“من أجل حكومة مرحلة …” و” “الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم …” و”عندما يصبح الفساد … مؤسسة” و”تونس … تضيع” و”4237 وفاة بكورونا … الاجراءات المعلنة لن توقف النزيف والاستهتار سيد المشهد”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة، اليوم الخميس.
“من أجل حكومة مرحلة …”
جريدة (الصحافة)
“يبقى السؤال في الاخير أي حكومة تصلح لهذه المرحلة؟ … وهي مرحلة موبوءة على كل المستويات صحيا واجتماعيا واقتصاديا وماليا وكل القطاعات فيها تستدعي تدخلات مستعجلة وبالتالي فانه من الضروري أن لا يسقط السيد رئيس الحكومة في فخ البحث عن شكل وطبيعة الحكومة … حكومة كفاءات مستقلة أم حكومة سياسية أم حزبية … الخ من الاسئلة المعطلة باعتبار أن تونس اليوم تلزمها حكومة خبراء ومختصين في قطاعاتهم وهؤلاء موجودون داخل الاحزاب وخارجها”.
“ندرك جيدا أن التحوير الحكومي لن يكون سهلا على السيد، هشام المشيشي، باعتبار قوة الضغط الذي سيسلط عليه من طرف رئيس الجمهورية وهو هنا غير مطالب بالرجوع اليه كما ينص على ذلك الفصل 92 من الدستور ما عدا في وزارتي الخارجية والداخلية اضافة الى الضغط الذي سيلقاه من طرف أحزاب الائتلاف التي تسعى وتتحرك الان بكل قوة لفرض وجودها بالقوة الناعمة بحكم ثقلها البرلماني … والسيد المشيشي أمامه كل هذه المعطيات وهو مطالب بتجنب الاصطدام بالبرلمان وتجنب الاصطدام بأحزاب الائتلاف وأيضا تجنب الاصطدام بالرئيس تى يتمكن من استبدال حكومته الحالية بحكومة مرحلة … والمرحلة صعبة وشاقة جدا”.
“الحق الفلسطيني لا يسقط بالتقادم …”
صحيفة (الصباح)
“لم تناقض الديبلوماسية التونسية المزاج والوجدان الشعبي في أول موقف رسمي يصدر عن وزارة الخارجية في علاقة بموجة التطبيع العربية مع الكيان الصهيوني المحتل والتي أجهزت على بقايا الحلم الفلسطيني في اقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس. حيث أعلنت تونس موقفها الديبلوماسي الرسمي بكل جرأة وشجاعة رغم حجم الضغوطات الدولية التي دأت اعلاميا من خلال ترويج الاكاذيب والاراجيف بشأن خطوة التطبيع المحتملة التي ستقدم عليها تونس أسوة ببقية الدول العربية وقد تنتهي هذه الضغوطات بمحاصرة اقتصادية أو تضييقات كبرى قد يمارسها المانحون الدوليون في علاقة بوضعية الاقتصاد التونسي الذي يمر بوضعية حرجة”.
“ولكن المواقف التاريخية تصنع أيضا دولا عظيمة في خيارتها وفي انحيازها لحقوق الشعوب الاخرى … وقد اختارت تونس بلد الثورة والديمقراطية أن تبقى منحازة لحقوق الشعب الاعزل الذي خذل من أغلب الانظمة العربية وأن تسجل موقفها أمام التاريخ مؤكدة على أن حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته غير قابلة للتصرف ولا للسقوط بالتقادم وأنها لن تقبل باقامة علاقات ديبلوماسية مع الكيان الصهيوني وأن الموقف الرسمي للدولة التونسية هو موقف مبدئي عبر عنه في أكثر من مناسبة رئيس الجمهورية، قيس سعيد، الذي يرى في مفهوم التطبيع في حد ذاته في غير محله وأن الطبيعي أن يسترد الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة لا أن يتم التطبيع من أجل طمس هذه الحقوق والغائها”.
“عندما يصبح الفساد … مؤسسة”
صحيفة (الشروق)
“كشفت مصالح الديوانة قبل ساعات فضيحة جديدة في ميناء سوسة تتمثل في توريد أطنان من مادة “الدرع” منتهية الصلاحية بالتزامن مع تواصل الأبحاث والايقافات في فضيحة النفايات القادمة من إيطاليا. ما قامت به مصالح الديوانة جهد بطولي لهذه المؤسسة السيادية التي تقوم بدور كبير في حماية البلاد ولئن تورط عدد من ابنائها في تجاوزات فهذا لا يعني شيطنة هذه المؤسسة ولا التجريم الجماعي لمنتسبيها”.
“ليست المرة الأولى التي تكشف فيها مصالح الديوانة صفقة فاسدة في هذا الحجم ولن تكون الأخيرة ولكن الواضح ان الفساد أصبح مؤسسة وكل ما تم القيام به من بعث لمؤسسات رقابية منذ 14جانفي إلى اليوم تبين أنها ليست أكثر من مشاريع للمزايدة فقط بدليل أستشراء الفساد قياسا بما كان عليه قبل عشر سنوات”.
“فتونس في ظل هذا الوضع هي البلد الوحيد في العالم الذي قام بثورة ضد الفساد والمحسوبية ليمنح البلاد لبارونات الفساد ومافيا غير معلنة تستهدف حياة التونسيين والأقتصاد الوطني بكل ما يترتب عن ذلك من تداعيات اقتصادية واجتماعية وأمنية”.
“تونس … تضيع”
جريدة (الشروق)
“شهد الصراع بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة خلال الاسبوع الماضي تطورات جديدة تجاوزت البعد الداخلي للازمة لتتحول الى صراع خارج حدود الوطن وتراشق بالتهم واستعمال للصلاحيات من أجل كسب جولة جديدة لصالح هذا الطرف أو ذاك”.
“وفي هذا الاطار فقد مثلت التسريبات حول تدخلات رئاسة الجمهورية من أجل افشال زيارة رئيس الحكومة الى فرنسا وايطاليا الاشارة التي نبهت الجميع الى التحولات الخطيرة في هذا الصراع وما يمكن أن يجره على البلاد خاصة على مستوى صورة تونس الخارجية”.
“لم تشهد تونس منذ الاستقلال هذا الصراع داخل السلطة التنفيذية كما لم يحصل مطلقا أن صدر أي صراع داخلي الى الخارج وحافظت تونس على صورتها كدولة موحدة متضامنة خارج حدودها وذات تقاليد ديبلوماسية عريقة حتى في أصعب الفترات التي مرت بها”.
“ربما حان الوقت ليطرح هذا الصراع على طاولة النقاش السياسي والمجتمعي فاما أن نقر بأولوية تلك الحروب الشخصية على مصلحة البلاد أو يوضع حد قبل أن تدمر كل شئ”.
“4237 وفاة بكورونا … الاجراءات المعلنة لن توقف النزيف والاستهتار سيد المشهد”
جريدة (الصباح)
“رغم كل الاجراءات المتخذة منذ أكثر من شهرين لتطويق انتشار فيروس كورونا الا أن هذا الاخير يواصل تمدده وزحفه سريعا وهو ما تعكسه الارقام المسجلة الاسبوعين الماضيين حتى بلغ عدد المرضى المقيمين في أقسام الانهعاش 306 مريضا بما يدعو الى التساؤل بالحاح أين مواطن الخلل؟؟”.
“وبالعودة الى التراخي الذي تحدث عنه وزير الصحة سلفا فان كثير من المتابعين للشأن الصحي يتوقعون أن الاجراءات المتفق عليها أول أمس لن تأت أكلها بالنظر الى أن هنالك تراخيا ‘مستفزا’ من قبل المواطنين في احترام مختلف الاجراءات الوقائية على غرار ارتداء الكمامات وتطبيق مبدا التباعد الاجتماعي”.
“من هذا المنطلق وأمام الارتفاع الصاروخي لعدد الوفايات والمرجح للارتفاع أكثر في قادم الايام فقد دعا كثيرون الحكومة وكافة الهياكل المعنية بمجابهة فيروس كورونا الى “الضرب بيد من حديد” من أجل تطبيق صارم لكافة بنود البروتوكول الصحي خاصة وأن الفترة السابقة شهدت وعلى حد تأكيد البعض اختراقا لمختلف الاجراءات المنصوص عليها حيث واصلت بعض المطاعم عملها بصفة عادية رغم حظر الجولان. من هذا المنطلق استغرب كثيرون السلوكيات التي يتوخاها البعض فمقارنة بالموجة الاولى من فيروس كورونا فقد كان الالتزام من قبل المواطن سيد المشهد رغم أن الوضع الوبائي لم يكن شهر مارس الماضي على درجة كبيرة من الخطورة حيث مرت الموجة الاولى ‘بسلام’ بما أن عدد الوفايات قد استقر في 53 وفاة فقط … واليوم وارزاء الارتفاع المفزع لحالات الوفايات والضغط الحاصل على المستشفيات نقف على لا مبالاة مستفزة من قبل شق كبير من المواطنين حيث يصر البعض على ممارسة حياته بصفة عادية وكأن البلاد لا تعيش على وقع حرب صحية…”.