تصدرت الاحداث التي عاش على وقعها البرلمان، أمس الاثنين، اهتمامات الصحف التونسية الصادرة، اليوم الثلاثاء، حيث غطت صور العنف والعراك الصفحات الاولى للجرائد، وجاءت العناوين معبرة عن الاستغراب والدهشة مما حصل على غرار “عنف .. تدافع .. دماء .. وفوضى مرعبة … في مجلس النواب” و”أمام الخطاب الظلامي حل واحد .. المقاطعة” و”فتنة كبرى في البرلمان” و”قداسة البرلمان تهان … المهزلة” و”نوابنا … خطر على البلاد؟”.
سيرك هذا أم برلمان … ؟”
جريدة (الصحافة)
“ما حدث ويحدث في مجلس نواب الشعب فضائحي ومخجل بل هو عار على هذه البلاد التي هتكوا عرضها ومثلوا بشعبها ودنسوا تاريخها … ما يحدث في المجلس النيابي قبيح وبذئ يعكس ‘جهالة’ ما يسمى نواب الشعب شركاء الحكم، في الاصل، والتشريع المتكلمون باسم الشعب الذي انتخبهم في يوم مشؤوم أفرز منظومة بخليط هجين من ‘سقط انتهازي’ متهافت لا عهد له ولا ميثاق أخل بكل ما هو منذور اليه… مجلس نيابي يجمع النطيحة والعرجاء أصبح الان يشكل خطورة على الدولة المدنية وعلى كل مكتسبات الدولة الوطنية منذر الاستقلال الى الان وخاصة المكتسبات القانونية والتشريعية التي حققتها تونس لفائدة الاسرة التونسية وحقوق المراة خاصة”.
“نحن أمام خليط من الدواعش والتكفيريين ممن يجاهرون بدعمهم للارهاب والارهابيين وقد اشاروا الى أنفسهم، مؤخرا، واعلنوا عن وجودهم بوضوح وبلا خوف وبلا تردد من خلال خطاب تكفيري يوظف ‘الله والدين’ كحيلة جهنمية للاستيلاء على عقول البسطاء يبدأ ب’نحن’ المؤمنون بالله وكتابه العزيز وهم (أي الاخرون) أهل الكفر والزندقة والاخطر من ذلك هو تقسيم البلاد الى ديار كفر وديار ايمان بل يذهب هذا الخطاب الى أقصاه عندما يتحدث عن ‘نسائنا’ و’نسائهم’ ما عبر عنه بوضوح وعبر خطاب بذئ وقبيح النائب، محمد العفاس، من كتلة ائتلاف الكرامة اليد العليا لاخوان تونس بل هيب أكثر تشددا و’سفاهة’ من الاخوان لا تخفي سعيها للارتداد على كل مكاسب الدولة”.
صحيفة (الصباح)
“حملت صور الفوضى والعنف والعراك والشتم القادمة أمس من البرلمان تأكيدا آخر أن هذه النخبة السياسية عجزت عن تقديم الحلول للتونسيين وغرقت في وحل صراعاتها وتجاذباتها فحولت الازمة وتعفين المشهد أكثر فأكثر الى طوق نجاة ووسيلة حكم ومعارضة على حد السواء”.
“للاسف تصر النخبة على ترسيخ القطيعة بينها وبين المواطن والرأي العام الذي يختزلها اليوم في مشاهد الصراعات التي لا تتوقف على امتداد 10 سنوات وفي الانتهازية والتهافت على السلطة والحكم وفي تقديم المصالح الشخصية والفئوية والحزبية على المصلحة العليا للوطن مقابل عجزها عن تقديم الحلول لمشاكل البلاد المتراكمة”.
“ان استسهال بعض الاطراف السياسية لهذا الاستثمار السياسي والاصرار على خطابها اللاعقلاني الموغل في الشعبوية في الكثير من الاحيان والباحث عن الاحراج وتسجيل النقاط على الخصوم وارضاء الانصار وتعميق الاستقطاب دون أدنى مراعاة لاوضاع البلاد الصعبة ومعاناة أغلب الفئات من الشعب ينذر بطوفان جارف من الغضب قد يأتي على الاخضر واليابس .. فلا تختبروا أكثر صبرهم”.
جريدة (الشروق)
“هذا الصراع القديم الجديد الذي يعتبر بعض أطرافه أنه بين ‘هم’ و ‘نحن’ أصبح خطيرا ومثيرا للريبة، فهل نحن في حرب بين شعبين أو قبيلتين؟ أم بين دولتين داخل دولة واحدة؟ من ‘هم’ ؟ ومن ‘نحن’؟ وماذا يريدون؟”.
“بالإضافة الى كون هؤلاء أطاحوا بصورة المجلس وهيبته في نظر عامة الشعب وقاموا بترذيله لدرجة يصعب اصلاحها مجددا، فإنهم استهدفوا أيضا وحدة هذا الشعب المغلوب على أمره. لقد دفع هؤلاء المجلس الموقر الى الموت السياسي ولن يعود إلى الحياة الا بعملية قيصرية تستأصل من جسده كل الآفات التي تكبّله وتضعف قوته وتشوه صورته بطريقة مؤلمة ومثيرة”.
“والسؤال الملح الآن ،هو هل مازال حقا من الصواب أن نطلق عليه مجلس شعب؟ وهل مازال هناك ما يرجى منه؟ وان كان كذلك ،من يعيد إليه ثقة الشعب التي وصلت إلى الصفر وبل أدنى منه وتعالت الأصوات المطالبة بحله. ان ما وصلت اليه البلاد وكيان الدولة اليوم، أمر غير مسبوق، يستدعي اشعال كل الأضواء الحمراء ويستدعي انقاذا سيكون مؤلما ولكنه هو الملاذ الأخير للجميع اذا ما أرادوا بناء هذا الوطن”.
“وما على رئيس الجمهورية الآن ،كآخر جهة يمكن أن تحمل الحل مع منظمات وطنية أخرى، إلا أن يقود هذا الانقاذ ويتخذ كل التدابير التي فرضها هذا الوضع الاستثنائي والتي تحمي كيان الدولة الذي أصبح مهددا بطريقة لم يعهدها من قبل”.
صحيفة (المغرب)
“ماذا يمكن أن ننتظر من كتلة تتكون من بقايا السلفية الوهابية المتشددة ومن روابط حماية الثورة العنيفة وغير المأسوف عليها سوى هذا الخطاب الظلامي وهذا العنف اللفظي بداية والمادي الان؟ لا يمكن أن ننتظر منها سوى المزيد من التطرف والعنف وبداية التصدي لهذا الانحراف الخطير لا يكون الا بالمقاطعة السياسية لهذه المجموعة فالحوار جائز ومطلوب مع كل مواطنة ومواطن حول كل المواضيع الفكرية والاجتماعية ولكن مع أصحاب الفكر الظلامي التكفيري فالحوار يكون مضيعة للوقت وتمييعا للقضايا وخلطا في المفاهيم وهدما لاسس العيش المشترك”.
“نحن لا نؤمن بهويات جامدة غير قابلة للتطور وللاستفادة من مكتسبات العلوم بأصنافها ولكن يتبجح بانتمائه للفكر السلفي المتشدد الظلامي فالديمقراطية تتجاهله واذا تجاوز حدا معينا تكون علاقته بالقضاء لا بالاحزاب والهياكل المنوط بعدتها التشريع وادارة الدولة”.
“هل حصنا مكتسبات النساء في تونس؟”
جريدة (الشروق)
“تعرضت النائبتان سامية عبو وأمل السعيدي (الكتلة الديمقراطية) للضرب يوم أمس على أيدي زملائهم النواب في كتلة ائتلاف الكرامة اثر محاولتهما فض اشتباك بالايدي بين مجموعة ائتلاف الكرامة وزميلهن في الكتلة أنور بالشاهد”.
“هذه الحادثة بلا شك هي ليست مجرد حادثة عنف عابرة مصدرها ردة فعل انفعالية تجاه موقف ما، بقدر ما هي تكشف وجود تكتل سياسي متنفذ داخل البرلمان يبطن خطابا معاديا للنساء قد يترجم لاحقا في مبادرة تشريعية لتعديل مكتسبات المرأة والاعتداء على النصوص التشريعية المناصرة لها تماما مثل مبادرة تعديل المرسوم 116 الذي تقدمت به كتلة ائتلاف الكرامة وكانت الغاية منه التنفذ في قطاع الاعلام والسيطرة عليه”.
“كما أن هذا التهجم المجاني للنائب العفاس على بعض من مكتسبات المرأة مثل الحماية الاجتماعية للام العازبة وحق التعليم والحق في الشغل يأتي في سياق سياسي معين ميزته افلاس اللاعبين الرئيسيين في المشهد السياسي منذ عام 2011 واصطدام ‘ثقلهم’ السياسي بحقيقة تردي الحياة المعيشية للتونسيين وزيادة حدة الاحتقان الاجتماعي طلبا لتفعيل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية التي نص عليهار الدستور فكانت العودة الى أم المعارك مكتسبات النساء لالهاء الرأي العام بمعركة بديلة ويفترض انه تم الحسم فيها خلال السنوات الاولى للثورة. وبالتالي لا يمكن لخطاب العفاس أن يكون بمعزل عن الوضع السياسي والاجتماعي الحالي بقدر ما هو فاتحة تطورات جديدة قد تتجه نحو المس من حقوق المرأة”.