيات ونخبا لم تنجح في أن تقود النقاش ليقود لاحياء مشروع جامع وينظم قواعد عيش مشترك وصياغة عقد اجتماعي جديد واحياء قيم العمل وثقافته وترسيخ مفهوم الشرف في أداء الخدمة العامة”.
“المسؤولية نتحملها جميعا وسنتحملها جميعا، اذا ظلت الاوضاع تدار كما هي عليه بالمغالبة والعنتريات وتجنب الخوض في القضايا الفعلية التي تجيب عن تونس التي نأمل ونحلم بأن نحيا فيها عن تونس الجديدة التي تأخر مخاضها عشر سنوات كانت عجافا قاسية”.
صحيفة (الشروق)
“لماذا وصلنا الى هذا الحد من التسيب ومن الاستهتار ومن العبث؟ ان ما جد ليس وليد صدفة وليس وليد تصرف شخصي معزول، بل نتاج عقلية كاملة وثقافة سلبية ظلت تترسخ على مدى عشر سنوات. ثقافة تصب في خانة وأد الضمير المهني ودوس القانون تحت الاحذية وتمريغ كل القيم في وحل الانفلات والفوضى … واذا كنا زرعنا هذه الطفيليات ورعيناه على مدى عشر سنوات فهل يمكن أن ننتظر حصادا مغايرا للخراب والدمار والموت في بالوعة أو داخل كشك؟”.
“ان توالي هذه الاحداث المؤلمة هو عبارة عن نواقيس خطر تدق لتنبهنا الى اقتراب ساعة الانهيار الكبير الذي لن يبقي ولن يذر … ولم يعد أمامنا من خيار .. اما التحرك لوقف نزيف هوان الدولة وذهاب هيبتها واما انتظار المزيد من الكوارث التي لن تنتهي الا بوقوع الطامة الكبرى”.
جريدة (الصحافة)
“رئيس الحكومة سارع باقالة والي القصرين وعدد من المسؤولين الامنيين لكن من يتحمل المسؤولية الجنائية المباشرة. فالاقالة وحدها لا تكفي ولا تعوض دم الرجل المهدور تحت أنقاض محله”.
“هذه حوادث موت تجري في تونس وضمن يومياتها السوداء فلا أحد يستقيل أو يعتذر وكلنا نذكر كيف ابتلع الطريق البنت ‘فرح’ خلال الايام الفائتة حيث أكلها فم مفتوح نسميه ‘البالوعة’ وقد مضت البنت الى حتفها ولا أحد اعتذر أيضا ولا أحد استقال بل ‘توزع موتها’ بين ادارات جهوية اختلفت في تحميل المسؤوليات”.
“هذه تونس للاسف وبينها وبين أبنائها فجوة عميقة شيدها سياسيوها وحكامها ممن دفعت بهم الصدفة على رأسها بحيث لا رجعة ولا أسف على مغادرتها. هذه تونس وهي بين وباءين وباء الكورونا العابر ووباء أبنائها المقيمين على جسدها المريض وقد تفرقوا الى قبائل كل ينادي من أجل نفسه … وقد اختلطوا واشتبكوا بحيث لم يعد الفرز ممكنا”.
“البرلمان يدخل حالة من الارتباك”
صحيفة (المغرب)
“يبدو أن البرلمان دخل في حالة من الارتباك تسببت فيها ارتفاع عدوى كوفيد 19 في صفوف نواب من مختلف الكتل والخلافات مع حصول ارتباك بين مكونات البرلمان بخصوص تنقيح المرسوم 116 وامكانية عرضه على الجلسة العامة عن بعد. هذه الحالة أدت الى عدم تمكنه من تجديد هياكله من مكتبه ورئاسة اللجان التشريعية وعضويتها رغم تحديده يوم أمس أجلا أقصى لتلقي ممثلي الكتل”.
“بعد مرور حوالي نصف شهر على العودة البرلمانية كان من المفترض أن يكون مجلس نواب الشعب قد صادق على بعض مشاريع القوانين كالمتعلق بتنقيح المحكمة الدستورية بالاضافة الى تجديد كل هياكله من مكتب المجلس واللجان التشريعية القارة والخاصة لكن تزايد انتشار عدوى فيروس كوفيد 19 في صفوف النواب من مختلف الكتل البرلمانية التي تشق بعضها خلافات جعلت العودة البرلمانية الفعلية مرتبكة نوعيا في ظل الخلافات بين الكتل البرلمانية بخصوص بعض مشاريع القوانين”.
جريدة (الصباح)
“أربكت كورونا أشغال البرلمان بصفة ملحوظة خلال الايام الماضية وتسببت في اثارة الهلع في النفوس. ونظرا لتزايد عدد الاصابات في صفوف أعضائه وأعوانه ورواده فقد طالب العديد من النواب بتحقيق معادلة بين ضمان استمرارية عمل المجلس من ناحية وتوفير كل أسباب الوقاية من انتشار العدوى بهذا الفيروس من ناحية أخرى. وفي هذا السياق يتنزل احداث خلية الازمة صلب البرلمان وهي في حالة انعقاد دائم. وقررت الخلية التي تتركب من أعضاء مكتب المجلس ورؤساء الكتل البرلمانية ورئيس لجنة الصحة خلال اجتماعها المنعقد مساء أول أمس تفعيل جملة من الاجراءات الاستثنائية التي تساعد على استمرارية العمل صلب المؤسسة التشريعية وأهمها تنظيم جلسات اللجان والجلسات العامة عن بعد واعتماد آلية التصويت عن بعد”.
لماذا لا ينطق الوزراء الا عند المغادرة؟
صحيفة (الشروق)
“لم يكن محمد عبو، أول وزير سابق يتكلم بعد مغادرة المسؤولية ويكشف أسرارا وحقائق مثيرة حصلت له خلال فترة توليه المسؤولية … لكن لماذا تكلم الان؟”.
“يذهب متابعون حد توجيه تهمة التواطؤ لكل مسؤول سابق يصرح بعد مغادرة المسؤولية بارتكاب أطراف اخرى تجاوزات خلال فترة توليه هو المسؤولية لانه قد يكون تسبب بصمته هذا في تسهيل ارتكاب تجاوزات أخرى وفي مساعدة البعض على الافلات من العقاب. ويتساءل أصحاب هذا الرأي لماذا لم يتكلم هذا المسؤول في الابان؟ ولماذا لم يفضح الممارسات المخلة عندما كان يتقلد المسؤولية ثم يستقيل ان لزم الامر؟”.