بمناسبة اليوم العالمي لمرض السكريالذي يلتئم يوم 14 نوفمبر من كل سنة تُطلق الجمعية التونسية لأمراض الغدد والسكري وودادية أطباء الغدد والسكري بصفاقس (عضو الفدرالية الدولية لمرض السكر ي ) بالتعاون مع مخابر “نوفرتيس “حملة للتحسيس بخطورة مرض السكري وأسبابه و كيفية الوقاية منه وأساليب علاجه .
ونظرا إلى الظروف التي فرضها الوضع الصحي العام بسبب فيروس كورونا سيتم تنظيم هذه الحملة عبر الأنترنات للتحسيس بأخطار هذا المرض وللتعريف أكثر فأكثر بأسباب الإصابة به .
وتهدف الحملة أيضا إلى التعريف بمرض السكري وكيفية التكفّل بعلاجه والتعامل معه وخاصة وسائل التوقّي من الإصابة به . ويشهد العالم إصابة حوالي 400 مليون شخص بمرض السكري وهو بذلك يعتبر جائحة حقيقية وتحدّيا رئيسيّا يهدد الصحّة في العالم .
وفي العالم نجد أن شخصا واحدا من أصل شخصين اثنين مصاب بمرض السكري دون أن يكون على علم بأنه مصاب .
أما في تونس فتؤكّد الإحصاءات أن 19 بالمائة من السكان الذين تتجاوز أعمارهم 25 سنة مصابون حاليا بداء السكّري ( ثلث هؤلاء مصابون دون أن يعلموا بأنهم كذلك ) .. وهذه النسبة يمكن أن تبلغ 26 بالمائة مع أفق سنة 2024 .
وهكذا يمكن القول إن السكّري يمثّل مشكلا صحيّا عاما في بلادنا . ويعود هذا في جزء كبير منه إلى أنماط الحياة التي قلّت فيها الحركة وإلى التغذية غير المتوازنة.
ولهذه الأسباب يتوجّب على عامة الناس وعلى مهنيّي الصحة أيضا أن يكونوا واعين بأهميّة الوقاية لتحديد المخاطر في وقت مبكّر كي يصبح التوقّي منها والسيطرة عليها ممكنين في آن واحد .
وفي هذا الإطار فإن هذه الحملة التحسيسيّة ستكون مبنيّة حول محور مهمّ وهو الدور المحدد والهامّ للمرّض في معالجة المصاب بمرض السكّري وكذلك دوره في العناية بهذا المريض والتكفّل العلاجي به .
أما الهدف من إبراز دور الممرّض والتركيز عليه فهو إيصال فكرة أنه يستطيع أن يساهم في أن يعيش مريض السكري حياته بصفة طبيعيّة بفضل نظام صحّي وحياتي جيّد وخاصة من خلال اتباع نظام تغذية سليم وممارسة الأنشطة الرياضية بانتظام بالتوازي مع استعمال الأدوية الملائمة والتمتّع بالإحاطة النفسانية اللازمة .
وخلال هذه الحملة التحسيسيّة تنظم الجمعيةالتونسية لأمراض الغدد والسكري وودادية أطباء الغدد والسكري بصفاقس (عضو الفدرالية الدولية لمرض السكر ي ) بالتعاون مع عدد من المخابر يوم 13 نوفمبر 2020 مؤتمرا طبيا افتراضيا حول أدوية مرض السكري و منافعها على القلب و الكلى.
وسيتم في اليوم الموالي الموافق ليوم 14 نوفمبر 2020 تنظيم عدة حصص تكوينية موجّهة إلى الممرضين من أجل تكوينهم بشكل أفضل في معالجة مرض السكري وفي العناية بالمرضى ومرافقتهم .
و ستتضمن هذه الحملة انطلاق الاحتفالات بذكرى مرور 100 سنة على اكتشاف الأنسولين المستعمل في علاج مرض السكري المقررة للسنة المقبلة 2021 . وللتذكير فقد كان ذلك الاكتشاف واحدا من أهم الاكتشافات في تاريخ الطب المعاصر وقد أحدث ثورة في مجال معالجة مرض السكّري الذي كان يعتبر قبله مرضا قاتلا دون شكّ وسمح بإنقاذ ملايين من الأرواح البشريّة .
ولا شكّ أن التعاون المبنيّ على التحالفات الاستراتيجية مع الجمعيات المهنيّة الصحّية وكذلك مع مؤسسات البحث وروّاد قطاع الصحة ومع المرضى أنفسهم ومع قطاعات أخرى لا يمكن أن يؤدّي إلا إلى تطوير المعارف العلمية والتقاطع بين العلم والتكنولوجيا وأن يساهم في تحسين النتائج الصحية وتطوير طرق التكفّل العلاجي لمرض السكري وبالتالي التقليص من عدد المصابين بهذا المرض من خلال القضاء على أسبابه .