شهدت عدّة مدن وأحياء بالبلاد التونسيّة منذ بداية الأسبوع الفارط أعمال شغب وعنف ونهب للأملاك العامّة والخاصّة و هو ما أسفر عن ايقاف 623 شخصا وفق ما أفاد به الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية خالد حيوني.
وأضاف الحيوني أن أغلب المتورطين في أحداث الشغب الليلة أغلبهم من القصر تتراوح أعمارهم بين 14 و15 وفي أقصى حد بين 22 و25 سنة، معتبرا أنه لا يمكن اعتبار هذه الأحداث الليلية “احتجاجات” لأن الاحتجاجات تكون في النهار ومؤطّرة قانونيا.
هذا و اعتبر أغلب السياسيّن أن هذه التحرّكات تحركها أياد خفيّة ومدفوعة الأجر، و هو ما ذهب اليه كل من أسامة الخليفي رئيس كتلة قلب تونس في البرلمان و عبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر.
أما القراءة التي توجّه اليها عدد من المثقّفين فقد ذهبت الى أن هذه الاحتجاجات التي يقودها شباب في مقتبل العمر هي نتيجة عدم وجود منوال تربوي وتعليمي لاحتواء هذه الفئة، اضافة الى أن الطبقة السياسيّة المتناحرة هي سبب يأس الشباب وارتفاع منسوب العنف في صفوفهم.
ومن جانبها كتبت أمال العدواني:
المتابع لمعدل الأعمار متاع الشباب اللي خرجوا ليلا يلقى أنو يتراوح بين 12 و 17 سنة …الشباب هذا وقت الثورة كان عمرو عامين و سبعة سنين ناس ما عرفتش بن علي وما عرفتش بورقيبة وما تعرفش حتى ايديولوجيا، لا تعرف مفهوم الشيوعية ولا الرأسمالية ولا الحرب الباردة ولا تعرف الأسس الأيديولوجية للحركات الإخوانية…شباب تربى نصف وقت في المؤسسات التعليمية والباقي من تربيتو تعدى على fake news على صفحات التواصل الاجتماعي…شباب تربى على رائحة الاكريموجان ورائحة العجل المحروق في الطرقات…شباب تربى على الاعتصامات في كل تركينة من تراكن تونس وعلى الدولة تتفاوض مع اللي يسكر مراكز الإنتاج…شباب تربى على حرق مراكز الأمن وكل ما يمثل السلطة ويشوف في ذلك بطولات …شباب تربى على خيام دعوية وإرهاب والدم والاغتيالات طيلة عشرة سنوات…شباب تربى على التهريب والكنترا والكناتري اللي يملك أحسن المشاريع في تونس….شباب تربى على الخصام والعرك في مجلس نواب الشعب والطبقة السياسية أعطاتو دروس في الاخلاف بالوعد والمتاجرة بأحلامو …شباب كل عام يغادر المدرسة بمعدل 100الف تلميذ باش في عشرة سنين نوصلوا لمليون تلميذ غادروا مقاعد الدراسة….
عشرة سنين تعداو فماش خطة عملية تعملت باش نتعاملوا مع الفئة الشبابية هذي؟ عشرة سنين تعداو حطيناش منوال تربوي وتعليمي لاحتواء الفئة هذي من الشباب؟ عشرة سنين تعداو حاولناش نستبقوا الزمن ونحطوا استراتيجية واضحة المعالم باش كيف يكبروا ها الشباب نعرفوا على الأقل نحكيوا معاهم اذا كان ما نجموش نحلولهم مشاكلهم؟ عشرة سنين تعداو فماش برنامج تحط بين الوزارات والمجتمع المدني باش يحاول يقرب للشباب هذا ويفهموا؟
اليوم انتهى وقت الحديث عن زمن بن علي ولازم نحكيوا على عشرة سنين اللي هوما عمر جيل كامل خرج البارح وقبل البارح وينجم موش فاهم علاش خارج اما يحب يقول هانا موجودين ماناش invisibles لكن موجودين بطريقة التكسير والتخريب خاطر حياتنا بطبيعتها مخربة وموش واضحة فما بالك بالمستقبل اللي هو موش موجود تماما…
الحل الأمني في التعامل مع الاحتجاجات هو حيني pour limiter les dégâts ولكن توا الحلول لازم تكون أكبر وأشمل وأكثر عقلانية وتتطلب جواجي وإرادة صادقة وثنيان الركبة والخدمة لبعيد خاطر المسألة مسألة مستقبل بلاد وحبينا والا كرهنا عشرة سنين عشرين سنة لقدام الشباب هاذم هوما اللي باش تلقاوهم في مواقع القرار وهوما اللي باش يحددوا مستقبل تونس
فأي مستقبل حضرنالهم؟
كلنا مسؤولون؟
كلنا مذنبون؟