تركزت اهتمامات الصحف التونسية الصادرة ، اليوم الاربعاء ، على عدة مواضيع من ابرزها ملف النفايات الايطالية واوضاع شركات البيئة والبستنة والغراسات ومواصلة اغراقها بانتدابات جديدة اضافة الى الاعلان رسميا عن انتقال رئاسة حزب افاق تونس الى الرئيس الثالث الفاضل عبد الكافي .
اي نفايات …نحارب ؟
(جريدة الشروق)
“ان مفهوم النفايات لم يعد مقتصرا على قاذورات المنازل اوالمصانع اوالبناء اوالفواضل النووية ، بل يتعداه الى كل فعل قذر يقوم به مسؤول او شخص ما ويصنف في خانة الفساد ”
“لذلك يتساءل اي مواطن شريف اليوم وهو في حيرة من امره اي نفايات نحارب ؟ نفايات السياسة ، نفايات الفلاحة والتجارة والصناعة والتعليم والصحة والنقل والبريد؟ اي نفايات تحديدا ؟
“ففضيحة الدولة في ما يتعلق بالنفايات الايطالية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة فقبلها تم الكشف عن عشرات قضايا الفساد المدوية ولكن كان مصيرها القبر في لجان تحقيق متعددة ” المصالح والاطراف المشبوهة ” .
“طبيعي جدا في بلد تتقاذفه المصالح الحزبية الضيقة والنفايات السياسية والصراعات العبثية التي لا تمت لمشاكل المواطن بصلة ، الذي يريد لقمة عيش كريمة ووسائل نقل تهون متاعبه وصحة جيدة له ولعائلته وتعليما جيدا لابنائه ”
“ما قيمة البلد الذي لاتتوفر فيه جودة عالية ل3قطاعات حساسة هي التعليم والصحة والنقل ؟ ما الولاء الذي يمكن ان تجده عند شخص افنى عمره في مقاعد الدراسة ويحمل شهادة الدكتوراه ويجد نفسه اليوم معتكفا تحت حائط وزارة ما يبكي كرامته ؟
شركات البستنة او” الفساد المقنع “
(جريدة الصحافة )
“اكثر من 200 مليون دينار سنويا موجهة لخلاص اجور العاملين بشركات البيئة والغراسات والبستنة بكل من صفاقس وقفصة وقابس وتطاوين والبالغ عددهم 14 الفا و727 عون نظير خدمات غير معلومة اوهي جراية لبطالة مقنعة باعتبار ان الاغلبية الساحقة من العاملين لا تقوم باي عمل اذ تشير الارقام انه من مجموع 1400 عون منتدب بشركة البيئة والغراسات والبستنة بصفاقس ،46 عونا فقط يباشرون مهامهم في هذه الشركة علما وان كتلة اجور العاملين في هذه الشركات يتحملها المجمع الكيميائي وشركة فسفاط قفصة والشركة التونسية للانشطة البترولية دون اعتبار الالف عامل جديد المزمع انتدابهم بناء على اتفاق الكامور 2 الذي تم توقيعه مع الحكومة في 5 نوفمبر الماضي ، علما انه توجد 4 شركات بيئة وغراسات بالحوض المنجمي تابعة لشركة فسفاط قفصة بكل من المظيلة والمتلوي وام العرايس والرديف ”
“تواصل اوضاع شركات البيئة والبستنة والغراسات على ما هوعليه بل وتواصل اغراقها بانتدابات جديدة ضمن احد بنود اتفاق الكامور 2 الذي يؤكد من جديد وهن الدولة التونسية وضعف مسؤوليها وعجزهم عن اصلاح ما افسدته الثورة تحت مظلة المطلبية الاجتماعية التي استباحت حتى غلق مراكز الانتاج وما افرزه من خسائر مالية كبيرة وتعطل للخدمات من اجل الضغط على الحكومة للحصول على وعود انتدابات حينية حتى وان كانت الوظيفة غير موجودة اوهي وهمية كما هو الحال بشركات البيئة والبستنة التي تمثل نموذجا لانفلات الاوضاع وخروجها عن السيطرة وعدم قدرة الدولة على تقديم الحلول البديلة اوحتى التجرؤ على معالجة هذا الملف الملغوم بالنسبة لها في استمرار لسياسة الحلول الترقيعية ..لقد ان الاوان لانهاء هذه المهزلة المسماة شركات البيئة والغراسات والبستنة ” .
لاخير في نخب لا يوحدها خطر الارهاب
(جريدة الصباح)
“فنحن ازاء نخب لايبدو ان خطر الارهاب ولا اي خطر يستهدف التضامن بينها وقد كشفت جريمة حاسي الفريد نهاية الاسبوع عن عقلية غريبة تتجه الى التطبيع واللامبالاة ازاء هذا الوباء الذي يستهدف بلادنا ”
“نعلم جيدا ان هدف الجماعات الارهابية يعتمد ترويع وترهيب المواطنين ودفعهم الى الاعتقاد بانهم ليسو جزءا من اهتمامات الدولة ولايشكلون اولوية لدى الحكومات المتعاقبة وهو مايمكن ان يدفع الى الوقوع في فخ هذه الجماعات وابتزازاتها اوالى مغادرتها ”
“وفي الحالتين فان المستفيد هي الشبكات الارهابية التي ستحاول اولا الاستثمار في ماسي ومعاناة المهمشين واستقطاب بعضهم ليكونوا اعداء الدولة التي ينتمون لها وستحاول وهذا مربط الفرس الاستفادة من الفراغ الحاصل في حال نزوح الاهالي بما يحقق الفراغ الذي تسعى اليه هذه الجماعات ويمنحها فرصة توسيع منافذها وتحصين تحركاتها ومواصلة التمدد والتمكن وانهاك مؤسسات الدولة ”
“لسنا نبالغ ولكن الحقيقة التي يجمع عليها المختصون في الارهاب انه لا شيء يمكن ان يعزز فرص الشبكات الارهابية وتجار الاوطان وسماسرة الدين مثل غياب العنصر البشري وغياب ثقافة الحياة والفن والحب والفرح والتعليم وكل ما يعزز مدنية الانسان والرقي والتطور …وهذا ما حصل ويحصل في القصرين وفي الشعانبي”.
“لا شك انه مع كل عملية ارهابية تستهدف تلك المناطق تكشف خطر غياب الدولة ومؤسساتها …ما حدث لعقبة الذيبي ومبروك السلطاني وشقيقة خليفة السلطاني من قبله فظيع وصادم واشد من ان يقبله اويفهمه عقل بشري …ومع ذلك فان ما يحدث لايحرك سواكن النخب بما يمكن ان يعزز التضامن السياسي المفترض في مثل هذه الاختبارات التي تستوجب الكثير من الترفع والارتقاء بالمعارك السياسية بما يعزز حصانة تونس في مواجهة الارهاب المتسلل اليها من بؤر التوتر بعد ان جفت متابعة وضاقت من حوله السبل “.
افاق تونس يعلن عن رئيسه الثالث…كل البيض في سلة الفاضل عبد الكافي
(جريدة المغرب)
” كانت القاعة وحدها كافية لتعلن عن عودة الحياة الى حزب افاق تونس بعد انتخابات 2019 التي قال ياسين ابراهيم عن نتائجها انها “سلبية” بالنسبة للحزب مما جعله يعبر عن تحمله للمسؤولية ويقدم استقالته من مهامه في الحزب الذي تراجع خزانه الانتخابي باكثرمن 60 بالمائة بين انتخابات 2014 و2019 “.
” خسارة مني بها الحزب الذي فاز بمقعدين فقط في البرلمان الحالي جعلته يدخل في حالة من البطالة السياسية والغياب عن المشهد الذي امتد الى اشهر وهو ما يفسر الكثير من الهزات التي انعكست على الحالة الداخلية للحزب الذي اقتصر عمله السياسى طوال السنة الحالية على تقديم مرشحين الى رئيس الجمهورية لاختيار الشخصية الاقدر من بينهم كما فعلت باقي الاحزاب الممثلة في البرلمان ”
“بطالة وازمة مالية القت بظلالها على الحزب وكادت تنهي وجوده الى ان وقع الاتفاق مع الفاضل عبد الكافي على الالتحاق بالحزب وان يكون رئيسه القادم ، وهو ما تم خلاله الخمسة ايام الفارطة التي انتهت امس بعملية انتقال القيادة من ياسين ابراهيم الى عبد الكافي الذي انتخب رئيسا جديدا للحزب في اشغال المجلس الوطني المنعقد في نهاية الاسبوع الفارط “.
“انتخاب الكافي الذي الحق بعضوية المكتب السياسي والمجلس الوطني لحزب غداة انضمامه اليه لم يكن امر مفاجئا في ظل غياب منافسة فعلية بينه وبين القيادات الراهنة للحزب ولكن الاهم ذلك الاتفاق الضمني بينه وبين الرئيس السابق وعدد من القادة في الحزب على ان يكون الوجه الجديد لافاق تونس “.