اعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يوم 02 جانفي 2021 انه تقرر اعتماد عودة الطلبة عبر فوجين نظرا للوضع الصحي الاستثنائي وحرصا على مزيد التوقي من خطر جائحة كورونا. وهو ما طرح مرة أخرى امكانية العودة لتجربة التعليم عن بعد إذا تواصل تأزم الوضع الوبائي وفي هذا السياق ويرى بعض الطلبة أن هذه الطريقة التعليمية لم تكن ناجعة بالقدر الكافي وعبروا عن عدم رغبتهم في إعادة هذه التجربة مرة أخرى وفي المقابل يرى البعض الأخر أنها تجربة جديدة متطورة وحل مناسب لظروفهم ولحمايتهم من كورونا.
“أنا شخصيا ضد اعادة تجربة التعليم عن بعد مرة أخرى فقد بقيت انتظرثلاثة أيام لأتمكن من التسجيل على منصة جامعة تونس الإفتراضية ” جملة قالها الطالب مصطفى لخص بها تجربته مع التعليم عن بعد .
وأضاف أن سرعة الأنترنات تختلف من منطقة إلى أخرى و من المدينة إلى الريف وهنا يغيب مبدأ تكافؤ الفرص وفي بعض الأحيان تنقطع الأنترنات لعدة أيام جراء عطب في”كابلات” الإتصال مما يجعل الطالب غير قادر على متابعة الدروس عن بعد بشكل مستمر كما اللجوء الى بطاقات الشحن يثثقل كاهله ماديا فضلا عن عدم امتلاك الخبرة الكافية في مجال التعليم الإلكتروني لدى كثير من الأساتذة والطلبة.
ويحتاج التعليم عن بعد إلى عدة امكانيات مادية اذ يجب أن يتوفر لكل طالب حاسوب في بيته أوعلى الأقل هاتف ذكي، غير أن الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها المواطن التونسي خاصة خلال جائحة كورونا أعجزته في بعض الأحيان عن توفير مستلزمات الدراسة الحضورية على غرار الكتب و الكراسات و الأقلام فما بالك بشراء حاسوب أو هاتف باهض الثمن إلى جانب دفع فواتير الأنترنات كما أن العديد من العائلات لديها أكثر من ابن يدرس عن بعد و هذا ما يحعلها في مأزق ورغم أن المؤسسات الجامعية وفرت الوسائل اللازمة إلا أن الطالب لم يتقبل فكرة الدراسة عن بعد في الجامعة واعتبرها حرمان له من مقابلة عائلته خلال العطل حسب ما صرحت به نور وهي طالبة بجامعة تونس المنار .
ولا يمكن للتعليم عن بعد أن يعوض التعليم الحضوري فالجامعة لديها طعم خاص وذلك لأهميّة وجود الأستاذ وتواصله مباشرة مع الطلبة وهو أمر أساسي لإيصال المعلومة بطريقة صحيحة و واضحة” هكذا دافعت الطالبة بالفنون الجميلة ريهام عن رأيها .
وقالت أيضا أن التعليم عن بعد يقتصر فقط عن الجانب النظري وهو ما يضر بمصداقية التعليم و تكوين الطلبة خاصة أن بعض الإختصاصات،على غرار الفنون الجميلة والصحافة والطب والهندسة وغيرها ترتكز بالأساس على الجانب التطبيقي والتجارب الحية.
وخلال سنة 2020 اعتمدت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تجربة التعليم عن بعد في عدة مناسبات للحد من انتشار كوفيد 19 أما بالنسبة للسنة الجامعية الحالية (2020/2021) فقد قرر توقيف الدروس الحضورية في الجامعات لمدة أسبوعين، من يوم 30 أكتوبر إلى غاية 15 نوفمبر 2020 واعتماد نظام التواصل عن بعد، ووضع كافة الإمكانيات اللوجستية للطلبة الذين لا تتوفر لديهم التجهيزات الضرورية، مع عدم غلق المبيتات الجامعية حسب بلاغها.
وهنا رحب بعض الطلبة بإعادة تجربة التعليم عن بعد إذ اعتبروها تجربة مكنتهم من مواكبة التطور التكنولوجي و طريقة ناجعة لحمايتهم من فيروس كورونا.
وفي هذا السياق، عبر الطالب بجامعة منوبة محمد عن استحسانه لتجربة التعليم الرقمي اذ مكنته من استغلال احسن للوقت و انجاز العديد من المهام بشكل متزامن بفضل عدم التقيد بموعد المحاضرة أو وقت الإستراحة.
واعترمحمد انه كان يتغيب باستمرار عن الجامعة نظرا لبعض الظروف على غرار نقص وسائل النقل لكن تجربة التعليم عن بعد مكنته من حضور جميع المحاضرات والتواصل بكل سهولة مع الأستاذ خلال الحصة الإفتراضية أو خارج أوقات الدوام الرسمية .
واعتبرت الطالبة أماني أن تجربة التعليم عن بعد هي فرصة لتحسين قدرة الطالب على التعامل مع وسائل التكنولوجية الحديثة للتكيف في المرات القادمة مع الأزمات التي تفرض الدراسة الرقمية خاصة أنه عصر التكنولوجيا والاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة.
وقد وجد الطلبة الذين يعملون بالتزامن مع الدراسة ضالتهم في التعليم عن بعد حيث يسر لهم الجمع بين النشاطين ومثل فرصة لهم لمواصلة دراستهم بالتأقلم مع ظروفهم الزمنية او الصحية او الإجتماعية حسب ما أفاد به عبد الرحمان و هو طالب في مرحلة الماجستير , يدرس و يشتغل في نفس الوقت قائلا ” حسب تجربتي الشخصية اعتبر أن طريقة التعليم الرقمي ساعدتني كثيرا في مواكبة عملي ومواصلة الدراسة معا.