تشهد محطات التزود بالوقود في صفاقس بداية من مساء اليوم الاثنين طوابير متزايدة من السيارات خوفا من نفاذ البنزين بعد غلق المعتصمين للمنطقة الصناعية بالصخيرة التي تزود كامل الجنوب التونسي بالمحروقات وذلك على خلفية مطالب اجتماعية وتشغيلية وتنموية للمحتجين.
وتنضاف هذه المشكلة إلى الأزمة الحالية المنجرة عن نفاذ لقوارير الغاز المنزلي من الأسواق ونقاط البيع بسبب توقف التزويد من وحدات تعبئة القوارير بالغاز في المنطقة الصناعية بقابس جراء تواصل اعتصام المعطلين عن العمل فيها مما نتج عنه حالة من الغضب والاستياء المتنامي في صفوف المواطنين الذين فرغت منازلهم من هذه المادة الحيوية.
وأكد رئيس غرفة محطات بيع البنزين والغاز المسال إلياس العيادي في تصريح ل”وات” وجود ما يكفي من البنزين للاستجابة إلى طلبات أصحاب السيارات في مختلف المحطات التي تعدها الجهة والبالغ عددها 80 محطة على أن لا يتواصل غلق المنطقة الصناعية لمدة طويلة بحسب تعبيره. وأفاد العيادي أن عملية التزود لم تنقطع تماما بعد غلق هذا المصدر الرئيسي حيث يتم جلب كميات من البنزين من المنطقة الصناعية بحلق الوادي ولكل بكميات أقل نظر للضغط التي تشهده هذه المنطقة باعتبارها تزود جهات مختلفة من الشمال والوسط.
من جهته عبر رئيس مستودع الشركة الوطنية لتوزيع البيترول “عجيل” في الصخيرة سمير مطيبع عن توجسه من حصول شلل في النسيج الصناعي للمؤسسات الكبرى مثل مصانع الاسمنت والمعامل التحويلية والآجر والحليب التي تشتغل بالفيول وتتزود بهذه المادة الحيوية حصريا من منطقة الصخيرة.
وأشار في المقابل الى التزام الشركة بتزويد ولايات صفاقس والجنوب التونسي باحتياجاتها من المحروقات انطلاقا من مستودع المؤسسة بحلق الوادي ومصفاة “ستير” بجرجونة (ولاية بنزرت) مبينا أن هذه الحلول تبقى حلولا ظرفية ولا تلبي الاحتياجات إلا بشكل جزئي في انتظار الحلول اللازمة للمشكل بشكل تام.
وتضم المنطقة الصناعية بالصخيرة التي توقفت حركة دخول الشاحنات والخروج منها بشكل كلي بسبب الاعتصام عديد المؤسسات البيترولية (عجيل، طانكماد وترابسا) والمؤسسات المختصة في إنتاج الأسمدة الفسفاطية (المجمع الكيميائي والشركة التونسية الهندية للأسمدة وتيفارت).
وكان الشباب العاطل عن العمل بمعتمدية الصخيرة دخل منذ ما يزيد عن الأسبوع في اعتصام للمطالبة بالتشغيل صلب المؤسسات الصناعية بالجهة ومطالبتها للمساهمة في مجهود التنمية في المعتمدية.