عاد، مساء أمس الخميس، الهدوء إلى محيط شركة خدمات نقل أنبوب الغاز العابر للبلاد التونسية “سارغاز”، الواقعة بمنطقة “أولاد مرزوق” بمعتمدية ماجل بلعباس من ولاية القصرين، بعد اشتباكات جدت، ظهر أمس وتواصلت حتى المساء، بين قوات أمنية وعسكرية من جهة، وعدد من المواطنين المعتصمين منذ بداية شهر ديسمبر الجاري أمام مقر الشركة من جهة أخرى.
ويعود اندلاع هذه الاشتباكات، الى محاولة المعتصمين اقتحام مقر الشركة، للاعتصام مجددا داخلها بسبب فشل مفاوضاتهم مع والي الجهة، عادل مبروك، وفق ما أكده المتحدث باسم معتصمي “سارغاز”، “منصف المرزوقي”.
وأوضح ذات المصدر، في تصريح لـ(وات)، أن عقلاء منطقة “أولاد مرزوق” تدخلوا مساء أمس الخميس، وتولوا تهدئة الوضع بعد التحاور مع الوحدات الأمنية والإفراج عن الموقوفين، لافتا الى ضرورة تدخل الهياكل المعنية بالدولة لتمكين أبناء هذه المنطقة الفقيرة من العاطلين عن العمل من حقهم في التشغيل صلب شركة “سارغاز”.
وأشار في هذا الخصوص، الى أن الشركة تمتد على اكثر من 20 هكتارا بالمنطقة، وأنه يمر عبرها اكثر من 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في اتجاه ايطاليا، فضلا عن انها توفر 60 بالمائة من الغاز المعد للاستهلاك الوطني.
وكانت مناوشات جدت ظهر أمس الخميس، بين محتجين من منطقة “أولاد مرزوق” في معتمدية ماجل بلعباس والوحدات العسكرية المكلفة بتأمين مقر الشركة، بعد أن أقدم المحتجين على إشعال الاطارات المطاطية وغلق الطريق، محاولين التقدم باتجاه مقر الشركة، ما اجبر الوحدات العسكرية على اطلاق اعيرة نارية في الهواء لتفريقهم.
وبوصول تعزيزات أمنية من مختلف الاسلاك وتعزيزات عسكرية، شهدت المنطقة عمليات كر وفر بين الطرفين، حيث رشق المحتجون الوحدات الامنية والعسكرية بالحجارة، فيما استعملت القوات الامنية الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، كما قامت باقتحام المنازل وايقاف عدد من المحتجين الذين قاموا بتأجيج الوضع، وفق تصريحات متطابقة لعدد من مواطني منطقة “أولاد مرزوق”.
وقد أصدرت وزارة الدفاع الوطني، مساء أمس الخميس، بلاغا ذكرت فيه أن منطقة أولاد مرزوق من معتمدية ماجل بالعبّاس، شهدت ظهر أمس، احتجاجات من بعض الأهالي على خلفية طلبات إجتماعية تحوّلت إلى محاولة اقتحام بالقوّة لمقر شركة خدمات أنبوب الغاز العابر للبلاد التونسية ومحطّة الضخ بالمكان.
وأمام منعهم من الدخول من قبل العنصر العسكري المتواجد بالمكان، تطوّرت هذه الاحتجاجات باستعمال الحجارة والزجاجات الحارقة، ممّا نتج عنه إصابة 4 عسكريين بجروح، وهو ما اضطر الوحدات العسكرية إلى إطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريق المحتجين، حسب نص البلاغ .
وذكرت وزارة الدفاع الوطني، في ذات البلاغ، أن مقر الشركة ومحطة الضخ متواجدتان بمنطقة عسكرية محجّرة ويمنع تواجد المواطنين فيها.