تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الجمعة، حول عدة مواضيع تهم الشأن الوطني، على غرار تسليط الضوء على الاجراءات التي أعلنتها الحكومة للتوقي من خطر كورونا والتساؤل حول أبعاد اصدار البيانات “تحت جنح الظلام” الى جانب التطرق الى العملية الارهابية التي جدت أمس بفرنسا والوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تونس وسط انعدام الحلول.
“اجراءات هامة … لكن غير كافية”
جريدة (الشروق”
“لا تكفي الإجراءات التي أعلنتها الحكومة للتوقي نهائيا من خطر كورونا بل يجب أن ترافقها إرادة حقيقية من الدولة لتوفير كل ظروف التوقي من العدوى ولإيقاف معاناة المصابين. فاليوم توجد قناعة لدى أغلب المواطنين بأن الوضع العام على غاية من الخطورة ليس فقط بسبب التفشي السريع للفيروس الخبيث بل بسبب الهواجس والمخاوف من عدم قدرة الدولة على تلبية حاجيات المصابين في الحصول على سرير في مستشفى لتلقي العلاج أو الاسعاف بالأوكسيجين وأيضا بسبب عدم توفر ظروف معيشية ملائمة تحد من خطر العدوى أبرزها تعميم قضاء مختلف الشؤون عن بعد”.
“كل الاجراءات التي اتخذتها الحكومة ستسقط في الماء بمجرد أن يجد المواطن نفسه وسط حافلة مكتظة وهو يتجه إلى مقر عمله أو واقفا في طوابير مراكز البريد والإدارات العمومية والبنوك لقضاء شؤونه. فمنذ الموجة الاولى لأزمة كورونا، أطنب المسؤولون في الترويج لـ”الخدمات عن بعد” ليتضح في ما بعد أن ذلك كان مجرد “بيع أوهام” ولم يتحقق منه أي شيء على أرض الواقع. وهو ما يتطلب اليوم التسريع باستكمال المنظومة القانونية للمعاملات عن بعد للحد من التنقل الى الإدارات، وتحسين خدمات الانترنات والتقليص من تكاليفها لتسهيل العمل عن بعد من المنزل وبالتالي تفادي التنقل والاكتظاظ في وسائل النقل”.
اجتماعات وبيانات تحت جنح الظلام … أي معنى؟”
جريدة (الصحافة)
“لن نتحدث عن محتوى قرارات مجلس الوزراء فذاك متروك لقراءات أخرى رغم الاجماع الى حد الان على ان لا شئ فيها جديد ولا شئ يوحي بجدية في الضغط من أجل الحد من انتشار الجائحة بل كل ما في الامر أن هناك تمطيطا لبعض الاجراءات السابقة وتلفيقا بين بعضها وبين بعض المنقول من اجراءات ماكرون في فرنسا، لكن سنتحدث فقط
عن الطرق التي تشتغل بها السلطة عموما في تونس وليست الحكومة وحدها”.
“فهذه الطرق لا يمكن أن تصدر عن رجال سياسة متمرسين يعرفون بالضبط الوقت الذي يكون مناسبا لمخاطبة الناس ويعرفون متى ينتشر الخبر في وسائل الاعلام أسرع ومتى يكون أكثر توزعا ويصل الى أغلب الناس في البلاد والعالم ولا يتقنون طريقة المخاطبة بل يعتمدون فقط على منطق واحد يقال له باللغة الدارجة عندنا منطق “دز تخطف” وهو منطق لا يمكن أن يخدم الناس ولا ينفع البلاد في الازمنة الحرجة وفي حالات الطوارئ والكوارث والحروب وانتشار الاوبئة”.
صحيفة (الصباح)
“اذا ما تعلق الامر بالسياسة الاتصالية للمسؤولين على رأس الدولة ففي مثل هذا الوضع الحرج والدقيق والخطير والكارثي على جميع المستويات تكتفي رئاسة الحكومة ببلاغ يتيم مشوه لغويا ينشر في ساعة متأخرة من الليل دون أي خطاب طمأنة للشعب التونسي وخاصة منها الفئات المتضررة من جائحة كورونا”.
مثل هذه السياسات الاتصالية لا يمكن أن تعني الا مسألة واحدة وهي درجة العجز والتخبط التي وصلت اليها الحكومة الحالية وتعكس أيضا ما يجري داخل الكواليس، اما من ضغط من قطاعات حساسة أو للعجز الواضح لمدى قدرة الحكومة بكامل فريقها وبالامكانيات المتاحة اليها على تحمل المسؤولية وتقديم اجراءات اجتماعية ومالية للفئات التي تضررت والمتوقع تضررها بسبب الجائحة”.
“والتدرج في اتخاذ الاجراءات والتصعيد في وتيرتها وعدم الاقدام على فرض الحجر الصحي الشامل خير دليل على ذلك. أما درجة التخبط فقد عكستها التصريحات المتناقضة من المسؤولين ومن المشرفين على عدة قطاعات. وبالتالي لا خطاب طمأنة من رئيس الجمهورية، قيس سعيد، ولا من رئيس الحكومة، هشام المشيشي، لتوضيح كيف ستتدخل الدولة لحماية للفئات المتضررة من جائحة كورونا وكيف ستحمي التونسيين صحيا على عدة قطاعات”.
“الارهاب يضرب الانسانية مجددا في فرنسا”
صحيفة (المغرب)
“لا شك أننا مدعوون في الشمال والجنوب الى نقاش جدي وهادئ حول علاقة الدين والتدين بالفضاء العام وعلاقة كل أشكال التدين بقيم الجمهورية وحقوق الانسان، ومن أهمها حرية التفكير والمعتقد، وأن نعمل على دعم عناصر العيش المشترك ومحاربة كل تعصب وتطرف يشيطن الاخر ويستعديه”.
“لدينا جميعا عمل كبير من التفسير ينبغي أن نقوم به في كل الاوساط وخاصة لدى الشباب لنشر قيم الاحترام المتبادل وقبول الاخر وعقلنة الحماسة الدينية وعدم اللعب على العواطف الملتهبة”.
“اليوم يضرب الارهاب السلفي الجهادي المعولم الانسانية في فرنسا وغدا سيضربها في مكان اخر من العالم والمسؤولية الملقاة علينا جميعا أن نحارب هذا الارهاب وكل الطرق المؤدية اليه وأن نتضامن بكل قوة مع ضحاياه وأن نرشد كل ردات الفعل وأن نحبط كل مخططات الصدام والاستفزاز حتى لا نترك لهذا الكابوس الدموي أي موطئ قدم لا في الاعيان ولا في الاذهان”.
أزمة اقتصادية غير مسبوقة
جريدة (الصباح)
“بالنظر الى الوضع الاقتصادي الراهن الاقتصادي الراهن والتحديات التي تواجه الحكومة وتقريبا انعدام الحلول يمكن القول أن ما أوصلنا الى هذا الوضع الاقتصادي الصعب وبعيدا عن جائحة كورونا التي زادت الامر تعقيدا، هو لا مبالاة الدولة وحكوماتها ومسؤوليها بحالات الانفلات واللاقانون التي عشناها في السنوات الاخيرة وهي نتيجة للتوقف المتعمد لانتاج الفسفاط في الحوض المنجمي وتوقف ضخ النفط بعد أن تحولت “الفانة” الى يد مجموعة مارقة عن الدولة وكذلك نتيجة الفساد الذي نخر دواليب الدولة واغماض العين عن التهريب والسوق السوداء وغير ذلك من مظاهر الفساد والفوضى التي نرى نتائجها اليوم على الاقتصاد وما نخشاه هو أن نرى نتائجه الاخطر على المجتمع والامن”.