اعتذر رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي عن عدم نجاحه في إبقاء قطار الثورة على السكة، حسب ما جاء في تدوينة على حسابه بفيسبوك.
واعتبر المرزوقي أنّ جزء من التقصير كان نتيجة سوء اختياره لبعض مساعديه وضعفه في مواجهة القصف الإعلامي واتخاذ بعض القرارات غير الموفقة، وفق تعبيره.
واعتبر المرزوقي أنّه ارتكب ”خطأين أساسيين”، أوّلهما ”سوء تقدير شراسة الثورة المضادة وحقارة أساليبها والدور المدمّر للإعلام الفاسد وعدم التصدي بالحزم الذي يحبّون لأناس يخافون ولا يستحون”.
أمّا الخطأ الثاني فيتمثّل في ”رهان خاسر على التحالف مع حركة النهضة”، مضيفا أنّ هذا التحالف فرضته نتائج انتخابات 2011 والذي لم يكن بالإمكان عبور المرحلة الانتقالية الخطيرة بسلام بدونه، وفق قوله.
وأضاف رئيس الجمهورية السابق أن ”قيادة النهضة كانت السبب الرئيسي في إجهاض ثورة ديمقراطية أعطتها السلطة على طبق من فضة، فأرجعتها على طبق من ذهب للثورة المضادة عدوة الديمقراطية.” من خلال التصدي لقانون تحصين الثورة والقبول بالمصالحة دون المحاسبة والدعوة في الدور الثاني في رئاسية 2014 للتصويت ضده.
وقال إنّ ”رئيس النهضة أخفى عني وعن كل التونسيين فحوى الصفقة التي عقدها معه في باريس صيف 2013.”
كما أنّ النهضة ساهمت في الثورة، وفق تقديره، بـ ”التحالف المتواصل مع كل من هبّ ودبّ من الفاسدين الهاربين اليوم وغدا من العدالة”،
واعتبر أنّ سياسة ”التوافق ” مع الثورة المضادة التي انتهجتها النهضة لم تكن حرصا على الثورة وخوفا على تونس من انقلاب أو حرب أهلية وإنما كانت استسلاما مشينا لهذه الثورة المضادة حرصا على الحزب وخوفا من مصير الإخوان المسلمين والرئيس الشهيد محمد مرسي في مصر ما بعد الانقلاب المشئوم صيف 2013، وفق تقديره.
ولم يفت المرزوق أن يحمّل اليسار جزء من المسؤولية، واصفا إيّاه بالمفلس سياسيا وأخلاقيا ”عندما آثر في مصر الارتماء في أحضان الانقلاب مساهما فيه ومدافعا عنه وعندما نادى في تونس بدافع من نفس الحقد الإيدولوجي لقطع الطريق عليّ في رئاسيات 2014 والتصويت لوزير داخلية بورقيبة السابق ورئيس برلمان بن علي”.
وأضاف أن ”سقطة اليساريين لا تقارن بسقطة القوميين الذين أدّى بهم تحجّر الفكر وتصفّح القلب إلى تبرير جرائم أفظع نظام استبدادي عربي ضد الشعب السوري المنتفض من أجل الحقوق والحريات التي ينعمون بها في تونس كأنّ الفساد يصبح مقبولا طالما هو فساد ”ممانع” والتعذيب معذورا طالما هو تعذيب ”تقدمي” والتوريث لا عيب فيه إذا كان توريثا ”مناهضا” للصهيونية والامبريالية والتسليم في الاستقلال ”وطنية” طالما كان لروسيا وإيران وليس لأمريكا وإسرائيل. ”
ولم يعف المرزوقي الثوريين أنفسهم من ”مسؤوليتهم في الكارثة” الذي توزعوا في دكاكين سياسية لا سبب لتناحرها وتفويت الفرص على بعضها البعض تجاه العدو المشترك إلا الزعاماتية، وفق قوله.