أكّد الرئيس الجديد لحزب “أفاق تونس”، فاضل عبد الكافي، الشروع في القريب العاجل، بمعية إطارات الحزب ومنخرطيه، في وضع برامج “عملية وقابلة للتنفيذ، تُقنع الناخب التونسي وتمكّن الحزب من الفوز في الانتخابات”.
وأضاف عبد الكافي في تصريح صحفي اليوم الثلاثاء، بمنطقة البحيرة بتونس العاصمة، على هامش موكب تسليم المهام وتسلّمها بينه وبين الرئيس السابق للحزب، ياسين ابراهيم ، أن برامج “آفاق تونس” الجديدة، ستنبني على المكاسب والإنجازات على مدى 10 سنوات، وكذلك الاتعاظ من الأخطاء، خاصة بعد تجربة المشاركة في حكومة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي وتبعاتها على نتائج الحزب في انتخابات 2019.
وبخصوص دواعي انخراطه في الحياة الحزبية، قال فاضل عبد الكافي “لا معنى لشخصية وطنية مستقلة”، من منطلق تجربته كوزير للمالية في حكومة سابقة، مؤكدا على أهمية الحزام السياسي لأي مسؤول في الدولة، لتنفيذ البرامج الحزبية. وأشار إلى أنه وجد في “أفاق تونس” ما يتماشى مع أفكاره وقناعاته، ملاحظا وجود “ما يمكن مناقشته بخصوص توجهات الحزب وبرامجه المستقبلية”.
وفي علاقة ببقية الأحزاب، أكد عبد الكافي السعي إلى “تجميع العائلة السياسية الوسطية والدخول في نقاشات وحوارات حول إمكانية بعث مشروع سياسي وسطي حداثي، يؤمن بمدنية الدولة ووحدتها ومتمسك بالثقافة العربية الإسلامية”، مضيفا أنه بصفته الرئيس الجديد لحزب “أفاق تونس”، سيعمل مع بقية الأحزاب القريبة منه والمنظمات الوطنية والجهات والشباب، من أجل مشروع وطني يجمع الكفاءات الوطنية ويدعم الطاقات في مختلف المجالات، بعيدا عن الاستقطاب الثنائي الذي نشهده اليوم تحت قبه البرلمان”.
وبيّن أن السبب الرئيسي وراء فشل 90 بالمائة من المبادرات السابقة لتجميع “العائلة السياسية الوسطية”، يعود إلى “الأنا المتضخمة” لدى بعض السياسيين، مشيرا إلى ضرورة التفكير في الاستفادة مما يقارب 70 بالمائة من الناخبين الذين لم يُصوّتوا في الانتخابات الماضية، والوصول إلى أكبر شريحة ممكنة منهم، عبر برامج جادة ومشاريع قوانين جديدة تتيح حسن استغلال ثروات البلاد ومقدراتها وتشجّع على بعث المشاريع والاستثمارات.
وقد حضر اللقاء عدد من الشخصيات السياسية، على غرار أحمد نجيب الشابي ومحسن مرزوق وعبيد البريكي وفوزي الشرفي وسلمى اللومي وسعيد العايدي، ورئيس الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، عبد المجيد الزار.
وكان المجلس الوطني لحزب “آفاق تونس” انتخب خلال انعقاد دورته العاديّة، يومي السبت والأحد الماضيين وبأغلبيّة الأصوات، فاضل عبد الكافي، رئيسا جديدا للحزب، خلفا لياسين إبراهيم.
وكان عبد الكافي شغل خطّة وزير مالية في حكومة يوسف الشاهد، لكنّه قدّم استقالته، على إثر قضية رفعتها ضدّه في 2013، دائرة الأبحاث الديوانية، بخصوص جرائم صيرفة، تم فيها إصدار حكم بانقراض الدعوى العمومية سنة 2017 بمرور الزمن.
يُذكر أن ياسين ابراهيم استقال في اكتوبر 2019 من مسؤوليته كرئيس لحزب آفاق تونس، إثر”إخفاق الحزب في تحقيق اهدافه” وحصوله على مقعدين فقط في الانتخابات التشريعية الاخيرة.