تقدم ساحق للدستوري الحر على حساب النهضة في نوايا التصويت للانتخابات للتشريعية وتسليط الضوء على مختلف أوجه الازمة التي تعصف بتونس حاليا اضافة الى التطرق الى ظاهرة الحصانة التي “تقوض اسس المجتمع وتقزم الاجهزة الرسمية وتشرع لظواهر أخطر” والتعريج على زيارة رئيس الجمهورية الى قطر التي تحمل بوادر انفراج في علاقة سعيد بالغنوشي، مثلت أبرز اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الخميس.
“نوايا التصويت في الانتخابات التشريعية والرئاسية – نوفمبر 2020”
جريدة (المغرب)
“سبر آراء نوايا التصويت في التشريعية والرئاسية لشهر نوفمبر الجاري الذي أنجزته مؤسسة ‘سيغما’ بالتعاون مع جريدة (المغرب)، جاءنا بالجديد ومن الوزن الثقيل كذلك … تقدم ساحق للدستوري الحر على حساب النهضة في التشريعية (4ر35 بالمائة مقابل 0ر17 بالمائة من نوايا التصويت المعلنة) وتواصل تحليق قيس سعيد، في الرئاسية رغم خسارته لتسع نقاط ونصف في شهر واحد (3ر55 بالمائة مقابل 8ر64 بالمائة)، وانفراد عبير موسي بالمرتبة الثانية ولكنها تظل، الى حد الان، بعيدة عن المنافسة الجدية مع صاحب قرطاج وذلك بتحقيقها ل5ر11 بالمائة من نوايا التصويت. مع العلم أننا نسجل ارتفاعا واضحا في العزوف أو التردد سواء تعلق الامر بالتشريعية (4ر74 بالمائة) أو الرئاسية (2ر56 بالمائة).
“حتى لا تنجز النجاحات خارج دول الجوار”
جريدة (الصحافة)
“بالنظر الى نتيجته فان الحوار السياسي الليبي انتهى دون التوصل الى اتفاق حول آليات اختيار السلطة التنفيذية الجديدة التي ستقود المرحلة الانتقالية حتى تنظيم انتخابات نهاية العام القادم. وهو ما يعني عدم التوصل الى اتفاق سياسي شامل ينهي الازمة في ليبيا من أجل ارساء مقومات الاستقرار والديمقراطية في هذا البلد وبالتالي تأجيل المحادثات بشأن مستقبل ليبيا من جديد”.
“واللافت أن الحوار الذي انتهت أشغاله يوم، الاحد الماضي، كان من المزمع أن يتم التمديد فيه لمدة ثلاثة أيام اضافية غير أن ذلك لم يحصل وهو ما قد يعكس درجة الخلافات بين المشاركين فيه مما أدى الى التراجع عن هذا التمديد والاعلان في المقابل عن تأجيله لاسبوع وادارته عن بعد”.
“تونس بلا بوصلة …”
صحيفة (الشروق)
“الأزمة في تونس لها أوجه متعددة فرئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي يفترض أن يكون رمزا للوحدة الوطنية ومجمعا للفرقاء مشغول برئاسة جمعيات أجنبية لترويج الأوهام الديمقراطية والأحزاب تتقاتل على اللاشيء من أجل مغانم وامتيازات وهمية في بلاد على حافة الافلاس في الوقت الذي ينتشر فيه وباء كورونا ويحصد الأرواح”.
“لا أعتقد أن تونس عاشت في تاريخها المعاصر المحنة التي تعيشها منذ عام ومنذ صعود، قيس سعيد، إلى الحكم والتشكيلة البرلمانية الجديدة التي أثبتت عجزها عن تقديم مبادرات تشريعية يمكن أن تنهي حالة التجاذب السياسي الذي تعيشه البلاد فوضع تونس اليوم يثير مخاوف حقيقية حول مستقبل البلاد التي تعصف بها التجاذبات من كل جهة.
فالطبقة السياسية التي تحكم البلاد منذ عشر سنوات لم تقدم إلا الفشل ولم تنجح في تحقيق انجاز واحد لا في التنمية ولا في معالجة أخطاء النظام السياسي والانتخابي فالجميع يقر بعجز المنظومة الانتخابية ولكن لا أحد يريد تحمل مسؤوليته في القطع مع منظومة 14جانفي الفاشلة فعلى أبواب العشرية الأولى لـ”الثورة” بماذا يمكن أن يتباهى “الثوريون” أكثر من تحطيم الدولة ومؤسساتها ونشر ثقافة “ديقاج” والتمرد على الدولة التي نعاين نتائجها في مدننا وقرانا وتراجع المؤشرات الاقتصادية بشكل مخيف وفاجع؟!”.
“المتحصنون بالحصانة …”
صحيفة (الصباح)
“كيف لمن يشرع القوانين ويسن التشريعات أن يكون أول من يسئ لقيم العدالة وأول من يبحث عن منافذ للتفصي من المسؤولية بأن يجعل من الحصانة البرلمانية أول سبل التحايل على القانون والهروب من تطبيق العدالة…؟”
“مكمن الخطورة في هذه الظاهرة أنها تقوض اسس المجتمع وتقزم الاجهزة الرسمية وتشرع لظواهر أخطر منها ظاهرة الافلات من العقاب والاطمئنان لخرق القانون وهذه الظواهر لا تقتصر انعكاساتها السلبية على النسيج المجتمعي وعلى مدى التزام المواطنين بالقانون بل تتجاوز ذلك الى خلق بيئة ‘مافيوزية’ تسئ الى صورة الدولة وتشوهها داخليا وخارجيا وتضر بكل مكتسباتها ومنجزاتها. وهذا هو الهدف مما يحصل أمام حالة من البهتة والذهول العام، والعجز المطبق عن تغيير واقع اتسم بالرداءة الخانقة التي حاصرت كل التفاصيل اليومية وحالة من البؤس والرثاثة السياسية في التصرفات والمواقف وهذه الحالة باقية وتتمدد بكل أريحية”
“واذا كانت أعطاب السلطة كثيرة ومتعددة، فان ارتباك السلطة التشريعية وظهورها كمثال سئ في الحياة العامة يعتبر اليوم أكبر الخطايا التي ستقودنا آجلا أو عاجلا الى الخراب اذا لم تحدث الاستفاقة من هذه ‘التخميرة’ التي هزت صورة اصحاب السلطة الاصلية والمشرعين من الذين لن تنفعهم حصانتهم أمام محكمة التاريخ”
“انفراج منتظر في علاقة سعيد بالغنوشي”
صحيفة (الشروق)
“في السياسة ليس هناك عدو ولا حبيب بل هناك المصلحة وهذه المصلحة توفرت لقطر بمحاولة استثمار شعبية سعيد داخل تونس والاستفادة من حسن علاقته بفرنسا على المستوى الخارجي لكن ما يهمنا أن هناك أكثر من طرف يهمه حاليا ‘تطبيع العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس نواب الشعب وأن قطر بوصفها ضمن المستفيدين هي الاقدر حاليا على لعب دور الوساطة بين الطرفين التونسيين”.
“المضرة متفاوتة والربح للجميع بمقياس الخسارة تبدو النهضة متضررة أكبر من تدهور علاقتها بسعيد بعد أن وقفت الى صفه في الانتخابات الرئاسية الماضية ضد منافسه وحليفها الحالي نبيل القروي. ما خسره لا يتعدى حد تشويه صورته في وسائل الاعلام والمواقع الاجتماعية المحسوبة على النهضة وحلفائها فيما ظلت شعبيته مرتفعة نسبيا وفق نتائج سبر الاراء المختلفة. في المقابل لم تربح الحركة من تشويه صورته بل جنت نقمة من ظلوا أوفياء له وبقيت في الان نفسه مغلولة اليدين في سياستها الخارجية غير قادرة على تغيير تصلبه في الرأي ولا عزله دستوريا”.
“الاخطر عليها أن تواصل معاداته في وقت تعيش فيه مخاضا على المستوى الداخلي جراء خلافات أبنائها حول مسألة التمديد للغنوشي وخطر خارجي جراء موقف فرنسا من الاسلام السياسي”.