توجه رئيس الجمهوية، قيس سعيد،مساء اليوم الخميس بكلمة الى الشعب التونسي، تقدم خلالها بتهانيه الى التونسيين بمناسبة حلول السنة الادارية الجديدة.
واعتبر رئيس الدولة في كلمته التي بثتها القناة الوطنية الأولى ان سنة 2020 “هي سنة غير مأسوف عليها” اعتبارا لما شهدته تونس خلالها من مصاعب على المستويات الصحية و الاجتماعية و السياسية معددا مختلف المحطات السياسية التي عاشتها بلادنا منذ تكوين الحكومة الاولى ( حكومة الحبيب الجملي) مرورا بحكومة الياس الفخفاخ وصولا الى الحكومة الحالية مشيرا الى “وجود الى اليوم ترتيبات متواصلة لادخال تحويرات عليها او اللجوء الى توجيه لائحة لوم ضدها” .
وشدد رئيس الجمهورية في كلمته على ان “السياسة مبادئ ثابتة وليست مناورات “ومغالطات او سبا وشتما وابواقا مأجورة من الداخل والخارج” على غرار المنظومة السابقة والتي شببها بسلالة متطورة من جائحة كوفيد 19.
ولاحظ في هذا الصدد ان النظام السياسي في تونس في “حاجة الى لقاح من صنف جديد”يعيد للثورة توهجها ولتونس ومؤسساتها عافيتها”،حسب تعبيره.
واضاف ان هذا التصور للنظام السياسي يقوم “على تحقيق الأهداف التي سقط من اجلها شهداء الثورة وجرحاها.
ولدى تطرقه الى المبادرة التي تقدم بها الاتحاد العام التونسي للشغل لإطلاق حوار وطني قال قيس سعيد ان هذا الحوار الذي تم القبول به لن يكون كالحوارات السابقة مشترطا مشاركة الشباب التونسيين من الشمال الى الجنوب في هذا الحوار وفي صياغة تصورات والحلول التي ستنبثق عنه.
وبخصوص المبادرات التشريعية لرئاسة الجمهورية والمتمثلة في إحداث مؤسسة “فداء” (مؤسسة تعنى بعائلات شهداء المؤسستين العسكرية والامنية وشهداء الثورة وجرحاها) ومبادرة للصلح الجزائي قال رئيس الدولة ان “الأوضاع لم تتهيأ لتقديم هذه المبادرات او غيرها من المشاريع مؤكدا انه سيتم تقديمها في اقرب الآجال.
واشار رئيس الدولة الى اللقاءات والاتفاقيات التي عقدها خلال سنة 2020 مع عدد المسؤولين الاشقاء و الاصدقاء قائلا “ان البعض في الداخل حاول اجهاض هذه المبادرات والاتفاقيات” وان هم الكثيرين كان احباطها وعرقلة اية مبادرة ليسوا طرفا فيها.
وانتقد رئيس الدولة بشدة ما اسماه بـ”تجاهل انات ابناء االشعب”وتواصل “المغالطات و الافتراءات ” قائلا انه ظل صامدا ثابتا بالرغم من الشعور بالالم والمرارة وان هذا الوضع ازداد تعقيدا في ظل التلاسن و العنف في البرلمان وصل الى حد “سيلان الدم”.
من جهة أخرى اثنى رئيس الدولة على آداء المؤسسات الامنية و العسكرية والصحية في مجابهة جائحة كورونا معبرا عن الأمل في ان تكون سنة 2021 سنة انطلاق “على قواعد صلبة تؤسس لأمال وايام افضل”،حسب قوله.