أكد رئيس الجمهورية قيس سعيّد انخراط تونس الدائم وغير المشروط في مبادرة إحلال السلام والامن في دول القارة الافريقية، سواء عبر “البعثة الأمميّة المتكاملة متعدّدة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي” أو على مستوى مساهمتها في عمليات السلام في كلّ من إفريقيا الوسطى وجمهورية الكنغو الديمقراطية.
وقال سعيّد في كلمة ألقاها لدى مشاركته في الدورة الاستثنائية 14 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الافر يقي عبر تقنية الفيديو، إن “تغليب منطق الحوار هو خيار استراتيجي لا محيد عنه لاستتباب الأمن والسلم في القارة الافريقية التي عانت كثيرا من أصوات البنادق، ولتحقيق ما تتطلع إليه شعوب القارة من وحدة المصير ومجتمعات متوازنة وآمنة ومستقرة”.
وبين رئيس الجمهورية أن تونس “تدرك جيّدا ما تواجهه القارة الافريقية من تحديات متشعّبة وأزمات معقّدة، وما تعانيه من نزاعات طال أمدها وتسببت في آلام الشعوب وتعطيل نسق التنمية وتفاقم آفات الإرهاب والتطرّف والجريمة المنظّمة والهجرة غير النظامية والفقر والبؤس، لكننا في المقابل، على قناعة تامة راسخة بأن القارة الافريقية قادرة على الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية وأولوياتها السياسية والتنموية والأمنية في سياق أطر تعاون وشراكة أكثر شمولية وضمن رؤى واضحة تمكّن من إسكات البنادق ونشر ثقافة السلم والأمن”.
وذكّر سعيّد في هذا السياق، باعتماد مجلس الأمن بالإجماع للقرار رقم 2532 لسنة 2020 حول جائحة “كوفيد – 19″، وهو مكسب تاريخي للإنسانية كلها، لأنه وسّع من مفهوم الأمن الشامل، ورسّخ الوعي الجماعي بدقة الظرف الدولي وأتاح للمجموعة الدولية آلية ضرورية للتعامل الناجع والسريع مع الأزمات والتهديدات للأمن والسلم الدوليين.
ودعا رئيس الجمهورية المجتمع الدولي إلى إيلاء إفريقيا مزيدًا من العناية والاهتمام في مسارات التعاون الدّولي لأن إفريقيا من أكثر المناطق التي تواجه تحدّياتٍ على أكثر من صعيد.
وفي هذا الإطار، يندرج احتضان تونس للدورة الثامنة لندوة طوكيو الدولية لتنمية إفريقيا TICAD 8 سنة 2022، والتي ستمثّل منصة هامة لإعادة التركيز على احتياجات التنمية في القارة، وحشد الدعم الدولي لها على المستويين الثنائي ومتعدد الأطراف.