أقرت اللجنة الجهوية لمجابهة الكوارث وتنظيم النجدة، المجتمعة مساء اليوم الجمعة بمقر ولاية مدنين، على إثر ارتفاع عدد الاصابات بفيروس كورونا وتضاعفه ثلاث مرات مقارنة بالأسابيع الماضية، وخاصة منذ مطلع هذا الأسبوع، العودة إلى فرض الحجر الصحي الإجباري بمركز العزل للحالات الموجبة بجزيرة جربة، لكسر حلقات العدوى، وخاصة داخل العائلات.
كما تقرر دعوة المعتمدين الى عقد جلسات محلية صباح يوم غد السبت لاتخاذ الاجراءات المناسبة لكل معتمدية، وخاصة تنظيم الاسواق وغيرها، إلى جانب تنظيم حملات امنية مشتركة مع الصحة والبلديات لفرض تطبيق البرتوكول الصحي بالفضاءات المفتوحة للعموم من مقاه ومطاعم ووسائل نقل، والقيام بعمليات تعقيم بالشراكة بين البلديات والحماية المدنية والمجتمع المدني، وخاصة بالمنشآت التي يتوافد عليها المواطنون بعدد كبير.
وتقرر أيضا تنظيم زيارات تفقدية للمؤسسات التربوية بين مندوبية التربية والإدارة الجهوية للصحة وتكثيف التنسيق بينهما في رصد الحالات المصابة لحماية التلاميذ والحد من انتشار الفيروس في صفوفهم ومواصلة جهود التحسيس والتوعية للوقاية من فيروس كورونا سواء بالمؤسسات التربوية او بمختلف الادارات والمؤسسات، من خلال اللافتات التحسيسية حول الوقاية من فيروس كورونا وسيارات الدعاية وخاصة في الاسواق.
ومثلت الجلسة التي جاءت في ظل ارتفاع الاصابات بفيروس كورونا بعدد تضاعف ثلاثة مرات هذا الاسبوع مقارنة بالاسابيع الماضية، مناسبة لتقديم عديد المؤشرات التي أكدت دقة الوضع الوبائي بالجهة، وخاصة على مستوى تجاوز بعض المعتمديات عدد الاصابات بها مؤشر 100 حالة لكل 100 الف ساكن، على غرار مدنين الجنوبية 211 حالة لكل 100 الف ساكن، وبن قردان 123 حالة لكل مائة الف ساكن، وجرجيس 114 وجربة حومة السوق 110، وهو ما يؤكد انتشار الفيروس في هذه المعتمديات، إلى جانب مؤشر المقيمين بالمستشفيات الذي ارتفع من 15 مقيما في الموجة الأولى الى 70 مقيما بين المؤسسات الصحية العمومية والخاصة حاليا، من بينهم 10 و12 حالة في الانعاش 6 منهم يخضعون للتنفس الاصطناعي، وهو مؤشر خطير قد يجعل المؤسسات الصحية عاجزة عن إيواء المرضى، وفق المدير الجهوي للصحة، جمال الدين حمدي.
ورغم ارتفاع الاصابات بالجهة التي وصلت الى 2505 اصابة، منها 400 حالة نشطة، إلا ان الجهة تصنف أقل الولايات في عدد الوفيات، الذي يبلغ 20 فاصل 8 حالة وفاة لكل 100 الف ساكن، مقابل بين 32 و33 حالة وفاة في 100 الف ساكن وطنيا، إلا أن هذا المؤشر يتزايد من يوم الى آخر ليصل عدد حالات الوفيات بسبب فيروس كورونا الى 112 حالة وفاة .
وحسب ما جاء في هذا الاجتماع، فإن أزمة الغاز المنزلي ألقت بظلالها على الوضع الوبائي، لتكون سببا رئيسيا في ارتفاع هذا العدد من الاصابات بفيروس كورونا، جراء حالة الازدحام أمام مستودعات بيع قوارير الغاز بعدد من المواطنين تجاوز الألف والألفين، ما تسبب ايضا في إصابة أمنيين، وفق الوالي، الحبيب شواط، الذي اعتبر أن “ارتفاع الاصابات بفيروس كورونا لا علاقة له باعادة فتح معبر راس جدير الحدودي، الذي ساهم فقط في ارتفاع عدد العينات الخاضعة للتحليل، لاعتبار فرض الاستظهار بالتحليل ضمن البرتوكول الصحي بالمعابر، وهو ما ادى الى اكتشاف حالات لا تحمل أعراضا في اغلبها”.
من جهة أخرى، أوضح المدير الجهوي للصحة، أن ارتفاع عدد الاصابات يعود في جانب منه إلى كثرة مخابر التحاليل (7 مخابر) واستخدام تقنية التحاليل السريعة، ليصل عدد العينات التي خضعت للتحاليل إلى 16 الف تحليل بين سريع و”بي سي ار”، إلى جانب عودة حركة العبور والتنقل بين تونس وليبيا، والتي تفرض الاستظهار بالتحليل، مع القيام بعمليات مسح شملت عدة بؤر، مثل منطقة مليتة بجربة حومة السوق وحسي الجربي بجرجيس وسيدي مخلوف والسجن المدني بحربوب والفريق الرياضي لكرة القدم بجرجيس.