تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس، حول عدة مواضيع تخص الشأن الوطني، أبرزها تشخيص المشهد السياسي الموبوء الذي ينذر بالعديد من المخاطر على جميع الاصعدة وضرورة الالتزام الصارم بوسائل الوقاية من فيروس كورونا في ظل ارتفاع أعداد الاصابات والوفايات الى جانب التطرق الى الاضطرابات والتقلبات التي تميز تصريحات السياسيين خاصة في ما يتعلق بحقيقة الوضع الاقتصادي والتعريج على السياسة الخارجية “الفاشلة” التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ عشر سنوات والتي ستؤثر حتما على مشاريع الاعمار التي ستبدأ قريبا في ليبيا.
“من أين نأتي بالمواطن الصالح؟”
جريدة (الصباح)
“الامر الوحيد الثابت في خضم المشهد السياسي الموبوء وهيمنة سلطة الهواة أن بلادنا تسير بثبات نحو سيناريو اللبننة (لبنان) بكل ما يعنيه ذلك من تفكك الوحدة الاجتماعية والجغرافية التي كنا نعتقد حتى وقت قريب أنها حصن تونس وأساس مناعتها على الدوام بعد أن تخلصت من عقلية النعرة الجهوية البغيضة. طبعا لسنا ننطلق من فراغ في التحذير من مخاطر هذا السيناريو الذي نعرف جيدا ما فعله بدول عربية عزيزة علينا جميعا تحولت بسبب ثقافة الغنيمة وعقلية التدمير الممنهج والاصرار على حرق الاخضر واليابس الى خراب ودمار فتشتت أهلها وتشردوا في الداخل أو على الحدود”.
“ندرك جيدا أنه لا مجال لدس الجميع في سلة واحدة ولكن الاكيد أن قلة قليلة نأت بنفسها عن هذا المشهد الموبوء اذ يكفي الاشارة الى أن خمسة أحزاب فقط من بين أكثر من مائتي حزب قدمت تقاريرها المالية السنوية وكشفت عن مواردها وقبلت بقواعد اللعبة والخضوع للمحاسبة. وهو ما يعني بكل بساطة أننا أبعد ما نكون عن احترام قواعد اللعبة الديمقراطية ومقتضيات الشفافية المطلوبة … بين مهازل العرس الانتخابي وثمار المهرجان الديمقراطي وبين هشاشة الاداء السياسي ورداءة الخطاب الرسمي وتنافس الهواة وغياب القدرة على استشراف الازمات والبحث عن البدائل وتحديد طريق الخلاص يصبح العثور على المواطن الصالح عملة نادرة في مشهد عنوانه شراء الاصوات والذمم وتسويق الاوهام”.
“كوفيد 19 … عندما تخفي بعض الارقام الحقيقة”
صحيفة (المغرب)
“هنالك ولا شك أنباء سارة تنبئ بقرب تخلصنا من هذا الوباء ونقصد منها بالخصوص احتمال تصنيع لقاح أو لقاحات مجدية خلال الاسابيع القليلة القادمة ولكن نعلم بوضوح أن بلادنا لن تتمكن من الحصول على ما يكفيها خلال السنة القادمة وأن بداية تصنيع لقاح عالمي اليوم يعني ضرورة انتظار أشهر طويلة حتى تتمكن الفئات الاكثر عرضة لمخاطر الوباء من التلقيح وأكثر من سنة حتى يعمم التلقيح بصفة مرضية على عموم التونسيات والتونسيين. يعني حتى لو كانت الانباء سارة فهذا لا ينفي بقاء المخاطر مرتفعة للاسابيع والاشهر القادمة وأننا لا نملك ازاءه سوى الالتزام الصارم والدائم بكل وسائل الوقاية من لبس الكمامات وفق شروطها الصحية وغسل اليدين ولا سيما التباعد الجسدي وتجنب كل مظاهر الاكتظاظ”.
“ستمر هذه الجائحة ولا شك فلا داعي اذن لتعريض أهلنا وأصدقائنا وأجبتنا الى المزيد من المخاطر”.
“في مواجهة الازمة الاقتصادية … تشخيص غير واقعي … وأرقام مظللة”
جريدة (الصحافة)
“تميز الخطاب السياسي في تونس خلال السنوات الاخيرة بالاضطراب والتقلب من طرف السياسيين تحت ذرائع متعددة منها المصارحة بحقيقة الوضع الاقتصادي تارة والمغالطات تارة أخرى. وسواء كان ذلك عن جهل أو عن سوء قصد يحصي الخبراء والمتابعون للشأن الاقتصادي في تونس عديد الهفوات والاخطاء لعل آخرها ما تضمنه مشروع قانون المالية التكميلي للسنة الحالية ومشروع ميزانية الدولة للسنة القادمة”.
“كما أن خطة الانقاذ التي أعلنها رئيس الحكومة، هشام المشيشي، أثارت جدلا واسعا داخل الاوساط الاقتصادية والشعبية على اعتبار أن خارطة الاصلاح الاقتصادي تضمنت العديد من التناقضات في ما يتعلق ببند وقف انفلات المالية العمومية وسبل توفير السيولة لدعم القطاعات المتعثرة، ما يجعلها خطة هشة وغير خاضعة لمعايير واقعية. وهذا الامر فاقم الشكوك حول المقومات الواقعية لهذه الخطة في ظل وضع اقتصادي يعيش على وقع الاضطرابات السياسية والاجتماعية”.
“ومن مظاهر تعمد المغالطة الاخرى قيام السياسيين بتقديم الارقام والمؤشرات الاقتصادية بالدينار التونسي وخاصة الارقام والمؤشرات المتعلقة بالتصدير والسياحة وتحويلات التونسيين بالخارج والتي يجب ألا يتم تقديمها بالعملة المحلية لان تعبئة الموارد المالية تتم بالعملة الصعبة”.
“السلام المأمول … وتونس الغائبة”
صحيفة (الشروق)
“ستفتح ليبيا أبوابها للاستثمارات الأجنبية ولن تنال تونس إلا نصيبا بسيطا بسبب السياسة الخارجية الفاشلة التي اتخذتها الحكومات المتعاقبة منذ عشر سنوات فلا شيء يبرر الاصطفاف وراء هذا المحور أو ذاك. لكن ما يحدث منذ عشر سنوات مخجل ومخيف ومهدد للاستقلال الوطني وهذا سر ردة الفعل الذي تقوم به عدة جمعيات ومنظمات.
لهذا فإن تونس ستدفع ثمن الاصطفاف وراء محور الإسلام السياسي وهو ما سيحرمها من الكثير من الامتيازات في مجال صفقات الإعمار إذا تم الرهان على هذه الجهة مقابل تجاهل بقية القوى السياسية. لذلك ستكون تونس أبرز الغائبين عن مشاريع الإعمار التي ستبدأ قريبا وهنا يستوي في المسؤولية السبسي والمرزوقي وسعيد”.