نفى المدير الجهوي للصحة بصفاقس الدكتور جوهر المكني أن تكون طاقة الإيواء الخاصة بمرضى “كوفيد 19” في المؤسسات الاستشفائية بالجهة قد وصلت إلى نسبة الإشغال القصوى معترفا في ذات الوقت بارتفاعها إلى مستويات غير مسبوقة بعد الارتفاع في عدد الإصابات الذي شهدته الجهة في الآونة الأخيرة.
وأكد المكني في تصريح ل(وات) أن الإمكانية لا تزال متاحة لاستقبال مزيد من المرضى بالإمكانيات الحالية فضلا عن تواصل المجهودات في الوقت الراهن للرفع من طاقة الاستيعاب في عديد المؤسسات الاستشفائية على الصعيدين الجهوي والمحلي واقتراب موعد الشروع في الاستغلال الفعلي للمستشفى الجديد المنجز في إطار هبة من جمهورية الصين والذي سيخصص في مرحلة أولى إلى مركز وطني للعناية بمرضى الكورونا.
واضاف ان المصالح الصحية والإدارية المختصة في الجهة تنكب حاليا على “تسريع الإجراءات والتراتيب العملية اللازمة لانطلاق الاستغلال ولا سيما إجراءات انتداب الإطارات الطبية وشبه الطبية الضرورية لتشغيله واستكمال عملية تجهيز المستشفى بعدد من المعدات الطبية والأدوية”
وأفاد ذات المصدر أن المساعي حثيثة لإضافة وحدة رابعة لمركز العناية بمرضى الكوفيد بالمستشفى الجامعي الهادي شاكر تقدر طاقتها بنحو 20 سريرا.
وقد أعطت الإدارة الجهوية للصحة بصفاقس بداية الأسبوع الجاري الضوء الأخضر لانطلاق عمل وحدة “كوفيد 19” بالمستشفى الجهوي بجبنيانة الذي تمت تهيئته وتجهيزه ب8 أسرة أوكسجين وسريري إنعاش وجهاز تصوير طبي متنقل.
كما يُتوقع أن تتعزّز مؤسسات الخط الأول في الجهة بوحدتي “كوفيد” إضافيتين بكل من مستشفى قرقنة ومستشفى المحرس باعتبار أن “التجهيزات حاضرة ولا ننتظر إلا استكمال أشغال التهيئة المتواصلة على قدم وساق” وفق قوله.
وبخصوص ارتفاع عدد الإصابات الذي تمت ملاحظته في الأيام القليلة الماضية، اعتبر المكني أن ذلك برز بعد “الرفع في نسق التحاليل المنجزة” في إطار تقصي الفيروس واستعمال تقنية التحاليل السريعة معاضدة للجهود اليومية المعتادة، وأضاف أن نسبة الإصابات الإيجابية مقارنة بعدد التحاليل المنجزة بالنسبة للعشرة أيام الفارطة تقدر بحوالي 35 بالمائة وهو ما يعد في حدود المعدلات الوطنية، بحسب تقديره.
كما فسر الاقتراب من بلوغ الطاقة القصوى في الوحدات الاستشفائية المخصصة لمرضى “الكورونا” بارتفاع الإصابات في صفوف الشريحة العمرية بين 50 و60 سنة التي تعد “فئة هشة وتتطلب الإيواء أكثر من غيرها”، واعتبر أن هذه الفئة هي ضحية حالة الارتخاء والاستسهال في التعامل مع مقتضيات البروتوكول الصحي التي لوحظت في الفترة الأخيرة خاصة لدى فئة الشباب التي يمكن أن تكون فئة ناقلة للفيروس.
ونبّه المكني إلى أن المرض قد يوصلنا إلى “وضعية حرب” تتطلب التزاما أكبر وأكثر صرامة بالبروتوكولات الصحية، محذرا من نتائج التراخي المستنتج في الفترة الماضية، ومشددا على أهمية التوعية والتحسيس على نطاق واسع بضرورة الالتزام بلبس الكمامة والتباعد الجسدي وغسل اليدين بشكل متواتر.
وبالنسبة لما روج مؤخرا من أخبار عن بلوغ وحدات الكوفيد في مؤسسات القطاع الخاص لطاقة إشغالها الكلية مع توافد عدد من الأشقاء الليبيين المصابين بالكورونا للتداوي في الفترة الأخيرة، أفاد المدير الجهوي للصحة بصفاقس أن المصحات التي تأوي حاليا 58 مصابا بفيروس “كورونا” لا تزال بعيدة عن طاقة استيعابها القصوى المقدرة ب100 سرير أكسيجين و40 سرير إنعاش، وفق المعطيات التي كانت كشفت عنها غرفة المصحات الخاصة في وقت سابق.